Page 4 - مغرب التغيير PDF
P. 4

‫‪4‬‬                                                                                                                       ‫ملف‬

‫العدد‪ - ٥٩ :‬من ‪ 1‬إلى ‪ ٣١‬يناير ‪٢٠١٧‬‬

‫إلا أن المـشـرع الـحـالـي جـاء بـشـروط‪،‬‬                       ‫أداء الـتـعـويـض وتــعــذر عـلـيـك أداء‬            ‫‪ 5‬سنوات من الكراء‪ ،‬ولكن ليس لنفس‬                                                                                                                                                            ‫ابـلــطـشــرهـدوالدمــولحـــتـيـلم‪،‬ـنوااللــــبـ ّحيــــناـال أتنمـلـاـ ييكفمـني‬  ‫عملا لم يعتبره المشرع عملا تجاريا‪،‬‬
‫وقــال بـأنـه لا يـمـكـن أن تـمـارس هـذه‬                      ‫التعويض يمكن لك وفقا لشروط أن‬                      ‫المدة‪ .‬فقد نص المشرع آنذاك في المادة‬                                                                                                                                                        ‫لإقــامــة عـقـد الــكــراء‪ .‬فـحـن تحسس‬                                           ‫وأخــضــع لــه عـقـود الــكــراء بـالـنـسـبـة‬
‫المسطرة لأقـل من سنة‪ ،‬وأنـه إذا ثبت‬                           ‫تـتـقـدم إلــى المـحـكـمـة لـتـتـوب وتـعـدل‬        ‫الخامسة ‘‘واستثناء من مقتضيات‬                                                                                                                                                               ‫الـقـاضـي لـلـوثـائـق سـيـطـالـب بـعـقـد‬                                          ‫للتعاونيات التي تمارس عملا مدنيا‬
‫للقاضي وهو ينظر في التصميم أن‬                                 ‫والمطالبة بالعدول‪ .‬بمعنى أن بإمكان‬                 ‫الـفـصـل ‪ 689‬مــن قــانــون الالـتـزامـات‬                                                                                                                                                   ‫كــراء مـكـتـوب كـوسـيـلـة لـإثـبـات‪ ،‬أمـا‬                                        ‫وغــيــر تــجــاري عـلـى الإطـــــاق‪ .‬كـمـا‬
‫المـكـتـري يستحيل عليه الـرجـوع إلى‬                           ‫المـــكـــري أن يــتــوب عـــن ذلـــك الـحـكـم‬     ‫والـعـقـود بمعنى أن العقد فـي الكراء‬                                                                                                                                                        ‫عند الإجابة بعدم وجـوده‪ ،‬فسيقول‪:‬‬                                                  ‫أخـضـع المـشـرع لنطاق هـذا التطبيق‬
‫المحل التجاري لا يحق له أن يقضي‬                               ‫الـقـاضـي بـالإفـراغ والـتـعـويـض‪ .‬هـذه‬            ‫الـتـجـاري لا يـتـجـدد بـنـفـس المــدة ولا‬                                                                                                                                                                                                                                    ‫المـخـتـبـرات الـطـبـيـة‪ .‬والـحـال أن هـذه‬
‫بالتعويض الجزئي‪ ،‬وإنما يقع عليه‬                               ‫القاعدة ألغاها المشرع‪ ،‬كما أن الحكم‬                ‫يـتـجـدد بـنـفـس الــشــروط‪ .‬عـكـس كل‬                                                                                                                                                                           ‫ضللت وأضللت‪.‬‬                                                  ‫الأعــمــال تـعـتـبـر بـطـبـيـعـتـهـا أعـمـالا‬
‫وجــوبــا إعــطــاء الـتـعـويـض الـكـامـل‪.‬‬                    ‫يـصـبـح بـاطـا إذا تـعـذر عـلـى المـكـري‬           ‫هذا‪ ،‬جاء القانون الجديد وألغى هذه‬                                                                                                                                                           ‫أما إذا اعتبرنا أن عقد الكراء هو‬
‫ولكن المشرع الذي يسعى لوضع حدا‬                                ‫الذي قضي له بالإفراغ مع التعويض‬                    ‫الـقـاعـدة‪ ،‬بمعنى أنـه إذا اكتريت لمدة‬                                                                                                                                                      ‫عقد شكلي فهذه طامة الكبرى‪ ،‬فكل‬                                                           ‫مدنية وليست أعمالا تجارية‪.‬‬
‫للتماطل بسبب سـوء نية المـكـري لم‬                             ‫أن يـضـع الأمــــوال الـتـي عـلـيـه داخــل‬         ‫سـت سـنـوات ولـم يعمل المـكـري على‬                                                                                                                                                          ‫من ليس لديه عقد مكتوب يكون حقه‬                                                    ‫لــهــذا‪ ،‬مــن الــخــطــأ أن نــقــول إن‬
‫يفطن إلى أن هذا الأخير قد يقدم إلى‬                            ‫أجل ثلاثة أشهر‪ .‬أقـول وكأننا نورث‬                  ‫إشـعـارك قـبـل انـقـضـاء الأجــل بثلاثة‬                                                                                                                                                     ‫وأصـلـه التجاري وحقه فـي التجديد‬                                                  ‫هـذا الـقـانـون يـنـظـم الـكـراء الـتـجـاري‬
‫المـحـكـمـة تصميما يـمـكـنـه أن يغيره‬                         ‫ابــن الـزنـا‪ ،‬لأن أحـكـام الـقـضـاء الـتـي‬        ‫أشهر فسيتحول ذلـك العقد مباشرة‬                                                                                                                                                              ‫هــو والــعــدم ســـواء‪ .‬ومــن الآن أقــول‬                                        ‫والـصـنـاعـي ويـنـظـم الـكـراء الـحـرفـي‪،‬‬
‫بـسـهـولـة حـتـى بـعـدمـا يـصـيـر الـقـرار‬                    ‫صدرت باسم جلالة الملك ولو بعد ‪10‬‬                   ‫إلـى عقد متجدد لنفس المـدة‪ ،‬ويمنع‬                                                                                                                                                           ‫لكل مكتر‪ ،‬وابتداء من يوم ‪ 17‬فبراير‬                                                ‫فـي حـن أن المـشـرع أدخــل فـي نـطـاق‬
‫حائزا لقوة الشيء المقضي به‪ ،‬وذلك‬                              ‫سـنـوات قـد تـصـبـح بـاطـلـة ولا يمكن‬              ‫على المكري طيلة هذه المـدة أن يرسل‬                                                                                                                                                          ‫‪ ،2017‬بأن كل عقد كراء لم يبرم كتابة‬
‫بواسطة تصميم تعديلي‪.‬‬                                          ‫تنفيذها بـمـجـرد عـدم تنفيذ المـكـري‬               ‫إلـيـك إنــــذارا بـــالإفـــراغ‪ ،‬بــل عـلـيـه أن‬                                                                                                                                           ‫ولــو تـم اسـتـغـال الـنـشـاط الـتـجـاري‬                                             ‫تطبيقه عقودا ذات طبيعة مدنية‪.‬‬
‫فـلـطـالمـا تـــرك المــكــري‪ ،‬بـعـد أداء‬                     ‫للتعويض داخـل أجـل سبعة أشـهـر‪.‬‬                    ‫ينتظر إلى انقضاء السنوات المحددة‬                                                                                                                                                            ‫لمــدة سـنـتـن أو عـشـر ســنــوات فـإن‬                                            ‫إذن‪ ،‬فالصواب أن نقول إنه قانون‬
‫الـتـعـويـض الـجـزئـي‪ ،‬المـحـل لـسـنـوات‬                      ‫هـذا فيه مخالفة للقواعد الإجـرائـيـة‬               ‫فـي العقد‪ .‬وبـذلـك يـكـون ظهير ‪1955‬‬                                                                                                                                                         ‫مآلك وحقك ضال وباطل لأن العلاقة‬                                                   ‫«يتعلق بالكراء التجاري والصناعي‬
‫من غير أن يقوم بالبناء دون أن يحق‬                             ‫الطبيعية‪ .‬فقد يسقط التنفيذ لكن لا‬                  ‫قـد اسـتـلـهـم الــتــوازن الـتـعـاقـدي بين‬                                                                                                                                                 ‫الكرائية الآن أصبحت لا تقوم بشهادة‬                                                ‫والـحـرفـي والــحــالات المـشـابـهـة الـتـي‬
‫للمكتري إلـزامـه بالبناء ولا يحق له‬                           ‫يسقط الحكم الـذي اكتسب قوة الأمر‬                   ‫المكري والمكتري‪ ،‬وكان حريا بالمشرع‬                                                                                                                                                          ‫الــشــهــود ولا بــإبــداء حــجــة وإنــمــا‬                                     ‫ألحقها المشرع بنص»‪ .‬لأن هذه المسألة‬
‫أن يـطـالـب بـالـتـعـويـض الـكـامـل لأن‬                       ‫المقضي بـه وفـصـل فـي الحقوق التي‬                  ‫أن يـبـقـي عـلـى قــاعــدة الاســتــرســال‪،‬‬                                                                                                                                                 ‫بالكتابة‪ .‬قـال الله سبحانه وتعالى‪:‬‬                                                ‫تـطـرح حينما نـقـوم بفسخ أو إنـهـاء‬
‫محكمة النقض قالت لا حـق لـك أيها‬                              ‫اختصم فيها أطـراف الـنـزاع في حرم‬                  ‫وهــي قـاعـدة مـعـمـول بـهـا فـي جميع‬                                                                                                                                                       ‫‘‘يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين‬                                            ‫عـاقـة كـرائـيـة مـع صـيـدلـي ونـريـد أن‬
‫المـكـتـري لأنــك مـالـك لـحـق شـخـصـي‬                        ‫الـقـضـاء‪ ،‬وقــارعــوا الـحـجـة بالحجة‬                           ‫المقتضيات‪.‬‬                                                                                                                                                                    ‫إلـى أجـل مسمى فاكتبوه‘‘‪ .‬وأكتبوه‬                                                 ‫نقوم ما يسمى بالحق في التعويض‪.‬‬
‫ولـسـت مـالـكـا لـحـق عـيـنـي‪ .‬والـحـق‬                        ‫وجاء القضاء بحكم من أجل أن يضع‬                     ‫وبـخـصـوص ملاحظتي الـرابـعـة‪،‬‬                                                                                                                                                               ‫هنا فعل أمـر‪ ،‬وفـعـل الأمـر كما يقول‬                                              ‫هــل سـنـسـمـي هــذا الـتـعـويـض قيمة‬
‫العيني وهـو حق الملكية يسمو على‬                                                                                  ‫حـول قـانـون ‪ ،49.16‬أظـنـكـم تعلمون‬                                                                                                                                                         ‫الأصــولــيــون يـحـمـل عـلـى الــوجــوب‬                                          ‫التعويض الـذي يساوي قيمة الأصل‬
‫الـحـق الـشـخـصـي‪ ،‬أي حـق الـتـجـديـد‬                                      ‫حدا لتأبيد الخصومة‪.‬‬                   ‫أن المـشـرع قـد اسـتـغـنـى عـن مسطرة‬                                                                                                                                                        ‫مـا لـم تــرد هـنـاك قـريـنـة صـرفـتـه من‬                                         ‫التجاري؟ والحال أن هذا الصيدلاني‬
‫وحق الرجوع إلى المحل وكذلك حقك‬                                ‫دون أن أخـرج عـن قـواعـد اللياقة‬                   ‫الصلح‪ ،‬وأعفى المشرع المكري من أن‬                                                                                                                                                            ‫مـعـنـى الــوجــوب إلــى مـعـنـى الـنـدب‪.‬‬                                         ‫ليس له أصل تجاري لكونه لا يمارس‬
‫فـي الـتـعـويـض الـكـامـل‪ .‬أمــا الـقـانـون‬                   ‫والاحــــتــــرام تــجــاه المـــشـــرع وتــجــاه‬  ‫يطالب ببطلان الإنذار‪ ،‬وبذلك أصبح‬                                                                                                                                                            ‫لأن الـلـه سبحانه وتـعـالـى قـال ‘‘ولا‬                                            ‫عـمـا تـجـاريـا‪ ،‬ولـكـن الـغـالـب أن هـذا‬
‫‪ 49.16‬فـجـاء بـحـسـنـات أهـمـهـا أنـه‬                         ‫مـن وضـعـوا هــذا الـقـانـون‪ ،‬أدعـوهـم‬             ‫هذا القانون مجرد نص عادي لا فنية‬                                                                                                                                                            ‫تــنــســوا الــفــضــل بــيــنــكــم‘‘‪ ،‬بـمـعـنـى‬                                ‫الـكـراء كـمـا يـقـول الـفـقـهـاء ‘‘الـشـاذ لا‬
‫يجب على المحكمة أن تحدد تعويضا‬                                ‫لـسـمـاعـنـا‪ ،‬نـحـن المـمـارسـون‪ ،‬عـوض‬             ‫فـيـه ولا فـلـسـفـة‪ .‬إذا أراد المـكـري أن‬                                                                                                                                                   ‫لا تـنـسـوا الأجــــرة بـيـنـكـم والـقـاعـدة‬
‫احتماليا في حالة الحكم بالتعويض‬                               ‫وضع النص تاركينا نعاني المشاكل‬                     ‫ينهي أو يفسخ عقد الكراء فما عليه‬                                                                                                                                                            ‫الأصولية تقول ‘‘إن الأجرة على فعل‬                                                                           ‫حكم له‘‘‪.‬‬
‫الــجــزئــي‪ ،‬لأن الانــتــظــار إلــــى حـن‬                  ‫وقائلين إن القضاء غارق في المشاكل‬                           ‫سوى أن يطرق باب القضاء‪.‬‬                                                                                                                                                            ‫الواجب حـرام‘‘ ومن ثم قالوا إن فعل‬                                                ‫فهل تمارس المدارس الخصوصية‬
‫الـرجـوع بـعـد ثـاث سـنـوات ستندثر‬                            ‫وأن الـعـيـب فــي تـطـبـيـق الــقــوانــن‪.‬‬         ‫الأكثر من ذلـك‪ ،‬لا يحق للمكتري‬                                                                                                                                                              ‫‘‘فأكتبوه‘‘ الوارد في الآية‪ ،‬خرج عن‬                                               ‫عـمـا تـجـاريـا؟ مـن قــال بـخـاف ذلـك‬
‫من جرائه عناصر الأصل التجاري‪.‬‬                                 ‫أعـطـونـا جــازاكــم الـلـه صـيـاغـة نص‬            ‫أن يتقدم بالدعوى المبتدئة للمطالبة‬                                                                                                                                                          ‫أصله وهو الوجوب‪ ،‬وخرج من معنى‬                                                     ‫فــهــو كـــافـــر‪ ،‬ولــيــجــدد إيــمــانــه كـمـا‬
‫الـكـارثـة أن المـشـرع قــال بـوجـوب‬                          ‫مـحـكـمـة ونــصــوصــا عـمـلـيـة ولـيـس‬            ‫ببطلان أسـبـاب الإفــراغ‪ ،‬بـل عليه أن‬                                                                                                                                                                                                                                         ‫يـقـول الـفـقـهـاء‪ .‬لا تــمــارس المـــدارس‬
‫منح المكتري‪ ،‬وبالإضافة للتعويض‬                                                                                   ‫ينتظر الدعوى من طرف المكري حتى‬                                                                                                                                                                        ‫الوجوب إلى معنى الندب‪.‬‬                                                  ‫الـخـصـوصـيـة عـمـا تـجـاريـا إلا أنها‬
‫الــجــزئــي والــتــعــويــض الاحـتـمـالـي‬                       ‫نصوصا بمثابة قنابل ملغومة‪.‬‬                     ‫يمكن له أن يمارس الدفوع عن طريق‬                                                                                                                                                             ‫أخطر ما في الأمر يتبين من خلال‬                                                    ‫تخضع لهذا القانون‪ ،‬وقد تم إلحاقها‬
‫(الــكــامــل)‪ ،‬الـتـعـويـض عــن المـنـع عن‬                   ‫أقول إن هذا قانون عجيب ما جاء‬                             ‫الدفع وليس عن طريق الدعوى‪.‬‬                                                                                                                                                           ‫هــذه الـنـازلـة الـبـسـيـطـة‪ :‬إذا أبـرمـت‬                                        ‫بناء على معيار خضوعها للضريبة‬
‫الاسـتـغـال طـيـلـة مــدة الـبـنـاء‪ ،‬على‬                      ‫ليحل المشاكل بينما جـاء ليكرسها‪.‬‬                   ‫سبق‬      ‫وأقــــاـلرأكـتثـمرـ محــكنـمذـلـة اكلــأينـــ ًقــضـا‪،‬ضفاـلـقــقدـ‬                                                                                                                ‫عـقـد الــكــراء قـبـل سـنـتـن يـبـقـى هـذا‬                                       ‫ولـيـس معيار العمل الـتـجـاري‪ .‬أقـول‬
‫ـعكــاوميــلـة‪،‬ضأمـيـ أوازجـيــر ًةة‬  ‫أن تـكـون قـيـمـة الـت‬  ‫لقد نص ظهير ‪ 1955‬على أنه ‘‘إذا كان‬                 ‫ـاعــدة‬                                                                                                                                                                                     ‫الـعـقـد رضـائـيـا لأنـه يخضع لقانون‬                                              ‫بــأن الـخـضـوع لـلـقـواعـد الـضـريـبـيـة‬
                                      ‫لـحـجـم أربـــاح سـنـة‬  ‫الشرط الفاسخ لعدم أداء الكراء يمكن‬                 ‫الـتـي تـقـول ‘‘حـيـنـمـا يـثـبـت للقضاء‬                                                                                                                                                    ‫الالــتــزامــات والــعــقــود‪ ،‬والأصـــل فيه‬                                     ‫فـلـسـفـة ونـظـام قـانـونـي خــاص‪ ،‬لكن‬
‫العمال والضريبة والأربـاح‪ .‬فما هذا‬                            ‫لـرئـيـس المـحـكـمـة أن يـمـنـح المـكـتـري‬         ‫عــدم جـديـة الـسـبـب يـقـضـى مـبـاشـرة‬                                                                                                                                                     ‫أنـه عقد كرائي رضائي يمكن إثباته‬                                                  ‫مـــا بــــال المـــشـــرع حـــن يــتــحــدث عـن‬
‫المـنـطـق؟ إن المــشــرع وعــبــر مـسـطـرة‬                    ‫أجل الميسرة وأن تصل هذه المدة إلى‬                  ‫بالتعويض الكامل‘‘‪ .‬واستقر قضاء‬                                                                                                                                                              ‫بجميع وسائل الإثبات‪ .‬أما ابتداء من‬                                                ‫‘‘الـتـعـاونـيـات الـتـي تـمـارس نشاطا‬
‫الهدم وإعـادة البناء أعطى للمكتري‬                             ‫سنتين‘‘‪ .‬أما المشرع في هذا القانون‬                 ‫مـحـكـمـة الـنـقـض بـجـمـيـع غـرفـه على‬                                                                                                                                                     ‫سنتين فسأطبق قـانـون ‪ 16.49‬الـذي‬                                                  ‫تجاريا؟ ‘‘‪ ،‬بالله عليكم هل تمارس‬
‫ثلاثة تعويضات‪ :‬التعويض الجزئي‬                                 ‫الذي سيدخل ضيفا عزيزا علينا في‬                     ‫أن عــدم جـديـة الـسـبـب يـتـحـول إلـى‬                                                                                                                                                      ‫سيحول عقد الكراء من عقد رضائي‬                                                     ‫الـتـعـاونـيـات نـشـاطـا تـجـاريـا؟ هـذا‬
‫والـتـعـويـض الـكـامـل والـتـعـويـض عن‬                        ‫الشهر المقبل‪ ،‬فينص على أن الشرط‬                    ‫التعويض الكامل‪ ،‬ليأتي من وضعوا‬                                                                                                                                                              ‫لـيـصـبـح عـقـدا شـكـلـيـا أو أن الـكـتـابـة‬                                      ‫عـيـب عـلـى مـسـتـوى الــنــص‪ .‬فـعـلـى‬
‫المـنـع عـن اسـتـغـال الـعـقـار طيلة مدة‬                      ‫الـفـاسـخ يتحقق فـي عـدم أداء كـراء ‪3‬‬              ‫هــــذا الــنــص الــجــديــد بــعــكــس ذلــك‬                                                                                                                                              ‫فـيـه شـكـلـيـة‪ .‬بمعنى أن المـشـرع أخـذ‬                                           ‫مــن أراد مـمـارسـة عـمـل تــجــاري أن‬
‫البناء‪ .‬ويجب ألا يقل التعويض عن‬                               ‫أشهر داخل أجل ‪ 15‬يوما‘‘ ‪ .‬وأضاف‬                    ‫معتبرين أن ‘‘هـذه القاعدة لا تطبق‬                                                                                                                                                           ‫بازدواجية‪ ،‬ونكون بذلك أمام نظامين‬                                                 ‫يـؤسـس شـركـة تـجـاريـة شـكـلـيـة‪ ،‬أمـا‬
‫المصاريف بما في ذلـك اليد العاملة‪.‬‬                            ‫إن هذا من اختصاص رئيس المحكمة‪.‬‬                     ‫إذا ثـبـت عـدم صـحـة الـسـبـب فـإن مـآل‬                                                                                                                                                     ‫قــانــونــيــن مــخــتــلــفــن وسـتـضـيـع‬                                       ‫التعاونيات فإن من طبيعتها ألا تأتي‬
‫تستحيل ممارسة هـذه المسطرة كما‬                                ‫بمعنى أن مـا بـحـث عـنـه المـشـرع في‬               ‫الـدعـوى هـي رفـض الطلب‪ ،‬ولا يحق‬                                                                                                                                                            ‫الـحـقـوق‪ .‬سـنـكـون فـي حــرم الـقـضـاء‬                                           ‫عملا تجاريا‪ ،‬وبذلك يكون المشرع قد‬
‫يـسـتـحـق المـحـامـي الـــذي يـجـرأ على‬                       ‫الـكـراء الـتـجـاري هـو تحقيق الـتـوازن‬            ‫لـلـقـضـاء بــأي حــال مــن الأحــــوال أن‬                                                                                                                                                  ‫أمــــام نـصـيـن قـانـونـيـن مـخـتـلـفـن‬
‫سـلـوكـهـا عـقـوبـة الـسـجـن‪ ،‬فـمـوكـلـه‬                      ‫بين أطراف العلاقة التعاقدية الكرائية‬                        ‫يقضي بخلاف ذلك‘‘‪.‬‬                                                                                                                                                                  ‫متعارضين لا يتحابان ولا يتلاقيان‬                                                     ‫جمع بين الأختين إلا ما قد سلف‪.‬‬
‫فـي ورطــة لامـحـالـة‪ .‬وأضــاف المـشـرع‬                                                                          ‫المــاحــظــة الــخــامــســة‪ ،‬تـتـعـلـق‬                                                                                                                                                    ‫لا فــي الــلــه ولا عـنـد المـــشـــرع‪ .‬لـهـذا‬                                   ‫جاء القانون ‪ 49.16‬كذلك بمستجد‬
‫أن على المـكـري الـبـدء بأشغال البناء‬                             ‫ما تحقق بأي شكل من الأشكال‪.‬‬                    ‫ََبيتـوـ ُايمتــَقـبوس ُِومبطـلرَناعةـلََملبـاــ ْْلـيـعـشِتـِـهدرِوإ َُّبعـنظ ْةلاف‪ِ.‬ـلمـ َِّقلهيــ َاهَولَظأَغـهْتـُفيصــعـَرلـوا ٌلَـر‪5‬ح َّى‪5‬رَ‪:‬فـِ‪ِ9‬إح‘ـ‪‘َّ1‬نيَـفأـا َميلمَّ‘ـله‘َنه‪.‬ا‬  ‫كـان مـن المـفـروض أن يـتـدخـل المـشـرع‬                                           ‫أعـتـبـره كـارثـة كـبـرى‪ ،‬إذ يـنـص على‬
‫داخـل أجل شهرين من تاريخ الإفـراغ‬                             ‫الملاحظة الـسـادسـة‪ ،‬تتركز حول‬                                                                                                                                                                                                                                                                                                   ‫ضــرورة أن ‘‘يـبـرم عقد الـكـراء كتابة‬
‫مـع جــزاء أداء الـتـعـويـض الـكـامـل‪...‬‬                      ‫مـسـطـرة الـهـدم وإعـــادة الـبـنـاء‪ .‬هـذا‬                                                                                                                                                                                                            ‫وينتبه إلينا نحن الممارسون‪.‬‬                                                ‫ويجب أن يكون ثابت التاريخ وجوبا‬
‫وعاليســكممــوحـرـوحاملـةـ ايللإهْ‪.‬ن أطــلــت‪ ،‬والــســام‬     ‫الإجـراء الـذي نفضله نحن المحامون‬                                                                                                                                                                                                              ‫أما الملاحظة الثالثة‪ ،‬فهي القاعدة‬                                                 ‫تــحــت طــائــلــة الـــبـــطـــان‘‘‪ .‬فـعـنـدمـا‬
                                                              ‫إذ يتيح لنا سابقا أن نقول بأن المكري‬               ‫المــكــري إذا قـضـي لــك بـــالإفـــراغ مـع‬                                                                                                                                                ‫الـتـي جـاء بها هـذا الـقـانـون الجديد‪.‬‬                                           ‫أكتري بناء على عقد شفوي وأمارس‬
                                                              ‫يريد هدم وإعادة بناء البناية ونرسل‬                                                                                                                                                                                                             ‫فبموجب ظهير ‪ 1955‬فإن عقد الكراء‬                                                   ‫التجارة لمـدة ثـاث سـنـوات‪ ،‬يكفي أن‬
                                                              ‫إنـــذارا لـلـمـكـتـري وإعـطـاءه تعويض‬                                                                                                                                                                                                         ‫التجاري يصبح مسترسلا بعد مرور‬                                                     ‫يـتـقـدم المـكـري إلــى المـحـكـمـة مـعـتـبـرا‬
                                                              ‫ثـاث سـنـوات مـن آخـر أجـرة كـرائـيـة‪.‬‬                                                                                                                                                                                                                                                                                           ‫إيــاي كـمـكـتـري مـحـتـل مـن غـيـر سند‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                               ‫قـانـونـي لـيـقـضـي الـقـاضـي بـعـد ذلـك‬

                                                                                                                 ‫د‪ /‬مصطفى بونجة‪:‬‬
                                                              ‫«إفراغ المحلات التجارية طبقا للقانون رقم ‪»16.49‬‬
                                                              ‫ظهير ‪ 1955‬ينظم الـعـاقـة بـن طـرفـن المـكـري‬                ‫نفس القانون الذي عمر مدة ‪ 61‬سنة‪ .‬إنه ظهير‬                                                                                                                                                            ‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
                                                              ‫والمـكـتـري‪ .‬أمـا الـقـانـون الـجـديـد فـيـتـجـاوز ذلـك‬     ‫‪ 1955‬وهـو ظهير غير شـريـف على اعـتـبـار أنه‬                                                                                                                                        ‫من لا يشكر الناس لا يشكر الله‪ ،‬أتقدم أولا‬
                                                              ‫بكثير‪ .‬فربما آخـر المعنيين بهذا القانون هما‬                 ‫صــدر عـن أبــن عـرفـة وجــاء فـي مـرحـلـة معينة‬                                                                                                                                   ‫بالشكر للسيد النقيـب‪ ،‬وأرحب بالسيد الرئيس‬
                                                              ‫المكري والمكتري انطلاقا من أننا كنا في إطار‬                 ‫كان للملكية العقارية حينها أهمية كبرى على‬                                                                                                                                          ‫والسادة أعضاء مجلس هيئتنا‪ ،‬أشكرهم على‬
                                                              ‫مدونة التجارة نتحدث عن النظام الاقتصادي‬                     ‫اعتبار أنها كانت أسـاس الـثـروة‪ ،‬وهـي محرك‬                                                                                                                                         ‫مبادرة الاحتفاء بهذا العمل وليس بشخصي‪.‬‬
                                                              ‫العام‪ ،‬أما بموجب هذا القانون فقد انتقلنا إلى‬                ‫الاقـتـصـاد‪ ،‬فـي حـن أن الأمــر تـغـيـر‪ ،‬وانـتـقـلـت‬                                                                                                                               ‫وشكري مضاعف لاختيار هذه المدينة المجاهدة‬
                                                              ‫مفهوم جـديـد وهـو الـقـانـون الـعـام الاقتصادي‬              ‫الملكية العقارية مـن مـركـز الـصـدارة إلـى مراكز‬                                                                                                                                   ‫لاحتضان الاحتفاء‪ .‬كما أتقدم بالشكر للدكتور‬
                                                              ‫انطلاقا من أن مصلحة المكري والمكتري تأتي‬                                                                                                                                                                                                       ‫عـمـر أزوكــــار‪ ،‬والأســتــاذ عـبـد الـرحـيـم المــودن‬
                                                              ‫في مرتبة ثالثة بعد مصلحة الاقتصاد الوطني‬                                   ‫متأخرة لتحل التجارة مكانها‪.‬‬
                                                              ‫والمقاولة والشركات الكبرى والبنوك والدائنين‬                 ‫لـذلـك‪ ،‬إذا كـان مـن أهــداف ظهير ‪ 1955‬هو‬                                                                                                                                                      ‫ولكافة الزملاء كل باسمه وصفته‪.‬‬
                                                                                                                          ‫إعطاء حماية مطلقة ومتعسفة لفائدة المكري‪،‬‬                                                                                                                                           ‫مداخلتي تتعلق بـإفـراغ المحلات التجارية‬
                                                                                                  ‫المرتهنين‪.‬‬              ‫وذلك ترجمة لما للملكية العقارية من أهمية‪ ،‬فإن‬                                                                                                                                      ‫طبقا للقانون رقم ‪ ،16.49‬قبل الدخول في هذا‬
                                                              ‫هناك محاولة للموازنة بين الملكية العقارية‬                   ‫القانون ‪ 16.49‬قد جاء بفلسفة أخرى أي تحقيق‬                                                                                                                                          ‫المـوضـوع لا بـد مـن تشخيص مـا كـان فـي إطـار‬
                                                              ‫من جهة‪ ،‬والملكية التجارية كمحرك جديد وهام‬
                                                              ‫فـي الاقـتـصـاد‪ ،‬والـتـي يـمـتـلـكـهـا المـكـتـري بعد‬                 ‫نوع من التوازن بين المكري والمكتري‪.‬‬                                                                                                                                               ‫ظهير ‪ 1955‬وصولا إلى قانون ‪.16.49‬‬
                                                              ‫مرور سنتين من استغلال المحل المكري من جهة‬                   ‫إلا أن الغوص في هـذا القانون انطلاقا من‬                                                                                                                                            ‫ربما ما يجمع بيننا كممارسين وكدارسين‬
                                                                                                                          ‫قراءة متقاطعة نجد أن له مرامي أخرى تتجسد‬                                                                                                                                           ‫أو مهتمين هو أن بالرغم من تعاقب الأجيال من‬
                                                                                                                          ‫فـي تـعـدد الأطــراف المعنية بـهـذا الـقـانـون‪ .‬كـان‬                                                                                                                               ‫المحامين والقضاة والأكاديميين إلا أننا عايشنا‬
   1   2   3   4   5   6   7   8   9