Page 32 - مغرب التغيير PDF
P. 32

‫خاص ‪32‬‬

‫العدد‪ - 50 :‬من ‪ 1‬إلى ‪ 31‬مارس ‪2016‬‬

            ‫الأستاذالطيبأنجار رئيسالغرفةالجنائيةبمحكمةالنقض‬

‫وشفاهيا مع الأطراف ويناقش مختلف‬                                                                                                                                                                                  ‫عبر التمثيلية النيابية‪.‬‬                                           ‫في بداية هذه الكلمة لا بد أن أرحب‬
‫الح�ج�ج الم�ت�وف�رة بم��ا ف�ي�ه�ا الخ�ب�رات‬                                                                                                                                                     ‫والسلطة القضائية هي آلية الأمة‬                                                     ‫بكم من جديد في دار القضاء العالي هذه‪،‬‬
‫وغيرها من الوسائل التي تساعده على‬                                                                                                                                                               ‫لتطبيق ه�ذه الشرعية بواسطة أحكام‬                                                   ‫داركم‪ .‬وبمناسبة هذه الكلمة‪ ،‬قد لا ُيسمح‬
‫تكوين قناعته في القضية‪ ،‬ويقدر القيمة‬                                                                                                                                                            ‫القضاء‪ ،‬إذ بينما تقوم المحكمة الدستورية‬                                            ‫لي من حيث الوقت بتفصيل كل ما يجب‬
                                                                                                                                                                                                ‫كما نعرف بضمان الشرعية في مستوى‬                                                    ‫تبليغه في هذا اللقاء التواصلي المبارك‪،‬‬
           ‫الإثباتية لكل ما يعرض عليه‪.‬‬                                                                                                                                                          ‫ال�ق�وان�ني لتتطابق م�ع ال�دس�ت�ور‪ ،‬ف�إن‬                                           ‫وس�أق�ت�ص�ر م�ن ذل��ك ك�ل�ه ع�ل�ى إش��ارات‬
‫وق�اض�ي الم��وض��وع يستأثر بهذا‬                                                                                                                                                                 ‫محكمة النقض تضمن الشرعية القانونية‬                                                 ‫وانطباعات عامة‪ ،‬موجزة‪ ،‬قد تبقى على‬
‫الجانب الواقعي في القضية ولا يراقبه‬                                                                                                                                                             ‫لتكون مطابقة للقوانين‪ ،‬وتضمن كذلك‬                                                  ‫السطح ولا تغوص إل�ى الأع�م�اق‪ ،‬ولكن‬
‫فيه قاضي النقض نهائيا إلا في بعض‬                                                                                                                                                                ‫وح��دة توجهات القضاء ف�ي ك�ل أنحاء‬                                                 ‫لها ِدلالاتها‪ ،‬وقد اخترت كلمة هي للتذكير‬
                                                                                                                                                                                                ‫الوطن‪ ،‬لكن دون أن ُيسمح لها بمراقبة‬                                                ‫فقط ب ُجزئية‪ ،‬ولكنها ذات إش�ع�اع عام‬
                       ‫الأشياء الطفيفة‪.‬‬                                                                                                                                                         ‫مدى دستورية القانون‪ ،‬التي تتكفل بها‬                                                          ‫وتأثير في قضاء النقض‪.‬‬
‫م���ث�ل�ا‪ :‬م����ا ي���ه���م‪ ،‬ه����و أن ت��ك��ون‬                                                                                                                                                                                                                                    ‫إول�غي�دك�كممف�‪،‬يقب�نهض�ي�ا ًذةأام�لالل�نس�يق�ك�وممضقا�ل�واف�ضل��ااق� ًةاصن��لللومنب‪،‬والنفضموسابذعة‪،‬ا‬
‫استنتاجاته إستناجات منطقية ومقبولة‬                                                                                                                                                                                  ‫المحكمة الدستورية‪.‬‬                                             ‫تعني مقولات كثيرة نسمعها‪ ،‬أثار السيد‬
‫عقلا ومنطقا رغم واقعيتها في الأصل‪،‬‬                                                                                                                                                              ‫فمحكمة ال�ن�ق�ض إذ ْن‪ ،‬ف�ي ُعجالة‬                                                  ‫ال�رئ�ي�س بعضها ف�ي مداخلته القيمة‪،‬‬
‫وألا ُيحرف مضامين الوثائق التي هي‬                                                                                                                                                               ‫وباختصار‪ ،‬تضمن الشرعية القانونية‬                                                   ‫مثل أن يقال إن محكمة النقض ليست‬
‫أصلا موضوعية ولكن تدخل في نطاق‬                                                                                                                                                                  ‫ب�الح�رص على ُحسن تطبيق القانون‪،‬‬                                                   ‫درجة ثالثة في التقاضي‪ ،‬ومثل قاضي‬
‫م�راق�ب�ة ق�اض�ي ال�ن�ق�ض‪ ،‬وي�راق�ب�ه فيها‬                                                                                                                                                      ‫وضمان وحدة تفسيره من طرف المحاكم‪،‬‬                                                  ‫الم��وض��وع‪ ،‬وق�اض�ي ال�واق�ع وال�ق�ان�ون‪،‬‬
‫ق�اض�ي ال�ن�ق�ض ل�ه�ذا ال�س�ب�ب‪ .‬وس�وف‬                                                                                                                                                          ‫وه�ي في ذل�ك تحاكم الأحكام القضائية‬                                                ‫ومثل قاضي النقض هو قاضي القانون‪،‬‬
‫نتجه في أسباب النقض ما يتعلق بهاتين‬                                                                                                                                                             ‫كما سبق أن ذكر السيد الرئيس‪ ،‬مع أنه لا‬                                             ‫ومثل قاضي النقض هو قاضي الحكم أو‬
‫الوثيقتين ولكن كرسهما العمل القضائي‬                                                                                                                                                             ‫يصل إلى محكمة النقض إلا النزر القليل‬                                               ‫القرار لا قاضي ال�دع�وى‪ ،‬ومثل يخضع‬
                                                                                                                                                                                                ‫من الأحكام القضائية التي تصدر في كل‬                                                ‫لمراقبة قاضي النقض تكييف الوقائع لا‬
                            ‫في المحكمة‪.‬‬                                                                                                                                                                                                                                            ‫الوقائع ذات�ه�ا‪ ...‬إلى آخر هذه المقولات‬
‫ولعلنا ن�رج�ع ف�ي مناسبة أخ�رى‬                                                                                                                                                                               ‫أنحاء المملكة‪ .‬تقريبا ‪.10%‬‬                                            ‫التي هي عبارات فارقة‪ ،‬وناطقة بما تعني‬
‫ل�ت�ف�ص�ي�ل ه����ذا الأم�����ر وه�����ذه الم�رح�ل�ة‬                  ‫اليوم‪ ،‬تراكم كبير وخ�زان ثري جدا من‬          ‫لكنها لا تمتد إل�ى الوقائع المادية التي‬                                       ‫سمعنا ف�ي خطاب السيد الرئيس‬                                                        ‫من ضرورة التمييز «بين الواقع والقانون‬
‫ال�واق�ع�ي�ة‪ .‬أم�ا المرحلة القانونية فهي‬                             ‫القواعد والمبادئ‪ ،‬هي معالم على الطريق‬        ‫يشهد بثبوتها قضاة المحاكم الزجرية‪،‬‬                                            ‫الأول أن�ن�ا سجلنا ف�ي السنة الماضية‬                                               ‫في الدعوى عند دراسة الطعن بالنقض»‪.‬‬
‫ت�ع�ن�ي إك��س��اء ال�ق�اض�ي ل��ه��ذا الهيكل‬                          ‫كرسها على مدى ستة عقود من عمر هذه‬            ‫ولا إلى قيمة الحجج التي أخذوا بها ما‬                                          ‫‪ 40.000‬قضية وهي تمثل حوالي ‪10%‬‬                                                     ‫ولا يمكن بالقطع كما ق�ال السيد‬
‫الواقعي للقضية ُحلته القانونية التي‬                                  ‫المحكمة سلف صالح‪ ،‬ويغذيها ويبنيها‬            ‫عدا في الحالات المحددة التي يجيز فيها‬                                         ‫م��ن ‪ 400.000‬ق�ض�ي�ة ال���ذي ت�ص�دره�ا‬                                             ‫ال��رئ��ي��س ف���ي ت��دخ��ل��ه‪ ،‬أن ت�ف�ي�د ب��أن‬
‫يفرضها عليه القانون المناسب‪ ،‬وذل�ك‬                                   ‫على الدوام جيل حاضر ُيشرفه أن يضع‬                                                                                          ‫محاكم الاستئناف في المملكة‪ .‬لكن هذا‬                                                ‫قاضي النقض لا ي�درس وقائع القضية‬
‫بإضفاء الوصف أو التكييف القانوني‬                                     ‫الأمانة والمشعل بين أيديكم أنتم اليوم‪،‬‬                         ‫القانون هذه المراقبة»‪.‬‬                                      ‫الكم يكفي ليكون نموذجا لـ‪ 10%‬ويكون‬                                                 ‫ويتجاهلها‪ .‬ليس هذا هو المقصود‪ ،‬لكن‬
‫عليها‪ .‬وأستعير هنا نفس ال�ع�ب�ارات‬                                   ‫ف�ه�اك�م�وه‪ ،‬وج���زا ال�ل�ه الج�م�ي�ع أحسن‬   ‫كما ه�و واض��ح وم�وج�ز‪ ،‬ف�ه�ذا من‬                                             ‫نموذجا ونبراسا لباقي القضايا الذي‬                                                  ‫االل��تذفريقةيلقيعسب�نتيساله�لوةاقد�ائعماوبن�نظيًراالللوامضتزعاينج‬
‫التي استعملها السيد الرئيس‪« :‬التكييف‬                                                                              ‫صميم عمل قضاء الزجر‪ ،‬وقضاء محكمة‬                                                                                                                                 ‫من‬   ‫قمنضاائلينةاد ُتر‪،‬رفبعل‬  ‫وقانون‪ ،‬إذ‬    ‫معا‪ ،‬واقع‬
‫القانوني للوقائع»‪ .‬وقاضي الزجر هنا‬                                                    ‫الجزاء أمواتا وأحياء ‪.‬‬      ‫النقض‪ ،‬وقد سبق للسيد الرئيس أن أشار‬                                                                     ‫يسري عليها ‪.‬‬                                             ‫إلى‬                           ‫في دع�وى‬      ‫المستحيل‬
‫يلعب دورا كبيرا في هذه المسألة‪ .‬وطبعا‬                                ‫وبالرجوع إلى المرحلة الواقعية من‬             ‫إلى الكثير من هذه الأشياء فيما يتعلق‬                                          ‫كما أن محكمة النقض تمارس مهام‬                                                      ‫ال�ق�ض�اء‪ ،‬وف�ي العملية القضائية‪ ،‬أن‬
‫ف�ي ه�ذه المسألة يراقبه قاضي النقض‬                                   ‫الأح�ك�ام ال��ذي مارستموها ف�ي محاكم‬         ‫بالقضاء الم�دن�ي‪ ،‬مع بعض الاختلافات‬                                           ‫النظر في موضوعات ع�دة أش�ار السيد‬                                                  ‫توجد في الدعوى وقائع بلا قانون‪ ،‬أو‬
‫الذي هو أنتم‪ ،‬وسوف تقومون بمراقبة‬                                    ‫الم�وض�وع‪ ،‬فهي تعني دراس��ة القاضي‬           ‫طبعا ب�ني القضائين ال�زج�ري والم�دن�ي‬                                         ‫ال�رئ�ي�س إل��ى ب�ع�ض�ه�ا‪ ،‬ولا أط�ي�ل الآن‬                                                                        ‫قانون بلا وقائع‪.‬‬
‫قاضي الموضوع في هذه العملية‪ ،‬أقصد‬                                    ‫لوقائع الدعوى مع المعنيين بها‪ ،‬وبظروف‬        ‫بصفة ع�ام�ة‪ .‬يعني الم�دن�ي وال�ت�ج�اري‬                                        ‫بسردها‪ ،‬لكن أضيق النطاق هنا لقصر‬                                                   ‫والحديث عن هذه النقطة‪ ،‬وعن هذا‬
‫عملية إكساء الوقائع صبغتها القانونية‪،‬‬                                ‫ارتكابها‪ ،‬وك�ل الملابسات المحيطة بها‪،‬‬        ‫والإداري م�ن جهة‪ ،‬وال�زج�ري م�ن جهة‬                                           ‫الحديث عن قضاء النقض الزجري‪ ،‬في‬                                                    ‫ال�واق�ع‪ ،‬يقودنا إل�ى مجريات الأح��داث‬
‫وتكييفها القانوني‪ ،‬وتراقبونه أيضا في‬                                 ‫بحضور وبمشاركة النيابة العامة التي‬                                                                                         ‫محكمة النقض بصفة خ�اص�ة‪ ،‬وال�ذي‬                                                    ‫والأف�ع�ال‪ ،‬وه�ذا ش�يء واض�ح مارسناه‬
‫م�دى حسن تطبيق أحكام القانون على‬                                                                                                                   ‫أخرى‪.‬‬                                        ‫تمارسه الغرفة الجنائية بها‪ .‬وفعليا‪،‬‬                                                ‫جميعا‪ ،‬بينما الحديث عن القانون يهدينا‬
‫هذه الوثائق‪ ،‬كما أثبتها بحرية مطلقة‬                                            ‫هي جزء من المحكمة الزجرية‪.‬‬         ‫فمحكمة النقض إذ ْن تعتمد بدورها‪،‬‬                                              ‫فإنه من الناحية القانونية النظرية لا‬                                               ‫أالدصلسهتاورو‪،‬جبذمعاهاي ُفضمي‬  ‫إلى الشرعية‪ ،‬التي‬
‫ترجع إليه وح�ده‪ ،‬وإذا ما داخلها خلل‬                                  ‫فقاضي الزجر إذ ْن‪ ،‬يبحث عن تكوين‬             ‫كما أشار النص بصفة واضحة‪ ،‬الفصل‬                                               ‫شيء يمنع باقي الغرف للبت في القضايا‬                                                                               ‫الدولة الحديثة هو‬
‫قانوني ما فإن النقض هو الذي سيجازي‬                                   ‫اق�ت�ن�اع�ه‪ ،‬ف�ه�و ف�اع�ل يختلف ه�ن�ا عن‬     ‫بين ال�واق�ع وال�ق�ان�ون‪ ،‬فتناقش محكمة‬                                        ‫ال��زج��ري��ة‪ ،‬إنم��ا م��ن ال�ن�اح�ي�ة العملية‬                                     ‫من مبادئ عامة‪ ،‬وقواعد قانونية‪ ،‬كتعبير‬
                                                                     ‫القاضي المدني شيئا ما‪ ،‬وقاضي الزجر‬           ‫ال�ن�ق�ض ال�وس�ائ�ل الم�ت�ع�ل�ق�ة ب�ال�ق�ان�ون‬                                ‫فالغرفة الجنائية هي التي تم�ارس هذا‬                                                ‫أسمى عن إرادة الأم�ة بطريقة مباشرة‪،‬‬
               ‫به قراره في هذا النطاق‪.‬‬                               ‫ف�اع�ل ف�ي جلسته يبحث ع�ن اقتناعه‬            ‫حسب الشكل الذي آثاره السيد الرئيس‬                                             ‫النوع من القضاء‪ ،‬والمادة ‪ 518‬واضحة‪،‬‬                                                ‫نظرا للتصويت على الدستور بطريقة‬
‫أيها الزملاء لن أطيل أكثر مما قلته‪،‬‬                                  ‫ويدرس الوثائق‪ ،‬ولا يقارن بين العقود‪،‬‬         ‫ف�ي مداخلته‪ ،‬وت�ص�رح بعدم قبول تلك‬                                            ‫وإذا استطعنا أن ن�ق�رأه�ا عليكم الآن‬                                               ‫م�ب�اش�رة‪ ،‬تم تليه ال�ق�وان�ني التنظيمية‬
‫فستنتقلون إذ ْن م�ن ق�ض�اء الم�وض�وع‬                                 ‫ولكنه يبحث عن اقتناعه بالطريقة التي‬          ‫اامل�ل�حَوْ �س��اضئ‪ ��،‬ألوإذاحتك��ىان��بالتوات�قت�عع�ال�ل�ذقيب�ايل�خوتالق�فع‬  ‫ستعطيكم نظرة واضحة وكافية عن مهمة‬                                                  ‫المنبثقة عنه‪ ،‬وال�ق�وان�ني ال�ع�ادي�ة التي‬
‫ك�ق�ض�اء ش��اب‪ ،‬ف�اع�ل‪ ،‬م�ش�ارك‪ ،‬متحرك‬                               ‫يراها‪ ،‬ويبحث عن الوسائل التي توصله‬           ‫فيه الواقع بالقانون‪ ،‬والجانب العملي‬                                                                                                                              ‫يشرعها البرلمان كتعبير عن إرادة الأمة‬
‫ف�ي م�ي�دان�ه ب�ك�ل ح�ري�ة‪ ،‬يخلق الح�دث‬                              ‫إل��ى ه��ذا الاق�ت�ن�اع ف��ي ح�ري�ة لا حرية‬  ‫سيريكم أن�واع هذه القضايا أو تفسير‬                                                   ‫قضاء النقض الزجري في المملكة‪.‬‬                                               ‫لكن بطريقة غير مباشرة‪ ،‬بواسطته‪ ،‬أو‬
‫ف�ي العملية القضائية‪ ،‬لأن�ه ه�و صلب‬                                                                                                                                                             ‫«يتولى المجلس الأع�ل�ى النظر في‬
‫الموضوع‪ ،‬وهو الذي تدور عليه العملية‬                                                      ‫بعدها‪ .‬حرية مطلقة‪.‬‬                                   ‫هذه الأمور‪.‬‬                                       ‫الطعون بالنقض المقدمة ض�د الأحكام‬
‫كلها‪ ،‬إل�ى ق�ض�اء شبه مشلول الحركة‬                                   ‫ف�ه�و ي�ح�ق�ق ف�ي ق�ض�اي�اه تحقيقا‬           ‫إذ ْن‪ ،‬لدى محكمة النقض‪ ،‬محكمتكم‬                                               ‫ال�ص�ادرة عن المحاكم الزجرية‪ ،‬ويسهر‬
‫يكتفي بالملاحظة‪ ،‬والتوجيه‪ ،‬والتقريع‪،‬‬                                 ‫ن�ه�ائ�ي�ا ف��ي ج�ل�س�ة ع�ل�ن�ي�ة ح�ض�وري�ا‬                                                                                ‫على التطبيق الصحيح للقانون‪ ،‬ويعمل‬
‫والعتاب أحيانا‪ ،‬بسبب التجربة‪ ،‬ولكنه‬                                                                                                                                                             ‫على توحيد الاجتهاد القضائي‪ .‬تمتد‬
‫فقيضاخء اطلوتاتجكرمبةال ُموثقابةضاوءنافلقعدبوكةم‪....‬وفوقكشمكارلال‪.‬ه‬                                                                                                                             ‫م�راق�ب�ة الم�ج�ل�س الأع�ل�ى إل��ى التكييف‬
                                                                                                                                                                                                ‫القانوني المبني عليها المتابعة الجنائية‪،‬‬

                                                                     ‫الأستاذةمليكةبنزاهير رئيسةالغرفةالاجتماعية‬

            ‫بل عن طريق التجربة‪.‬‬                                                                                                                                                                 ‫هذا الإط�ار‪ ،‬تكون الغاية كما قلنا هي‬                                               ‫ال�س�الم عليكم ورح�م�ة الله تعالى‬
‫ل���ك���ن أوص����ي����ك����م ث�����م أوص��ي��ك��م‬                                                                                                                                               ‫«توحيد الشأن القضائي»‪ ،‬وه�ي التي‬                                                                                               ‫وبركاته‬
‫ب�الاس�ت�ش�ارة‪ ،‬ف�م�ا خ��اب م�ن اس�ت�ش�ار‬                                                                                                                                                       ‫يعمل ق�ض�اة محكمة النقض م�ن أجل‬                                                         ‫تحية من الله طيبة مباركة‬
‫مهما كانت مكانته‪ .‬لا بد من الاستشارة‬                                                                                                                                                            ‫تحقيقها من خ�الل مراقبة أو محاكمة‬                                                  ‫ب�داي�ة أرح���ب ب�ك�م ف�ي دارك���م كما‬
‫في المسائل التي قد يكون فيها نوع من‬                                                                                                                                                             ‫القرار‪ ،‬لا نقول محاكمة الوقائع‪ ،‬ولكن‬                                               ‫ق�ي�ل س�اب�ق�ا‪ ،‬محكمة ال�ن�ق�ض‪ .‬الغاية‬
‫التشكك كمبتدئين‪ .‬ربم��ا سمعت هنا‬                                                                                                                                                                ‫محاكمة ال�ق�رار‪ .‬أ ْي الجانب القانوني‬                                              ‫ال�ت�ي ت�وخ�اه�ا الم��ش��رع م��ن خ�ل�ق ه�ذا‬
‫ب�أن ه�ن�اك ق�ض�اة انتقلوا م�ن المحكمة‬                                                                                                                                                          ‫ل�ل�ق�رار‪ ،‬بمعنى ه�ل ق�اض�ي الم�وض�وع‬                                              ‫النوع من المحاكم أولا توحيد الاجتهاد‬
‫الابتدائية إل�ى محكمة النقض‪ ،‬وه�ذا‬                                                                                                                                                              ‫نجح فعلا في تطبيق السند القانوني‬                                                   ‫القضائي‪ ،‬لم�اذا نقول توحيد الاجتهاد‬
‫ينبغي أن لا يخيفكم في شيء كمبتدئين‪.‬‬                                                                                                                                                                         ‫على الوقائع المعروضة أمامه أم لا؟‬                                      ‫ال�ق�ض�ائ�ي؟ لأن ال�ق�ان�ون الأس�م�ى هو‬
‫لما يتناول‬  ‫القاضي‬    ‫نعلم بأن‬   ‫معلثليانامأل ًفنا‬                                                                                                                                              ‫ُنه ِّذظهم‬  ‫النقض قبل تسميتها‬     ‫ومحكمة‬                                           ‫قانون الله سبحانه وتعالى وهو قانون‬
‫أولا وقبل‬   ‫أن يتأكد‬  ‫ما‪ ،‬فعليه‬                                                                                                                                                                             ‫بالمجلس الأعلى‪ ،‬الذي‬  ‫كانت تسمى‬                                        ‫مطلق‪ ،‬ول�ك�ن ال�ق�ان�ون الوضعي ال�ذي‬
‫كل شيء من عريضة النقض‪ ،‬هل هذه‬                                                                                                                                                                   ‫بمقتضى ظهير‪ 27‬سبتمبر‪ 1957‬إلى أن‬                                                    ‫يتم تشريعه من ط�رف البشر لا بد أن‬
‫العريضة مستوفية للشروط الشكلية‬                                                                                                                                                                  ‫تومُن����تشغ���ي�يررب����االتلج�س���مريي�ة���دفةيال���‪5‬ر‪2‬س�‪0��/‬م���‪1‬ي‪1���/‬ة‪1‬ف�‪0‬ي‪2‬‬  ‫يتضمن أخطاء في بعض الأحيان‪ ،‬لأن‬
‫كما جاء ذلك في الفصل ‪ 353‬من قانون‬                                                                                                                                                                                                                                                  ‫ل�ل�ه‪ .‬ول�ه�ذا ل�و تفكرنا جميعا‬             ‫اول�أك�م�م�ع�ا ّن�لا‬
                      ‫المسطرة المدنية‪.‬‬                                                                                                                                                          ‫‪ ،2011/10/26‬وبالفعل فهذه التسمية‬                                                   ‫النظر لوجدنا أن�ن�ا م�ن خلال‬
‫ما هي ه�ذه الشروط الشكلية؟ إذا‬                                                                                                                                                                  ‫تتلاءم والنتيجة التي سنخلص إليها‬                                                   ‫دراستنا بالكلية درسنا ما هو نظري‪،‬‬
‫رجعنا لقانون المسطرة المدنية في بابه‬                                                                                                                                                                                              ‫فيما بعد‪.‬‬                                        ‫ولكن الجانب العملي هو الذي سيعطي‬
‫ال�س�اب�ع‪ ،‬س�ن�ج�ده ي�ج� ّزئ الم�س�ط�رة ما‬                                                                                                                                                      ‫وك�م�ا ق��ال زم�ي�ل�ي المح�ت�رم السيد‬                                              ‫لنا نو ًعا من الشحنة لكي نعلم بأن غاية‬
‫ب�ني مسطرة ع�ام�ة‪ ،‬وم�س�ط�رة خاصة‪،‬‬                                                                                                                                                              ‫الرئيس‪ ،‬ففي محكمة النقض علينا أن‬                                                   ‫ه�ي وضع‬   ‫بقس��ا ِّنعدقة�ان�الوتٍنكيمي�ا‪،‬ف‬  ‫الم�ش�رع م�ن‬
‫بمعنى أن هناك ما يسمى بالاختصاص‬                                                                                                                                                                 ‫نعرف ونتعلم دائما ما يسمى بتقنية‬                                                   ‫والتأويل‬                                     ‫م�ا يسمى‬
‫ال�ق�ض�ائ�ي‪ ،‬وه�و م�ا أسلفت ب�ه ال�ذك�ر‪،‬‬                                                                                                                                                        ‫أو تقنيات ال�ن�ق�ض‪ .‬إذا خ�ل�ص إليها‬                                                ‫والتفسير‪ ،‬وهذه هي الغاية التي تسعى‬
‫ثم الاختصاص الإداري‪ .‬والاختصاص‬                                                                                                                                                                  ‫القاضي فعلا فكل ش�يء يسهل عليه‪،‬‬                                                                                  ‫إليها محكمة النقض‪.‬‬
‫الإداري في محكمة النقض لا أقصد به‬                                                                                                                                                               ‫وكما قال الأستاذ إدريس الضحاك‪ ،‬بأن‬                                                 ‫ف�ي أي دول��ة م�ن ال���دول ي�وج�د ما‬
‫الج�ان�ب الإداري‪ ،‬بل ه��و إداري ذو‬                                                                                                                                                              ‫القضاء صناعة‪ ،‬فهذه الصناعة يجب أن‬                                                  ‫ي�س�م�ى بمحكمة ال�ن�ق�ض‪ ،‬أو محكمة‬
                                                                                                                                                                                                ‫نكتسبها‪ ،‬ولن نكتسبها في يوم واحد‪،‬‬                                                  ‫ال�ت�م�ي�ي�ز‪ ،‬أو المح�ك�م�ة ال�ع�ل�ي�ا‪ .‬وف�ي‬
   27   28   29   30   31   32   33   34   35   36   37