Page 27 - مغرب التغيير PDF
P. 27

‫تقرير ‪27‬‬

‫العدد‪ - 42 :‬من ‪ 1‬إلى ‪ 30‬يونيو ‪2015‬‬

                 ‫إشكاليات تحصيل الديون العمومية‪:‬‬

   ‫هل السبب غياب التنسيق أم نقص الموارد البشرية‬
          ‫أم أساليب الاستخلاص المتجاوزة؟‬

‫ص�لاح�ي�ة ال�ق�ي�ام ب�ذل�ك الاق�ت�ط�اع؟ وم��ا م��آل المح�اس�ب‬  ‫بكل ال َمدينين للخزينة العامة‪ ،‬أو للمالية العمومية‪ ،‬وكذا‬        ‫ال�ل�ذان اع�ت�ذرا ب�دوره�م�ا ل�وج�وده�م�ا ف�ي مهمة خ�ارج‬  ‫تعتبر إش�ك�ال�ي�ة تح�ص�ي�ل ال��دي��ون ال�ع�م�وم�ي�ة من‬
‫العمومي‪ ،‬ال�ذي يكون ب�ني مطرقة الأح�ك�ام القضائية‬              ‫ع�ل�ى م�س�ت�وى ب�ع�ض الم�ش�اك�ل ال�ت�ي ت�ط�رح�ه�ا الم�ع�ام�لات‬                                                  ‫الوطن‪.‬‬    ‫الم�ل�ف�ات الصعبة ال�ت�ي ل�م تج�د لها السلطات المغربية‪،‬‬
‫الآمرة بالاستخلاص أو الآمرة بمتابعة شخص ما بتهمة‬               ‫المصرفية وخاصة في إطار إجراء إشعار «الغير»‪ ،‬الحائز‬                                                                        ‫س��واء التشريعية أو التنفيذية أو ال�ق�ض�ائ�ي�ة‪ ،‬الح�ل‬
‫التلاعب‪ ،‬وسندان التقادم ال�ذي يجعل ديونا عمومية‬                ‫لمال ال َمدين (بمعنى الأبناك ومؤسسات الائتمان)‪ ،‬والتي‬           ‫وقد تناول الكلمة لدى انطلاق أشغال الندوة‪ ،‬التي‬            ‫الأمثل والعلاج الناجع بالرغم من تضافر الجهود‪ ،‬وتعدد‬
‫هائلة مستحيلة التحصيل‪ ،‬وهو الأمر الذي استحضره‬                  ‫تتطلب ه�ي الأخ��رى م�راج�ع�ة شمولية‪ ،‬عندما يتعلق‬                ‫ت�رأس أشغالها المستشار السيد ال�ع�رب حبشي‪ ،‬ك�ل من‬         ‫الآل�ي�ات‪ ،‬وب�ال�رغ�م م�ن تنوع الخطط وال�ب�رام�ج والصيغ‬
                                                               ‫الأمر بحسابات بنكية للمطا َلبين ب�الأداء هي بالأساس‬             ‫رئيس الفريق الفدرالي للوحدة والديمقراطية‪ ،‬ورئيس‬           ‫والوصفات التحصيلية‪ ،‬المالية والمحاسباتية‪ ،‬ربم�ا لأن‬
                                         ‫جل المتدخلين‪.‬‬         ‫مجرد مبالغ استدا َنها هؤلاء من البنوك ذاتها‪ ،‬مما يطرح‬           ‫مجلس المستشارين‪ ،‬والوزير المنتدب في الداخلية‪ ،‬قبل‬         ‫الأمر ينقصه التنسيق‪ ،‬أو لأن الموارد البشرية غير كافية‪،‬‬
‫ومن المتدخلين أي ًضا من حاول إلقاء المسؤولية على‬               ‫السؤال الشائك‪ :‬هل يجوز للبنوك أن تقتطع قيمة الدين‬               ‫أن ت�ؤول الكلمة لمختلف المتدخلين والم�ش�ارك�ني الممثلين‬   ‫أو أنها كافية ولكنها غير مدربة وغير مؤهلة لمثل هذه‬
‫الغير‪ ،‬كالقول إن الديون العمومية غير المح ّصلة تفاقمت‬          ‫العمومي من مبالغ الديون المصرفية المودعة لديها؟ وفي‬                                                                       ‫المهمة المعقدة‪ ،‬أو لأن تدبير ال�ش�أن ال�ع�ام ف�ي ب�لادن�ا لا‬
‫بعد تكفل وزارة العدل بهذه المهمة‪ ،‬أو القول تحدي ًدا‬            ‫حالة اعتماد أج�ل معقول للقيام بهذه العملية‪ ،‬كيف‬                          ‫للإدارات العمومية والمؤسسات المعنية الحاضرة‪.‬‬     ‫يزال يشكو من آفات وه ّنات غير قليلة‪ ،‬وغير هينة‪ ،‬حتى‬
‫بضعف إنتاجية الجماعات الترابية ف�ي ه�ذا ال�ب�اب‪...‬‬             ‫يمكن ضمان عدم سحب المدين المطا َلب بالأداء لودائعه‬              ‫بعد ذل�ك انخرط المشاركون في مناقشة مختلف‬                  ‫بعد انقضاء نحو س ّتين سنة من الاستقلال‪ ،‬ومن تأصيل‬
‫إلى غير ذلك من المقولات التي أثارت في حد ذاتها نو ًعا‬          ‫حتى لا يجد البنك بعد ذلك ما يمكن عمله لاستخلاص‬                  ‫جوانب الموضوع‪ ،‬حيث تم التركيز على صعوبات الواقع‬           ‫الخدمة المالية العمومية‪ ،‬التي شهدت البلاد ميلادها‬
‫من الأخذ والرد‪ ،‬والرأي والرأي الآخر‪ ،‬مما أتاح الفرصة‬           ‫ال�دي�ن العمومي المطلوب تحصيله‪ ،‬ه�ذا عندما يكون‬                 ‫اليومي ال�ت�ي يعاني منها المح�اس�ب�ون العموميون وأط�ر‬
‫لمختلف المتدخلين كي يأتوا بقيم مضافة لم تخ ُل من‬               ‫الأم�ر موضوع حكم قضائي يخول للمؤسسة المصرفية‬                    ‫وأعوان القباضات وباقي المكلفين بالتحصيل‪ ،‬سواء على‬                      ‫منذ عهد الحمايتينْ الفرنسية والإسبانية‪.‬‬
                                                                                                                               ‫مستوى البنيات الأساسية والتجهيزات‪ ،‬المتجا َو ِز بع ُضها‬   ‫لإيجاد وصفة ملائمة لحل شيفرة هذه الإشكالية‪،‬‬
                                       ‫فائدة‪ ...‬لنتابع‪.‬‬                                                                        ‫في معظم المرافق المعنية؛ أو على صعيد الإحاطة الميدانية‬    ‫ولبسط الأم��ر على أرض�ي�ة أوس��ع ل�ل�ح�وار ب�ني مختلف‬
                                                                                                                                                                                         ‫السلطات والفعاليات المعنية والمهتمة‪ ،‬وبالخصوص على‬
                                                                                                                                                                                         ‫مستوى السلط الثلاث‪ ،‬ب�ادر الفريق الفدرالي للوحدة‬
                                                                                                                                                                                         ‫والديمقراطية‪ ،‬بالغرفة الثانية بالبرلمان‪ ،‬إل�ى الدعوة‬
                                                                                                                                                                                         ‫لعقد ي�وم تواصلي‪ ،‬ذي أبعاد علمية وقانونية وإداري�ة‬
                                                                                                                                                                                         ‫وتقنية‪ ،‬للتحاور وت�ب�ادل وجهات النظر بين الفعاليات‬
                                                                                                                                                                                         ‫الم��ذك��ورة‪ ،‬ولمح�اول�ة الخ��روج ب�ت�ص�ور م�ش�ت�رك للمشكل‬
                                                                                                                                                                                         ‫ال��ذي ي�ط�رح�ه تح�ص�ي�ل ال�دي�ن ال�ع�م�وم�ي‪ ،‬م�ن جميع‬
                                                                                                                                                                                         ‫جوانبه ذات الارتباط بالواجبات الجبائية والضريبية‪،‬‬
                                                                                                                                                                                         ‫واالجمركية‪ ،‬وبأحكام الإدان�ة المالية‪ ،‬وبباقي الواجبات‬
                                                                                                                                                                                         ‫المالية المستحقة لفائدة الخزينة العامة وغيرها من‬
                                                                                                                                                                                         ‫المؤسسات المالية العمومية‪ ،‬وربما أي ًضا‪ ،‬للوصول إلى صيغ‬
                                                                                                                                                                                         ‫جديدة وغير مسبوقة‪ ،‬من شأنها أن تعزز أسباب التنسيق‬
                                                                                                                                                                                         ‫والتشارك والتعاون بين كافة الإدارات والجهات المعنية‬

                                                                                                                                                                                                       ‫بمسؤوليات التحصيل والاستخلاص هذه‪.‬‬
                                                                                                                                                                                         ‫انعقدت فعاليات هذه التظاهرة في إح�دى قاعات‬
                                                                                                                                                                                         ‫الاجتماع بمقر مجلس المستشارين بالرباط‪ ،‬وحضرها‬
                                                                                                                                                                                         ‫على التوالي كل من الشيخ محمد بيد الله رئيس مجلس‬
                                                                                                                                                                                         ‫المستشارين‪ ،‬والسيد الشرقي اضريس ال�وزي�ر المنتدب‬
                                                                                                                                                                                         ‫في الداخلية‪ ،‬والسيد عمر فرج المدير العام للضرائب‪،‬‬
                                                                                                                                                                                         ‫والسيد سعيد حميدوش المدير العام للصندوق الوطني‬
                                                                                                                                                                                         ‫للضمان الاجتماعي‪ ،‬وجمع من البرلمانيين من الغرفتينْ ‪،‬‬
                                                                                                                                                                                         ‫ومن الأطر المصرفية‪ ،‬والمحاسبين العموميين من مختلف‬
                                                                                                                                                                                         ‫الج��ه��ات والأق��ال��ي��م‪ ،‬وث�ل�ة م��ن الج�ام�ع�ي�ني وال��دارس�ي�ن‬

                                                                                                                                                                                                         ‫والمهتمين بهذا الموضوع‪ ،‬الشائك بامتياز‪.‬‬
                                                                                                                                                                                         ‫للإشارة فقد كان منتظ ًرا أن يحضر الندوة كل من‬
                                                                                                                                                                                         ‫وزي�ر ال�ع�دل والح�ري�ات ال�ذي اع�ت�ذر بسبب التزاماته‪،‬‬
                                                                                                                                                                                         ‫ووزير الاقتصاد والمالية والوزير المنتدب المكلف بالميزانية‪،‬‬

         ‫المستشار محمد دعيدعة رئيس الفريق الفدرالي للوحدة والديمقراطية‪:‬‬

‫الضرائب الباقي استخلاصها تفوق قيمتها ‪ 29.6‬مليار الدرهم‬

                                                               ‫التحصيل‪ ،‬حيث نلاحظ ارتفاع الباقي‬                                ‫تحصيل ال�غ�رام�ات والإدان���ات النقدية‬                    ‫ب�اس�م ال�ف�ري�ق ال��ف��درال��ي ل�ل�وح�دة‬
                                                                            ‫استخلاصه سنة بعد سنة‪.‬‬                              ‫والصوائر والمصاريف القضائية‪ ،‬حيث‬                          ‫والديمقراطية أتقدم إليكم بجزيل الشكر‬
                                                                                                                               ‫أس�ن�دت الم���ادة ‪ 131‬م�ن ال�ق�ان�ون رق�م‬                 ‫ع�ل�ى ح�ض�ورك�م ومساهمتكم ف�ي ه�ذا‬
                                                               ‫ف�ع�ل�ى س�ب�ي�ل الم���ث���ال‪ ،‬وم��ن��ذ أن‬                       ‫‪ 15.97‬بمثابة مدونة لتحصيل الديون‬                          ‫ال�ي�وم ال��دراس��ي ال�ه�ام‪ ،‬وال���ذي يتعلق‬
                                                               ‫تسلمت وزارة ال�ع�دل مهمة تحصيل‬                                  ‫ال�ع�م�وم�ي�ة إل���ى المح�اس�ب�ني ال�ت�اب�ع�ني‬            ‫بإشكالية تحصيل ال�دي�ون العمومية‪.‬‬
                                                               ‫الغرامات والإدانات النقدية سنة ‪،1993‬‬                            ‫ل��وزارة المالية وم�أم�وري كتابة الضبط‬                    ‫ه��ذه الإش�ك�ال�ي�ة ال�ت�ي تتم إث�ارت�ه�ا من‬
                                                               ‫أخ�ذ الباقي استخلاصه يتفاقم بشكل‬                                ‫بم��ح��اك��م الم�م�ل�ك�ة م�ه�م�ة اس�ت�خ�الص‬               ‫طرف البرلمان بمناسبة مناقشة قوانين‬
                                                               ‫متسارع‪ ،‬إلى أن فاق في متم ‪ 2012‬مبلغ‬                             ‫الغرامات والإدانات النقدية‪ ،‬والمصاريف‬                     ‫المالية‪ ،‬لكن دون الوقوف عند الأسباب‬
                                                               ‫‪ 4‬ملايير درهم‪ ،‬بمعدل نمو سنوي يناهز‬                             ‫وال�ص�وائ�ر القضائية‪ ،‬وذل��ك منذ سنة‬                      ‫الجوهرية والرئيسية لإشكالية تحصيل‬
                                                               ‫‪ 8‬في المائة‪ ،‬كما فاق الباقي استخلاصه‬                                                                                      ‫الديون العمومية‪ ،‬والمساهمة أيضا في‬
                                                               ‫بالنسبة لمدينة ال��دار البيضاء كمثل‪،‬‬                                                             ‫‪.1993‬‬
                                                               ‫ب��خ��ص��وص الج���ب���اي���ات المح��ل��ي��ة‪ ،‬م�ا‬                ‫كما وجهنا الدعوة أيضا إلى السيد‬                             ‫إيجاد حلول لتحسين مداخيل الدولة‪.‬‬
                                                               ‫يفوق ‪ 3.7‬مليار دره�م سنة ‪ .2014‬أما‬                              ‫المدير العام للصندوق الوطني للضمان‬                        ‫وف���ي ه���ذا الإط�����ار ت��أت��ي م��ب��ادرة‬
                                                               ‫بخصوص المديرية العامة للضرائب‪،‬‬                                  ‫الاج��ت��م��اع��ي‪ ،‬ب��الإض��اف��ة إل���ى الإخ���وة‬        ‫ال�ف�ري�ق ال�ف�درال�ي ب�دع�وة ك�ل المعنيين‬
                                                               ‫والتي تكفلت منذ سنة ‪ 2004‬بتحصيل‬                                 ‫المحاسبين العموميين‪ ،‬الموكول لهم مهمة‬                     ‫بهذه الإشكالية‪ ،‬ويتعلق الأم�ر ب�وزارة‬
                                                               ‫ضرائب الدولة‪ ،‬فان الباقي استخلاصه‬                               ‫تحصيل الديون العمومية‪ ،‬وذلك بهدف‬                          ‫الاق�ت�ص�اد والم�ال�ي�ة ممثلة ف�ي الإدارة‬
                                                               ‫ناهز سنة ‪ 2011‬ما يفوق ‪ 29.6‬مليار‬                                ‫ت��دارس الأس�ب�اب الرئيسية والعوائق‬                       ‫ال��ع��ام��ة ل�ل�ج�م�ارك والإدارة ال�ع�ام�ة‬
                                                               ‫الدرهم‪ ،‬وذلك لعدة عوامل يمكن إجمالها‬                            ‫التي تح�ول دون تحصيل ه�ذه الديون‪،‬‬                         ‫للضرائب‪ ،‬والخزينة العامة للمملكة‪،‬‬
                                                                                                                               ‫والم�س�اه�م�ة ف�ي اق��ت��راح الح�ل�ول لهذه‬                ‫ووزارة الداخلية فيما يتعلق بالجبايات‬
                                                                                             ‫فيما يلي‪:‬‬                         ‫الإشكالية من ل�دن كل المعنيين بعملية‬                      ‫المحلية‪ ،‬ووزارة العدل فيما يخص تدبير‬
   22   23   24   25   26   27   28   29   30   31   32