Page 20 - مغرب التغيير PDF
P. 20

‫‪20‬‬                                                                                                                ‫آفـاق‬

‫العدد‪ - 44 :‬من ‪ 1‬إلى ‪ 30‬شتنبر ‪2015‬‬

                                                 ‫الحجية القانونية للمستندات الإلكترونية‬

                                                       ‫في التشريع المغربي والمقارن‬

‫غير أن ه�ذه المعايير ت�ق�وم على‬                        ‫وشتأمن ّكهناهأانمتنؤ ّمحنجقيبةوقلانتلونكياةلتفويقيمعاجات‪،‬ل‬  ‫العددية والك ّمية‪ ،‬مع الجانب النوعي‬                                 ‫بفائق السرعة؟‬               ‫«مغرب التغيير» ـ ع‪.‬ي‬
‫ضرورة وقوع الاتصال بين المتعاقدين‬                                                    ‫الإثبات‪.‬‬                      ‫م��ن الاس��ت��ق��رار ال�ن�ف�س�ي وال�ف�ك�ري‬   ‫ـ هل هناك تنسيق أو تعاون متعدد‬
‫ب�ن�ح�و أو ب��آخ��ر م��ن أج���ل ت�ك�ري�س‬                                                                           ‫المطلوبينْ أمام هذا الموضوع‪ ،‬المتميز‬         ‫الأطراف‪ ،‬أو دولي‪ ،‬لمواجهة هذا النوع‬          ‫ظ�ه�رت تكنولوجيا المعلوميات‬
‫الحجية المطلوبة للتعاقد أو التوقيع‬                     ‫وم��ن ب�ني الج�ه�ود والاج�ت�ه�ادات‬                          ‫بدوام التب ّدل والتح ّول‪ ،‬والآخذ في ذلك‬                                                   ‫ارتباطها‬  ‫وتطورت‪ ،‬وصار‬       ‫وواثليا ًقتا‪،‬صابلل‪،‬‬
                                                       ‫القانونية التي ُبذلت في هذا الاتجاه‪،‬‬                        ‫بسرعة قياسية لم يألفها الإنسان من‬                                   ‫من الإشكالات؟‬         ‫بجوانب‬    ‫حيو ًيا ومصير ًيا‬
  ‫الإلكتروني‪ ،‬أي للوثيقة الإلكترونية‪.‬‬                  ‫ال�ق�ان�ون ال�ن�م�وذج�ي ال���ذي وضعته‬                                                           ‫قبل‪.‬‬     ‫ه���ذه الأس��ئ��ل��ة‪ ،‬وغ�ي�ره�ا مم��ا قد‬     ‫ك�ث�ي�رة م�ن ح�ي�اة ال���دول وال�ش�ع�وب‪،‬‬
‫وم�ن ب�ني الأس�ئ�ل�ة الشائكة التي‬                      ‫اليونيسترال (وهي هيأة قانونية ذات‬                           ‫ب��ع��ض الإج���اب���ات اس��ت��دل على‬         ‫يغفله الذهن في خض ّم هذه ال ُعجالة‪،‬‬          ‫حتى صار بعض هذه الدول والأمم لا‬
‫طرحها كثيرون في هذا الباب‪ ،‬السؤال‬                      ‫عضوية أممية متخصصة في إصلاح‬                                 ‫قانونية أو حجية العقود والمح�ررات‬            ‫يتمتع بعضها بق ْدر يسير من الإجابات‬          ‫يجد خلا ًصا من الحاسوب ومشتقاته‬
‫حول حقيقة وجود شركات منتجة أو‬                          ‫القانون التجاري على النطاق العالمي)‪،‬‬                        ‫الإل�ك�ت�رون�ي�ة ب�ال�ت�أك�ي�د ع�ل�ى فعالية‬  ‫«ال�ش�اف�ي�ة» ن�س�ب� ًي�ا‪ ،‬م��ع ت��رك تعبير‬  ‫وبنات عمومته الإلكترونية والرقمية‪،‬‬
‫بائعة أو مشترية بالفعل‪ ،‬وال�س�ؤال‬                      ‫والذي تضمن قواعد تقضي بالمساواة‬                             ‫وصدقية التوقيعات الإلكترونية‪ ،‬غير‬            ‫«ال�ش�اف�ي�ة» ب�ني م��زدوجْ�ي�نْ إل��ى غاية‬  ‫وحتى صار المساس أو التخريب في أي‬
‫ع�ن صحة هوية صاحب الطلبية أو‬                           ‫ف�ي القيمة ب�ني ال�ت�ع�اق�دات ال�ورق�ي�ة‬                    ‫أن ه��ذا ال�ت�ب�ري�ر م���ردود ع�ل�ي�ه بعدم‬   ‫ظهور المزيد من المستجدات في هذا‬              ‫نظام أو برنامج من الأنظمة والبرامج‬
‫المشتري‪ ،‬وسؤال الاستجابة الحقيقية‬                      ‫التقليدية وال�ت�وق�ي�ع�ات ال�ع�ادي�ة من‬                     ‫أي تعريف للآليات القانونية‬   ‫اولمنج�ِّظومدة‬  ‫ال�ب�اب؛ بينما بعضها الآخ��ر لا ي�زال‬        ‫المعتمدة من لدن أي مستع ِمل للشبكات‬
‫للسلع أو الخ�دم�ات م�وض�وع البيع‬                        ‫جهة‪ ،‬والتعاقد والتوقيع الإلكترونيينْ‬                       ‫لتلك التوقيعات‪ .‬وقد أدت هذه‬                  ‫ينتظر‪ ،‬ليس لشح في ابتكار الإجابات‬            ‫الاتصالية الإلكترونية والرقمية بمثابة‬
‫والشراء للمواصفات المعلن عنها قبل‬                                                                                  ‫الثغرة إلى الاجتهاد في سن قواعد من‬           ‫الملائمة‪ ،‬وإنما لكون الوفرة المتحققة‬         ‫إض�رار خطير‪ ،‬وربم�ا قاتل‪ ،‬بوجوده‬
‫الدخول في إجراءات تنفيذ العمليات‪،‬‬                                             ‫من جهة ثانية‪.‬‬                                                                     ‫م�ن الإج�اب�ات لا ت�ت�الءم‪ ،‬رغ�م كثرتها‬      ‫السياسي والاق�ت�ص�ادي والثقافي‪...‬‬
‫ث��م ال��س��ؤال ح��ول م�س�ؤول�ي�ة الجهة‬
‫المق ِّدمة للخدمة عبر الانترنت وبالتالي‬                ‫بعضالأسئلةالمثارةمنلدن أحدالباحثينالمغاربة‬                                                                                                            ‫وب�ط�ب�ي�ع�ة الح����ال‪ ،‬ب��وج��وده الأم�ن�ي‬
‫ح��ول ص�ح�ة ال�ب�ي�ان�ات الم�ت�ب�ادل�ة بين‬                                                                                                                                                                   ‫وال�ع�س�ك�ري وم�ن�ظ�وم�ات�ه ال�دف�اع�ي�ة‬
‫م�خ�ت�ل�ف الأط����راف ع�ب�ر ق��ن��وات ه�ذه‬                                                                                                                                                                   ‫والأم�ن�ي�ة‪ ...‬وح�� ِّدث في ه�ذه المجالات‬
                                                                                                                                                                                                                       ‫وفي غيرها بلا أدنى حرج‪.‬‬
                            ‫الشبكة‪...‬‬                                                                              ‫ف�ي مداخلة ل�ه ح�ول أهمية ال�ق�ان�ون ‪05‬ـ‪ 53‬الخ�اص‬                                         ‫ه���ذا ال�ت�ط�ور ال�س�ري�ع والم��ه��ول‬
                                                                                                                   ‫بالتبادل الإلكتروني للمعطيات القانونية (المصدر‪ :‬المركز‬
‫نظرة المشرع المغربي إلى الوثائق‬                                                                                                                                                                              ‫ف�ي تكنولوجيا الات�ص�ال ووسائلها‬
   ‫والمستندات الإلكترونية؟‬                                                                                          ‫العربي للبحوث القانونية والقضائية‪) . www.carjj.org‬‬                                       ‫ووس�ائ�ط�ه�ا الم�خ�ت�ل�ف�ة‪ ،‬والم�ت�ن�اس�ل�ة‬
                                                                                                                   ‫أث�ار ذ‪ /‬محمد الخ�ض�راوي‪ ،‬القاضي المستشار لدى‬                                             ‫أنماطها الجديدة يو ًما بعد آخر‪ ،‬جعل‬
‫ل��ل��ت��ش��ري��ع الم���غ���رب���ي ارت���ب���اط‬                                                                    ‫محكمة النقض‪ ،‬مجموعة من الأسئلة والإشكالات منها على‬                                        ‫المعاملات بين الأشخاص والمؤسسات‪،‬‬
‫وث�ي�ق وإي�ج�اب�ي وف�ع�ال بالاتفاقيات‬                                                                                                                                                                        ‫وداخ�����ل ك��ل م��ن ه��ذي��ن ال�ع�ن�ص�ري�ن‬
‫والم����ع����اه����دات ال���دول���ي���ة الم�ت�ع�ل�ق�ة‬                                                                                                             ‫الخصوص‪:‬‬                                    ‫ف�ي�م�ا ب�ني م�ك�ون�ات�ه وال�ف�اع�ل�ني فيه‪،‬‬
‫ب���الاس���ت���غ�ل�ال الم���ت���ع���دد والم��ت��ن��وع‬                                                              ‫ـ ما هي المستجدات القانونية والتقنية‪ ،‬التي أتى بها‬                                        ‫تأخذ أب�ع�ا ًدا غير مسبوقة‪ ،‬وخاصة‬
‫ل�ت�ك�ن�ول�وج�ي�ا الات��ص��ال والم�ع�ل�وم�ات‬                                                                       ‫القانون ‪05‬ـ‪ 53‬لتفعيل التجارة الإلكترونية؟ وما هو مجاله؟‬                                   ‫على مستوى تبادل الوثائق وتنفيذ‬
‫ف�ي مختلف م�ج�الات الح�ي�اة العامة‬                                                                                 ‫ـ ما هي أوج�ه الحماية التي قررها القانون للمتعاقد‬                                         ‫المعاملات والمبايعات والم�ب�ادلات عن‬
‫والخاصة‪ .‬ولذلك سن المشرع المغربي‬                                                                                                                                                                             ‫ُب�ع�د‪ ،‬دونم���ا اع�ت�ب�ار لح���دود ال�زم�ان‬
‫مجموعة من النصوص المعناة بهذا‬                                                                                                                                      ‫إلكترونيا؟‬                                ‫والم��ك��ان‪ ،‬مم�ا ج�ع�ل ه��ذا ال�ض�رب من‬
‫النوع من المعاملات‪ ،‬أي الإلكترونية‪،‬‬                                                                                ‫ـ ما هو أثر هذا القانون‪ ،‬وأين تكمن أهميته بالنسبة‬                                         ‫ت��س��اؤلات مقلقة‪،‬‬  ‫م �وض �وع‬  ‫اول�أت�حعي�اا ًنم�ال‬
‫كان من شأنها أن تلزم أسرة القضاء‬                                                                                   ‫للنظرية العامة للالتزامات‪ ،‬وم�ا هو أثرها على التجارة‬                                      ‫لعنصر ْي الثبوت‬      ‫مستفتية‬
‫باعتماد وسائل الاتصال الحديثة في‬                                                                                                                                                                                                 ‫والمشروعية‪.‬‬
‫آليات الإث�ب�ات‪ ،‬عن طريق إقامة نوع‬                                                                                                                                ‫الإلكترونية؟‬                               ‫ف�ي ه�ذا السياق ب�ال�ذات‪ ،‬أصبح‬
‫م�ن ال��ت��وازن ب�ني المح���ررات ال�ورق�ي�ة‬                                                                        ‫هذا ـالإملجىا أل؟يومحادهوايكالب الضنما ُّناص اتلاقلاتنوينييقدالمتهاط؟و َر المتنام َي في‬   ‫السند الإلكتروني حقيقة واق�ع�ة في‬
‫التقليدية ونظيرتها الإلكترونية‪.‬‬                                                                                                                                                                              ‫معظم ب�ل�دان العالم‪ ،‬بالرغم م�ن عدم‬
‫م�ن ذل�ك على الخ�ص�وص‪ ،‬ص�دور‬                                                          ‫والغش المعلوماتي وغيرها‪.‬‬                ‫ـ ما هي آفاق هذا القانون وما هي إمكاناته؟‬                                      ‫الوضوح الكامل لصورته الراهنة‪ ،‬مما‬
‫ال�ق�ان�ون ‪05‬ـ‪« 53‬الم�ت�ع�ل�ق ب�ال�ت�ب�ادل‬             ‫‪ -‬أن المشرع مطالب بتأمين حضور مقتضيات متعلقة‬                ‫ـ إلى أي حد يخدم النص القانوني التجارة الإلكترونية‬                                        ‫ُيبقيه في حاجة مستمرة إل�ى جهود‬
‫الإلكتروني للمعطيات القانونية»‪.‬‬                        ‫بتنازع الاختصاص في العقد الالكتروني‪ ،‬وإن كان الدارس‬                                                                                                   ‫كبيرة وآل�ي�ات وأج�ه�زة ذكية ودائمة‬
‫وقد اتجه المشرع المغربي في هذا‬                         ‫يلاحظ أن المشرع أت�ى ببعض الإج��راءات حينما نص في‬                                                ‫من الناحية الواقعية؟‬                                 ‫التطور وال�ت�ج� ُّدد‪ .‬وبالرغم م�ن تق ّدم‬
‫الم�وض�وع نحو الم�الءم�ة ب�ني القواعد‬                  ‫إطار المادة ‪ 21‬من القانون ‪ 53.05‬والمتعلقة بشروط الاعتماد‬    ‫ـ ما موقع القانون رقم ‪ 53-05‬في تفعيل دور المعلوميات‬                                       ‫ه�ذه التقنية عبر طريق غير واض�ح‬
‫الح�ال�ي�ة لم�ط�ل�ب الإث��ب��ات‪ ،‬وره��ان��ات‬           ‫لاكتساب صفة مقدم خدمات المصادقة الالكترونية‪ ،‬على أن‬                                                                                                   ‫المعالم بالشكل الجلي المطلوب‪ ،‬فإنها‬
‫المجتمع الإل�ك�ت�رون�ي‪ ،‬حتى أن�ه نص‬                    ‫هذا الأخير يعد ملتزما حسب الفقرة ‪ 3-3‬من نفس المادة‪...« :‬‬                      ‫والاتصالات في تنمية المقاولات المغربية؟‬                                 ‫تحمل الكثير من الآم�ال والطموحات‬
‫ع�ل�ى وض��ع ال�دل�ي�ل الإل�ك�ت�رون�ي مع‬                ‫بإخبار الشخص الذي يطلب تسليمه شهادة الكترونية كتابة‬         ‫ـ ما مدى توافق النص القانوني لخصوصية التجارة‬                                                                       ‫غير المحدودة‪.‬‬
‫وسيلة الإث�ب�ات الورقية ف�ي مستوى‬                      ‫بما يلي قبل إبرام عقد تقديم خدمات المصادقة الالكترونية‪:‬‬                                                                                               ‫طرحت‬  ‫أي� ًض�ا‪،‬‬  ‫ف�ي ه��ذا ال�س�ي�اق‬
‫واح��د م�ن ال�ق�وة الإث�ب�ات�ي�ة‪ ،‬كما فعل‬                                                                                  ‫الإلكترونية في المغرب؟ وما هو وواقعها في بلدنا؟‬                                   ‫أس�ئ�ل�ة ك�ث�ي�رة ووازن������ة ح���ول م�دى‬
‫الم�ش�رع الفرنسي على سبيل الم�ث�ال‪.‬‬                                    ‫أ‪ -‬كيفيات وشروط استعمال الشهادة؛‬                              ‫ـ ما هو الرهان الإستراتيجي للدولة؟‬                                      ‫م�ش�روع�ي�ة أو ق�ان�ون�ي�ة ال�وث�ائ�ق أو‬
‫ومن يدري؟ فربما أخذ المشرع المغربي‬                            ‫ب‪ -‬كيفيات المنازعة وطرق تسوية الخلافات‪»...‬‬                                                                                                     ‫المستندات الإلكترونية‪ ،‬التي تصدر في‬
‫في ذلك عن نظيره الفرنسي عن قصد‪،‬‬                        ‫بيد أن هذه الإجراءات تعتبر غير كافية‪ ،‬خصوصا إذا‬             ‫ـ هل يعد هذا القانون أرضية لتحقيق الأمن المعلوماتي؟‬                                       ‫خضم الجيل الحديث من المعاملات عبر‬
‫المطروحة‬   ‫الإشكاليات‬  ‫نو�تظ�م ًاراثلهلات عشالبىه‬      ‫تعلق الأمر بغياب أي اتفاق متعدد أو ثنائي الأطراف يتعلق‬      ‫ـ ه�ل س�ي�ؤدي استعمال التكنولوجيات الج�دي�دة في‬                                           ‫الح�اس�وب‪ ،‬وعبر الانترنت وشبكات‬
‫إلكترونية‬  ‫صعيد آليات‬                                  ‫بالاعتراف المتبادل بين المغرب وباقي الدول الأخرى لاعتماد‬                                                                                              ‫التواصل والتعامل المستحدثة داخلها‪:‬‬
‫وتقنيات تكنولوجية اتصالية حديثة‬                                                                                      ‫تبادل المعطيات القانونية إلى مجتمع «الكل الإلكتروني»؟‬                                   ‫ـ ما مدى صحة التعاقد الإلكتروني؟‬
‫ذات طبيعة عالمية وإنسانية تتخطى‬                                                                   ‫مقدمي الخدمة‪.‬‬    ‫ـ بأي طريقة يمكن أن يضمن استعمال التكنولوجيات‬                                             ‫ـ ما مدى مشروعية النتائج المترتبة‬
‫حدود الجغرافيا والثقافة والسياسة‬                       ‫‪ -‬في إطار مسلسل التحديث‪ ،‬الذي يعد مسألة أصبحت‬                ‫الجديدة سرية الوثائق الإلكترونية وتماميتها ووثوقيتها؟‬                                              ‫عنه بالنسبة لمختلف أطرافه؟‬
‫وغيرها من المح ِّددات المحلية والوطنية‬                 ‫مرتبطة بعالم التكنولوجيا والمعلوميات‪ ،‬فقد بات الإقرار‬       ‫ـ وهل تعتبر الميكانيزمات التقنية للمصادقة الإلكترونية‬                                     ‫ـ هل للوثائق المستعملة في مجال‬
‫والقومية‪ ،‬وحتى المحددات القطاعية‪.‬‬                      ‫بنظام التبليغ الالكتروني أم�را ضروريا يستدعي إضفاء‬          ‫الضامنة لأمن المبادلات الرقمية فعالة وتستحق الثقة التي‬                                    ‫التعامل ذاته حجية معترف بها أمام‬
‫ذلك أن الحواسيب والأنظمة والبرامج‬                      ‫الشرعية عليه من قبل المشرع‪ ،‬واعتباره بالتالي طريقة من‬                                                                                                 ‫المحاكم ومؤسسات وهيئات التحكيم‬
‫التي تعمل عليها هي ذاتها في جميع‬                       ‫ط�رق التبليغ القانونية‪ ،‬نظرا لما س�وف يحققه من فوائد‬                                 ‫يضعها فيها هذا القانون الجديد؟‬                                             ‫الوطنية والقارية والدولية؟‬
‫أقطار العالم‪ ،‬وكذلك الشأن بالنسبة‬                      ‫في إطار مسطرة التبليغ القضائي‪ ،‬في سبيل الوصول إلى‬           ‫وأنهى المتدخل عرضه بالتأكيد على أن هناك بعض‬                                               ‫ـ م��ا ه��ي الح�����دود أو الخ�ط�وط‬
‫للمعاملات والتعاقدات الإلكترونية‪،‬‬                      ‫قضاء إلكتروني‪ .‬ومن هنا تطرح مسألة مدى قابلية الموقع‬         ‫الجوانب التي قال إن القانون ‪05‬ـ‪ 53‬لم ُيثرها‪ ،‬حيث اعتبر‬                                    ‫الح�م�راء التي ينتهي عندها المفعول‬
‫التي أصبحت بدورها تتفاعل في ظل‬                         ‫الالكتروني ليكون موطنا في مفهوم قانون المسطرة المدنية‪.‬‬      ‫مقتضياته غير كافية لمواكبة التطور التكنولوجي‪ ،‬وللاقتراب‬                                   ‫ال��ق��ان��ون��ي ل�ل�ت�ع�ام�ل الإل��ك��ت��رون��ي‬
‫إطار تقني تكنولوجي متماثل أو مو َّحد‬                   ‫وخلص الباحث إلى القول إنه يجب أن نعترف أن هذا‬               ‫مما وصلت إليه تشريعات الدول المتقدمة‪ .‬واستعرض بعض‬                                                                        ‫ولوثائقه؟‬
‫افتراضي ولكنه‬   ‫وداخل فضاء‬    ‫عالم ًيا‪،‬‬                ‫القانون يشكل مرحلة تشريعية أولى تهدف بالأساس إلى‬                                                                                                      ‫ـ من هي الجهة المؤهلة للفصل في‬
    ‫كل الحدود‪.‬‬  ‫أي ًضا يتخطى‬  ‫واقعي‬                    ‫تكييف التشريع المغربي مع تطور الاقتصاد الرقمي‪ ،‬وبذلك‬                                  ‫تلك الجوانب على النحو التالي‪:‬‬                                   ‫النزاعات التي تقوم الآن وستقوم غ ًدا‬
‫أم��ا أش�ك�ال تج�ل�ي نم�ط معالجة‬                       ‫فإنه يشكل رهانا أساسيا بالنسبة للممارسات القانونية‪،‬‬         ‫‪ -‬أن القانون ‪ 53.05‬ل�م يتضمن ف�ي مطلعه تحديدا‬                                                                 ‫في هذا المضمار؟‬
‫المشرع المغربي لهذه المسألة‪ ،‬من خلال‬                   ‫وبالتالي فما ه�و إلا مقدمة لعبور ال�ق�ان�ون نحو العالم‬      ‫لمضامين بعض المصطلحات التقنية ال�واردة فيه‪ ،‬وإن كان‬                                       ‫ـ هل هناك تكوينات خاصة للقيمين‬
‫القانون ‪05‬ـ‪ 53‬السالف ذك�ره‪ ،‬فيمكن‬                      ‫الالكتروني‪ ،‬إذ أنه من غير الممكن النظر إلى القانون بنظرة‬    ‫المشرع قد قام بذلك فعلا في بعض الأعمال التشريعية التي‬                                     ‫على البت في هذا النوع من المشاكل‬
                                                       ‫جامدة‪ ،‬ما دامت العلاقات بين المتعاقدين وشركاء العدالة‬       ‫أصدرها مؤخرا‪ .‬فمثل هذا التباين في المنهج‪ ،‬رغم وحدة‬                                        ‫الحداثية وغير المسبوقة والمتطورة‬
                                                       ‫وبين المواطن والقانون ستتغير‪ ،‬وستفتح الباب بالتالي‬          ‫المصطلح‪ ،‬غير محمود‪ ،‬بل إنه يخالف التوجه الحديث في‬
                                                       ‫أمام عدالة جديدة لأنها إلكترونية‪ ،‬لذلك‪ ،‬فإن المستقبل الذي‬   ‫صناعة التشريع الذي يتطلب مثل هذا التحديد الاصطلاحي‪،‬‬
                                                       ‫يفتحه «التبادل الالكتروني للمعطيات القانونية»‪ ،‬يبدو‬
                                                                                                                                       ‫وذلك لضمان التطبيق السليم للقانون‪.‬‬
                                                                                                  ‫واعدا ومشجعا‪.‬‬    ‫‪ -‬أن القانون الم�ذك�ور لم يتضمن أي مقتضى متعلق‬
                                                                                                                   ‫بإشكالية الوفاء الالكتروني‪ ،‬والذي يعتبر أساسيا لضمان‬
                                                                                                                   ‫الثقة لدى المتعاقد‪ ،‬وبالتالي تشجيع الإقبال بكل حرية على‬

                                                                                                                                                         ‫التجارة الالكترونية‪.‬‬
                                                                                                                   ‫‪ -‬أن المشرع المغربي مطالب الآن على الأق�ل‪ ،‬بتنظيم‬
                                                                                                                   ‫مختلف العقود الالكترونية وآث�اره�ا القانونية‪ ،‬وإع�داد‬
                                                                                                                   ‫نظام للمسؤولية الالكترونية التعاقدية والتقصيرية على‬
                                                                                                                   ‫حد سواء‪ ،‬وبأن يوسع مجال حماية حقوق الملكية الفكرية‬
                                                                                                                   ‫لتشمل ت��داول كافة المصنفات الأدب�ي�ة والفنية والعلمية‬
                                                                                                                   ‫على الان�ت�رن�ت‪ ،‬وأن يطال العقاب ك�ل الأف�ع�ال الإجرامية‬
                                                                                                                   ‫الالكترونية المرتكبة على الشبكة‪ ،‬لاسيما جرائم الأم�وال‬
   15   16   17   18   19   20   21   22   23   24