Page 5 - مغرب التغيير PDF
P. 5

‫‪5‬‬                                                                                                                                   ‫ملف‬

‫العدد‪ - 49 :‬من ‪ 1‬إلى ‪ 29‬فبراير ‪2016‬‬

                                                                                  ‫أبرز عناصر مداخلات الجلسة الأولى‬

                                            ‫ترأس هذه الجلسة الأولى ذ‪ /‬أمل مشرفي من جامعة محمد الخامس بالرباط‪ ،‬وتمحورت مداخلاتها حول موضوع الفقه‬
                                                                                                    ‫والاجتهاد في القانون المقارن‪ ،‬وجاءت العروض فيها على الشكل التالي‪:‬‬

                                                 ‫رئيس الجلسة الأولى ذ‪ /‬أمل مشرفي‬

‫والاق�ت�راح�ات لأن القاضي عضو فاعل‬                               ‫ول�م تكن ه�ن�اك أواص��ر ال�ت�واص�ل‪ ،‬ولم‬                                                                            ‫ن�ب�ت�دئ إن ش��اء ال�ل�ه أش�غ�ال هذه‬
             ‫داخل المجتمع ‪.‬‬                                      ‫ت�ك�ن ه�ن�اك ق��ن��وات الح���وار ب�ني الفقه‬                                                                        ‫الندوة المهمة‪ ،‬وأود في البداية أن أعبر‬
‫القاضي يقرأ‪ ،‬يطلع‪ ،‬يبحث‪ ،‬ويكون‬                                   ‫والعمل القضائي‪ ،‬لكن بعد هذه الفترة‬                                                                                 ‫عن الشرف الذي حظيت به لترؤس هذه‬
‫ع�ل�ى ب�ي�ن�ة م�ن م�س�ت�ج�دات الإن�ت�اج�ات‬                       ‫من التفرقة‪ ،‬جاءت المرحلة الحالية‪ ،‬منذ‬                                                                              ‫الجلسة‪ ،‬وأري�د كذلك ان أهنئ المنظمين‬
‫الفقهية‪ .‬وحسب الظروف‪ ،‬فإن القاضي‬                                 ‫سنوات‪ ،‬وهي مرحلة الالتقاء مجددا بين‬                                                                                ‫على اختيارهم لهذا الم�وض�وع الدقيق‬
‫الملائم إما‬  ‫لوتبحنسيبهقذنهاعالتآهرايءقرارلففقيهيالةو ُكق�ًّاتل‬  ‫الفقه والقانون‪ .‬الفترة الحالية إذ ْن‪ ،‬هي‬                                                                           ‫والم��ه��م‪ .‬ه���ذا الم���وض���وع‪ ،‬ال���ذي ي�ط�رح‬
‫أو جزئا‪،‬‬                                                         ‫فترة التواصل‪ ،‬فترة الحوار‪ ،‬فترة تبادل‬                                                                              ‫إشكالية علاقة الفقه بالعمل القضائي‪.‬‬
‫وبالتالي يدفع بقضائه إلى التطور في‬                               ‫الآراء والأفكار‪ ،‬إلى درجة أنه يمكن القول‬                                                                           ‫فهذه العلاقة معقدة‪ ،‬وي��زداد تعقيدها‬
             ‫اتجاه أو آخر‪.‬‬                                       ‫إن هناك فق ًها قضائ ًيا‪ ،‬وموازاة مع ذلك‪،‬‬                                                                           ‫عندما يتعلق الأمر بعلاقة الفقه القانوني‬
‫وبذلك تظهر علاقة التعاون المتبادل‬                                ‫هناك أيضا فقه قانوني‪ ،‬أو اجتهاد‪ ،‬بقدر‬                                                                              ‫بالعمل القضائي للمحاكم العليا‪ ،‬التي‬
‫بين الفقه والعمل القضائي‪ .‬تعاون على‬                              ‫هناك فق ًها قضائ ًيا‪،‬‬   ‫نقول إ ّن‬     ‫نمقاويلم أكين ًأضان‬                                                          ‫يعرف الجميع بأنها تفصل في القانون‬
‫بناء أو تأويل جيد للقاعدة القانونية‪،‬‬                                 ‫اجتها ًدا فقه ًيا‪.‬‬  ‫إن هناك‬                                                                                    ‫دون الوقائع‪ .‬فالمحاكم العليا لها مهمة‬
‫وتطبيقها تطبيقا محكما من أجل قضاء‬                                ‫ف�ال�ي�وم‪ ،‬ك�ل م�ن ال�ق�اض�ي والفقيه‬                                                                               ‫معينة بطبيعة الح�ال من خلال توحيد‬
                               ‫عادل‪.‬‬                             ‫ال�ب�اح�ث ي�ع�م�الن ع�ل�ى ن�ف�س ال��درج��ة‪.‬‬                                                                        ‫العمل القضائي للمحاكم الدنيا‪ ،‬وتعمل‬
‫فإلى أي حد يؤثر الفقه على العمل‬                                  ‫فالقاضي يبث في الأحكام وفي النوازل‬                                                                                 ‫على النطق «ب�ال�ق�ان�ون»‪ ،‬وت�ت�ج�رد من‬
             ‫القضائي ؟‬                                           ‫المعروضة عليه؛ والفقيه الباحث يواكب‬                                                                                ‫جميع الآراء التي يتقاسمها المجتمع‬
‫وما هي درجات هذا التأثير؟‬                                        ‫العمل القضائي ويقترح‪ ،‬ويعلق‪ .‬يقترح‬
‫ذلك ما سنراه خلال اليومين اللذين‬                                 ‫ت��وج��ه��ات ج���دي���دة‪ ،‬وربم����ا ت�ف�س�ي�رات‬                                                                                  ‫فقهية كانت أم غير فقهية‪.‬‬
‫سيدور فيهما اللقاء‪ ،‬ب�دءا بهذه الفترة‬                            ‫وتأويلات مغايرة للتي ربما استقر عليها‬                                                                              ‫وع��ل��ى ال���رغ���م م���ن ه���ذا ال��وض��ع‬
‫الصباحية‪ ،‬وسيكون لنا ثلاث مداخلات‬                                ‫العمل القضائي خلال فترة معينة‪ ،‬لكن‬                                                                                 ‫الم�ب�دئ�ي ال�ن�ظ�ري‪ ،‬لا يمكن الج��زم بأنه‬
‫بدءا من مداخلة الأستاذ الفاضل رودولفو‬                            ‫القاضي وهو الضامن للنظام الاجتماعي‬                                                                                 ‫ليس هناك علاقة‪ ،‬بل علاقة وطيدة‪ ،‬بين‬
‫ساكو الذي سيبدأ هذه الجلسة بمداخلة‬                               ‫وال�ض�ام�ن للاستقرار ال�ق�ان�ون�ي‪ ،‬ليس‬                                                                             ‫الفقه القانوني والعمل القضائي عامة‬
‫عنوانها «الفقه القانوني والاجتهاد في‬                             ‫أص ًّما أم�ام ه�ذه الآراء الفقهية‪ ،‬وليس‬                                                                            ‫والعمل القضائي للمحاكم العليا‪ ،‬حيث‬
             ‫القانون المقارن »‪.‬‬                                  ‫أصما إزاء ما يتقاسمه أطراف المجتمع‪.‬‬                                                                                ‫هناك جسور‪ ،‬وهناك علاقات‪ ،‬وأكيد أنه‬
                                                                 ‫فهو على إنصات لهذه الآراء والتوجهات‬                                                                                ‫خ�الل فترة تاريخية طويلة ك�ان هناك‬
                                                                                                                                                                                    ‫ف�رق أو فصل بين الفقه وب�ني القانون‪،‬‬

                                     ‫ذ‪ /‬رودولفو ساكو بصفته ممثل ًا لأكاديمية لنشاي بإيطاليا‬

                                                                 ‫الفقه القانوني والاجتهاد في القانون المقارن‬

                   ‫مجال القانون‪.‬‬                                 ‫يؤ ّمنان أسلو ًبا جدي ًدا يع ّبر عما‬                                                                               ‫ق�دم نبذة تاريخية ع�ن الفقه‬
‫وفي فترة من الفترات‪ ،‬تعايش‬                                       ‫الفميش ّرإعط‪.‬ارو اهلنقاانتوطنورالالطقباينعوين‬  ‫يريده‬                                                               ‫وال�ق�ان�ون الإي�ط�ال�ي�ْ ْني�‪ ،‬ف�ق�ال إن‬
‫ال�ق�ان�ون�ان الألم��ان��ي وال�ف�رن�س�ي‪،‬‬                                                                        ‫المدني‬                                                              ‫ال�روم�ان ك�ان يتصورون أن الله‬
‫بسبب أخ�ذ الألمانيين ع�ن النمط‬                                   ‫باتجاه إيجاد حلول للإشكاليات‬                                                                                       ‫تعالى هو ال�ذي أم�ر الإمبراطور‬
‫ال��ف��رن��س��ي‪/‬ال��ن��م��س��اوي‪ ،‬ونج�ح‬                          ‫المطروحة والتي كانت بدورها في‬                                                                                      ‫جوستينيان ب�وض�ع «ال�ق�ان�ون»‪،‬‬
‫ال��ق��ان��ون الألم��ان��ي ب�ع�د ذل���ك في‬                       ‫تطور مستمر‪ .‬وب�ه�ذا تم تطوير‬                                                                                       ‫أي أن��ه ك��ان ه�ن�اك تكليف إلهي‬
‫ال�دخ�ول إل�ى ب�ل�دان اسكندنافيا‬                                 ‫ال�ق�اع�دة ال�ق�ان�ون�ي�ة ال�روم�ان�ي�ة‪،‬‬                                                                           ‫لجوستينيان فيما يتعلق بسن‬
‫وبيلا روسيا‪ .‬ثم نشأ في ألمانيا‬                                   ‫ف�ي�م�ا اع� ُت�ب�رت ال�ث�غ�رات ن�اتج�ة‬                                                                             ‫ال��ق��ان��ون‪ ،‬ال���ذي أص�ب�ح شريعة‬
‫ال�ق�ان�ون الم��دن��ي الج��دي��د‪ ،‬وك��ان‬                         ‫عن القانون الطبيعي‪ ،‬ال�ذي كان‬                                                                                      ‫سائدة‪ .‬غير أن هذا تغير مع مرور‬
‫لاب�د م�ن فهم روح ال�ق�ان�ون‪ ،‬مما‬                                ‫املفرصند ًرسايللتانشتربياعه‪،‬هثمإلوىجاهلتالحقاونلاونت‬                                                               ‫الأزمنة والعهود وتعاقب الأجيال‪.‬‬
‫جعل المفهوم العقائدي يسود في‬                                     ‫ال�ت�ي ك�ان�ت ت�ط�رأ على المجتمع‪،‬‬                                                                                  ‫وك���ان الارت��ك��از دائ�� ًم��ا على‬
‫ألمانيا قبل أن يتراجع بدوره أمام‬                                 ‫غير أن�ه بقي يعود إل�ى القانون‬                                                                                     ‫العقل والمنطق‪ ،‬أي «ج ْعل القانون‬
‫التنظير القائل بوجوب مساهمة‬                                      ‫ال���روم���ان���ي ل�ت�ف�س�ي�ر ال��ق��ان��ون‬                                                                        ‫ع�ب� ًدا للعقل» ك�م�ا ك��ان ُي�ق�ال في‬
‫الم�ج�ت�م�ع ف��ي ح��ل الإش�ك�ال�ي�ات‬                             ‫محاولى منه لسد الثغرات‪.‬‬                                                                                            ‫ت�ل�ك ال�ع�ه�ود‪ .‬أم��ا ح��ل الم�س�ائ�ل‬
‫م��ن خ�ل�ال م��ا يم�ك�ن أن ي�ق�دم�ه‬                              ‫رولجكلنهاللقامنيوعنتبالرفهرنشأس ًنيا‬  ‫واعتبر‬                                                                       ‫والمشاكل المطروحة فقد كان يتولد‬
‫م�ن ق�واع�د لرجل ال�ق�ان�ون‪ ،‬ال�ذي‬                               ‫ك�م�ا في‬                              ‫عمله ها ًما‪،‬‬                                                                 ‫لدى الإنسان الخبير‪ ،‬حيث كانت‬
‫يتفهمها ويكيفها‪ .‬وب�ه�ذا فقدت‬                                    ‫لملقسانؤوول ًان‬  ‫اإلل�نهم� ًي�طا‪،‬الإونك��جالينزالي�‪،‬ق�أاسضت�ا ًيذ‪،‬ا‬                                                ‫حلول المشاكل القضائية موجودة‬
‫ال�ن�ظ�رة ال�ع�ق�ائ�دي�ة م�ح�وري�ت�ه�ا‬                                            ‫ف�ي الج�ام�ع�ة‪ ،‬وبالتالي‬                                                                          ‫ف���ي ال��ت��ش��ري��ع‪ ،‬وال���ق���ض���اة ه�م‬
‫في سن القوانين لفائدة المنظور‬                                    ‫عن التراث الثقافي لجامعته في‬                                                                                       ‫المفسرون للقانون‪ .‬بعد ذلك‪ ،‬جاء‬
                                                                                                                                                                                    ‫رج��ل ال�ق�ان�ون ال�ف�رن�س�ي‪ ،‬ورج�ل‬
                        ‫المجتمعي‪.‬‬                                                                                                                                                   ‫القانون النمساوي‪ ،‬وأعلنا أنهما‬

              ‫الإعلانات‪:‬‬                             ‫الهاتف‪0522.30.09.10 :‬‬                                                                   ‫هيأة التحرير ‪:‬‬           ‫مدير النشر ‪:‬‬  ‫شهرية مستقلة مختصة في الشأن القضائي‬
        ‫‪0522.30.09.10‬‬                                ‫الفاكس ‪0522.30.09.40‬‬                                                                                        ‫إدريس الطاعي‬             ‫‪ ‬تصدر عن شركة ‪fri services‬‬
                                                                                                                                               ‫شامة عزيز‬
        ‫الموقع الالكتروني‬                                 ‫البريد الالكتروني‪:‬‬                                                                 ‫أنس الطاعي‬               ‫رئيس تحرير ‪:‬‬       ‫رقم ملف الصحافة‪ :‬عدد ‪2011‬ص‪54‬‬
                                                  ‫‪friservices@hotmail.fr‬‬                                                                     ‫حسن السالمي‬     ‫عبد الحميد اليوسفي‬         ‫رقم الإيداع القانوني‪PE 0046 2012 :‬‬
 ‫‪www.etaghyir.ma‬‬                     ‫‪marocduchangement@gmail.com‬‬                                                                           ‫عمر الإدريسي‬
‫‪www.etaghyir.com‬‬                                                                                                                                                                            ‫الرقم الدولي‪7917 - 2028 :‬‬
                                                                                                                                      ‫التصوير الفوتوغرافي ‪:‬‬
      ‫السحب‪ :‬مطابع‬                                                                                                                         ‫محمد بابا علي‬

    ‫‪IMPRIMAHD‬‬                                                    ‫العنوان‪ ،22 :‬زنقة بروفانس‪ ،‬إقامة‬
‫طبع من هذا العدد ‪ 5000‬نسخة‬                                       ‫منار‪ ،‬الطابق الثاني‪ ،‬الدار البيضاء‬
   1   2   3   4   5   6   7   8   9   10