Page 10 - مغرب التغيير PDF
P. 10

‫‪10‬‬                                                                                              ‫ندوة‬

‫العدد‪ - 53 :‬من‪ 1‬إلى ‪ 31‬يوليوز ‪2016‬‬

‫العاطفية‪ ،‬وعلى مستوى الطاقة العقلية‪،‬‬                 ‫مؤهلة للاستقطاب الديني المتطرف‪.‬‬             ‫أكبر هو المجتمع‪ ،‬وليس هناك راب�ح لا‬             ‫ي��أت��ي ذل���ك ال�ش�خ�ص ال����ذي ربم�ا‬      ‫ك��ان مقصيا م�ن ال��ق��رار إلا وت�ك�ون له‬
‫والطاقة المواطنية‪ ،‬وعلى مستوى الطاقة‬             ‫هذا الفعل يتأسس على استعراض‬                                     ‫في البدء ولا في الختام‪.‬‬         ‫أصيب بشيء ما ويقدم ثو ًرا على أساس‬           ‫فرصة من حين لآخ�ر لكي يسمع كلمته‬
‫الجسمانية و الطاقة الفكرية‪ .‬اليوم‪ ،‬كلنا‬          ‫ال�ق�وى‪ ،‬على استعراض خطاب مؤطر‬                                                                  ‫أن هذا الثور وبذبح هذا الثور و ُينحر‬
                                                 ‫ل�ه لأن�ه ي�دخ�ل ف�ي إط��ار حماية أخ�رى‪،‬‬        ‫هذه العدالة الخاصة يجب أن نقول‬                  ‫ف�ي إط�ار م�ن ال�ذك�اء ال�ن�وع الاجتماعي‬                                   ‫هو الآخر‪.‬‬
    ‫محتاجون إلى شحن طاقة الرصيد‪.‬‬                 ‫ويستعرض مجموعة م�ن المسكوكات‬                    ‫أنها تعبر عن جواب و عن رد فعل معين‬              ‫ونحقن الدماء و ُي�ؤ َّس�س لمنطق السلم‬        ‫لنتأمل هؤلاء الأشخاص‪ .‬إن الذين‬
‫م��ؤخ��را‪ ،‬اح�ت�ف�ل�ت ألم�ان�ي�ا بم��رور‬         ‫ال��ل��غ��وي��ة‪ ،‬وي��ت��أس��س ع�ل�ى اس�ت�ق�واء‬  ‫للفراغ‪ .‬أحيانا فالطبيعة تخشى الفراغ‪،‬‬            ‫الاجتماعي‪ .‬ولمفهوم الإنصاف أو الحق‪،‬‬          ‫قاموا بالفعل بالمناسبة هم شباب‪ ،‬أو‬
‫ثلاثين سنة على أقدم انقطاع للكهرباء‪،‬‬             ‫اجتماعي وال�ب�ح�ث ع�ن الاع�ت�راف ولو‬            ‫و ن�ق�ول‪ ،‬إن�ه ف�ي اللحظة التي تم�ارس‬           ‫وهذه من ضمن الآليات التي كان معمول ًا‬        ‫ه�م أن�اس متقدمون ف�ي السن أحيانا‪،‬‬
‫وب�ع�د ذل�ك ق�ال�ت ب�أن�ه علينا أن نطرح‬          ‫ك�ان ع�ن طريق الاع�ت�داء على الآخ�ري�ن‪.‬‬         ‫ف�ي�ه�ا ال��دول��ة ن�وع�ا م��ن ال�ت�راج�ع ف�إن‬  ‫بها في المجتمع المغربي‪ .‬لاحظوا معي أن‬        ‫ل�ك�ن ال��راب��ط ال���ذي يجمعهم ه�و أنهم‬
‫س��ؤالا ب�ص�دد الإن��س��ان الألم��ان��ي‪ :‬كيف‬     ‫إذن‪ ،‬اليوم‪ ،‬عليا أن ننتبه إلى أن هؤلاء‬          ‫الطبيعة تخشى هذا الفراغ‪ ،‬ويملأه من‬              ‫تدبير العنف المضاد المغربي كان دائما‬         ‫يعانون الإق�ص�اء داخ�ل المجتمع يشكل‬
‫ينبغي أن يكون ه�ذا الإن�س�ان في سنة‬              ‫ال��ذي��ن ي�ق�وم�ون ب�ه�ذا ال�ع�ن�ف الم�ض�اد‬    ‫يعتقدون أنهم أكبر وأق�وى على تدبير‬              ‫يتمركز في الم�ق�دس‪ ،‬ك�ان هناك حضو ٌر‬         ‫من الأشكال‪ .‬فالمجتمع المغربي‪ ،‬هل كان‬
‫‪2050‬؟ نريده هكذا‪ :‬وأوردت ما يسمى‬                 ‫وب�ه�ذا الاق�ت�ص�اص ه�م أي�ض�ا ضحايا‬                                                            ‫ل�ل�دم‪ ،‬و ح�ض�ور ل�ن�وع م�ن الإن�ص�اف‪.‬‬       ‫مجتم ًعا منضب ًطا م�ن قبل؟ أب��دا‪ ،‬كان‬
‫بالخماسية الألم�ان�ي�ة الم�ق�دس�ة‪« :‬العمل‬        ‫مشروع المجتمع‪ ،‬هم أيضا ضحايا عدم‬                                              ‫هذا الأمر‪.‬‬        ‫ك��ان ه�ن�اك الم�ش�ت�رك الج�م�ع�ي الح�اض�ر‬   ‫هناك عنف باستمرار‪ ،‬ولكن ك�ان هناك‬
‫مقدس؛ الزمن مقدس؛ الإنسان مقدس؛‬                  ‫الانتصار لثقافة الوصل التي تحدثنا‬               ‫هذا العنف أيضا‪ ،‬يعتبر كرسالة و‬                  ‫ب�ق�وة‪ ،‬وك��ان ه�ن�اك ت�رم�ي�ز ق��وي للفعل‬   ‫ذك�اء اجتماعي ف�ي تدبير ه�ذا العنف‪.‬‬
‫القيم مقدس؛ الطبيعة مقدس»‪ .‬أنقل لكم‬              ‫عنها في البدء‪ .‬لهذا فإن خيار اللا عنف‬           ‫كتواصل‪ ،‬يعتبر أيضا كاستغاثة وكنداء‬              ‫الاج�ت�م�اع�ي‪ .‬وال�ن�ت�ي�ج�ة؟ أن�ن�ا ن�خ�رج‬  ‫ك�ان�ت ه�ن�اك ق���درة ق�وي�ة للجماعة في‬
‫ال�س�ؤال أيها الأح�ب�اء‪ :‬من هو الإنسان‬           ‫يتطلب تعبئة الرصيد‪ ،‬واليوم‪ ،‬لربما في‬            ‫اجتماعي للذات‪ .‬لنرتب الآن هذه الوقائع‪:‬‬          ‫دائ�م�ا بقضية‪ ،‬بم�ب�دأ راب��ح‪ ،‬ول�ك�ن في‬     ‫تدبير هذا العنف إلى الدرجة التي تصل‬
‫المغربي الذي نريده سنة ‪2050‬؟ وما هو‬              ‫مجتمعنا نحن في حاجت قصوى إلى‬                    ‫فهذا ال�ف�اع�ل‪ ،‬ال��ذي يقوم بهذه الفعلة‬         ‫الاقتصاص الاجتماعي وال�ف�ردي هناك‬            ‫إل�ى القتل‪ ،‬وتظهر ال�دي�ة وك�ان�ت هناك‬
‫الفضاء العام المغربي الذي نريده سنة‬              ‫تعبئة أرص�دت�ن�ا على مستوى الطاقة‬               ‫هو منتم إل�ى ثقافة حجب‪ ،‬هو مرتبط‬                ‫خاسر أكبر ه�و ال�دول�ة‪ ،‬وه�ن�اك خاسر‬         ‫مجموعة م�ن الآل�ي�ات الأخ����رى‪ ...‬وهي‬
                                                                                                 ‫بسياق معين‪ ،‬وهو أيضا في وضع إعاقة‬
                        ‫‪2050‬؟‪ ...‬شك ًرا‪.‬‬                                                         ‫اجتماعية‪ ،‬وفي وضعية عسر اجتماعي‬                                                                         ‫آليات كان معمول ًا بها كثي ًرا‪.‬‬

                              ‫ذ‪ /‬الطيب الأزرق‬

‫«العنف المجتمعي والعدالة الخاصة‪ :‬محاولة لرصد الأسباب والتجليات»‬

‫والعدوانية‪ ،‬حيث يعيد الفرد إنتاج ما‬              ‫شديدة التعقيد‪ ،‬باعتبارها نتاجا لتفاعل‬           ‫يستهدف العدالة بمفهومها لمجتمعي‬                 ‫وتخريب الممتلكات العمومية والخاصة‪،‬‬                      ‫بسم لله الرحمن الرحيم‬
‫تلقاه في محيطه من خلال تلك التنشئة‪.‬‬              ‫ب�ني ع�وام�ل ي�ؤث�ر بعضها على بعض‪،‬‬              ‫وال�ق�ان�ون�ي‪ ،‬وال��دول��ة وح�ده�ا تتمتع‬        ‫مما يثقل كاهل الاقتصاديات الوطنية‬            ‫ليس القصد من العنف المجتمعي‬
‫هل يجوز لنا أن نتوسل بتأويل لا‬                   ‫بنسب ومقادير و درج�ات متفاوتة من‬                ‫بحق الاستخدام المشروع للقوة لضمان‬               ‫نتيجة نقص الإق�ب�ال على الاستثمار‪،‬‬           ‫تلك الح��الات المعزولة التي يتم ظهور‬
‫يخلو من التعميم فنقول م ًعا إن العنف‬             ‫بيئة اجتماعية لأخرى‪ ،‬الشيء الذي يفرز‬            ‫اح�ت�رام القانون‪ ،‬وه�ي وحدها تتحمل‬              ‫ونقص إقبال على السياحة‪ ،‬وتعطيل‬               ‫ال�ع�ن�ف فيها بشكل ع�ف�وي‪ ،‬وتلقائي‪،‬‬
‫المجتمعي نتاج وكلفة للمرحلة الانتقالية‬           ‫صورا لا حصر لها من العنف سوء من‬                 ‫كلفة الأمن‪ ،‬وكلفة الدفاع‪ ،‬وكلفة العدالة‪،‬‬        ‫الخ�دم�ات الاجتماعية‪ ،‬انحطاط جودة‬            ‫كمجرد فعل أو رد فعل وليد لحظة أمام‬
‫للمجتمعات‪ ،‬الشبيهة بمجتمعي‪ ،‬حيث‬                  ‫حيث المجال‪ ،‬أو من حيث الأسلوب‪ ،‬أو‬               ‫وكلفة حماية الحقوق وصيانتها‪ .‬ولا‬                ‫الح�ي�اة‪ ،‬ون�ق�ص ال�ق�درة ع�ل�ى ال�رع�اي�ة‬   ‫حدث أو سلوك أو موقف عابر‪ .‬فلم تعد‬
‫تشهد تصدعا متواترا في ال�رؤي�ة‪ ،‬في‬               ‫من حيث الحدة‪ ،‬أو من حيث الفاعل‪ ،‬أو‬              ‫وجود للعدالة في الدولة الحديثة خارج‬             ‫توترات الحياة اليومية نتيجة التوجس‬           ‫جغرافيا العنف منحصرة في التوصيف‬
‫الاستشراف‪ ،‬في المرجعيات‪ ،‬وفي القيم‪،‬‬                                                              ‫القوانين‪ ،‬و خ�ارج المؤسسات‪ ،‬وخ�ارج‬              ‫والخوف على الأمن والسلام والسكينة‪.‬‬           ‫التقليدي للجريمة‪ ،‬حيث يمكن ملاحقة‬
‫ولكنها تشهد في نفس الوقت ترمي ًما‬                                   ‫من حيث المستهدف‪.‬‬                                                             ‫تح�ت�د خ��ط��ورة ال�ع�ن�ف المجتمعي‬           ‫المنحرفين والمطلوبين للعدالة‪ .‬العنف‬
‫وإع�ادة بناء للذات الفردية والجماعية‪،‬‬            ‫والعنف المجتمعي يولد أولا مرة‬                                         ‫السلطات العامة‪.‬‬           ‫حينما يتحول م�ن س�ل�وك إل�ى سلطة‪،‬‬            ‫المجتمعي يكتسح المؤسسات التعليمية‬
‫يم��ا ت�ق�ت�رن ب��ه ه���ذه الم�رح�ل�ة م��ن آلام‬  ‫كشعور وإح�س�اس‪ ،‬ويتحول بالتدريج‬                 ‫لكن هذا المفهوم لا يغفل عن التساؤل‬              ‫فيصبح العنف أسا ًسا لسلطة تستهدف‬             ‫بمختلف درج��ات��ه��ا‪ ،‬يكتسح الم�الع�ب‬
‫الم�خ�اض وال���ولادة؟ أم أنها ف�ي الواقع‬         ‫إلى فكرة‪ ،‬وعقيدة‪ ،‬ثم إلى سلوك وفعل‪،‬‬             ‫والبحث حول ما إذا كانت القوانين دوما‬            ‫تطبيق فهمها الخاص للعدالة‪ ،‬وتصبح‬             ‫ال�ري�اض�ي�ة‪ ،‬يكتسح ال�ع�م�وم والفضاء‬
‫أزمة القيم المجتمعية؟ أم نحن أمام أزمة‬           ‫وأخ�ي�را يمكن أن يصير سلطة وآلية‬                ‫ع�اب�رة‪ ،‬على أس��اس مبدأين متلازمين‬             ‫العدالة سلطة للأفراد ب�دلا من الدولة‪.‬‬        ‫العام ومختلف المراكز التجمعية‪ ،‬وحتى‬
‫في المجتمع المغربي بالذات؟ أم أننا أمام‬          ‫للضغط وال�ت�ح�ك�م‪ .‬ن�ع�م إن��ه ي�ب�دأ في‬        ‫أولهما خضوع الجميع لعدالة المساواة‬              ‫سنقول إذن‪ ،‬إن مظاهر استخدام العنف‬
‫فشل المنظومة التربوية والتعليمية؟‬                ‫آل�ي�ة للضغط وال�ت�ح�ك�م‪ ،‬نعم إن�ه يبدأ‬         ‫أم��ام ال�ق�ان�ون ب��دون تم�ي�ز؛ وثانيهما‬       ‫من أجل الاقتصاص أو ما أخذ تسمية‬                                    ‫داخل المواصلات‪.‬‬
‫أم أننا أمام إفلاس النموذج التنموي؟‬              ‫ويولد كشعور وإح�س�اس متنامي لدى‬                 ‫تحقيق الإنصاف وه�و منح كل ف�رد ما‬               ‫«العدالة الخاصة» عن غير حق‪ ،‬كما قال‬          ‫ال�ع�ن�ف المجتمعي يشمل مختلف‬
‫أم نحن أم��ام ان�ع�دام الثقة ف�ي الدولة‬          ‫أفراد بعدم المساواة‪ ،‬بما يفرزه الشعور‬                                                           ‫أستاذنا‪ ،‬إما أن تكون هناك عدالة عامة‬         ‫الم�راح�ل العمرية م�ن الطفولة أي من‬
                                                 ‫م��ن إح��ب��اط وم��ن إح��س��اس ب�الإق�ص�اء‬                                    ‫يستحقه‪.‬‬           ‫أو لا تكون بالمرة‪ ،‬في هذا الاقتصاص‪،‬‬          ‫ممارسات العنف من طرف الأطفال إلى‬
                           ‫والمؤسسات؟‬            ‫والتهميش‪ ،‬وبالتالي بانعدام الثقة في‬             ‫إن ذل��ك ي�ف�رض ت�ع�دي�ل وم�الئ�م�ة‬             ‫ي�ت�ح�ول ال�ع�ن�ف إل���ى ج���زاء و ت�وق�ي�ع‬  ‫مرحلة المراهقة والشباب ثم الكهولة‪...‬‬
‫كيف يمكن استحداث آليات قانونية‬                   ‫مؤسسات الدولة وقوانينها‪ ،‬وفي هيئات‬              ‫ال�ق�وان�ني م�ع اح�ت�ي�اج�ات و متطلبات‬          ‫للعقوبات على مخالفين‪ ،‬باسم الدين‬             ‫وي�س�ت�وي ف�ي ذل��ك ال��ذك��ور و الإن���اث‪.‬‬
‫صارمة لمقاومة العنف والوقاية منه في‬              ‫المجتمع الم�دن�ي‪ ،‬ويتحول ذل�ك الشعور‬            ‫المجتمع‪ ،‬ال�ت�ي ه�ي متحولة ومتغيرة‬              ‫وباسم القيم الأخلاقية‪ ،‬وتصبح العدالة‬         ‫العنف المجتمعي يقصد الجميع‪ ،‬فهو‬
‫الوسط الأسري‪ ،‬أو في الوسط المدرسي‬                ‫والإح��س��اس إل��ى ج�ن�وح ن�ح�و ال�غ�ل� ّو‬      ‫على الدوام‪ .‬والعنف المجتمعي أخرجته‬              ‫تقديرا خ�ا ًص�ا ب�أف�راد وليس بالدولة‪،‬‬       ‫ظاهرة سوسيولوجية شاملة‪ ،‬من العنف‬
‫والجماعي؟ كيف يمكن النهوض أكثر‬                   ‫والتطرف‪ ،‬وإذا تضافر كل ذلك مع تلوث‬              ‫ال��دراس��ات و ال�ب�ح�وث م�ن م�ج�ال علم‬         ‫وتصبح العدالة حق الأفراد وليس حق‬             ‫ضد الم�رأة‪ ،‬إلى العنف ضد الطفل‪ ،‬إلى‬
‫ف�أك�ث�ر لم��ؤس��س��ات ال��ت��ي ت�ت�ح�م�ل عبأ‬    ‫جهنم الفقر والبطلة و الج�ه�ل تحول‬               ‫الإج���رام إل�ى رح��اب العلوم الإنسانية‬         ‫المجتمع‪ .‬يغدو الاقتصاص اعتداء على‬            ‫العنف ض�د الأص���ول‪ ،‬إل�ى العنف ضد‬
‫ح�ف�ظ الأم���ن وتح�ق�ي�ق ال��ع��دال��ة؟ كيف‬      ‫العنف إلى سلوك تغذيه مظاهر التنشئة‬              ‫المتعددة‪ ،‬بد ًءا من علم النفس بتفريعاته‪،‬‬                                                     ‫ال���ذات‪ .‬و م�ن ع�ن�ف الم�رب�ني و أس��ادة‬
‫يمكن التفكير والعمل من أجل صياغة‬                 ‫الاجتماعية و المحيط الاجتماعي‪ ،‬بد ًءا‬           ‫إلى علم النفس المعرفي‪ ،‬إلى علم النفس‬                  ‫سلطة الدولة‪ ،‬وعلى حق المجتمع‪.‬‬          ‫التعليم‪ ،‬إلى العنف رجال الأمن‪ ،‬وداخل‬
‫نموذج جديد للمواطنة يقوم على ثقافة‬               ‫بدور الأسرة إلى دور المدرسة والشارع‬             ‫الاجتماعي‪ ،‬إلى علم النفس التربوي‪ ،‬ثم‬            ‫إن الاقتصاص في الواقع تقويض‬                  ‫الإدارات‪ ،‬ثم إلى عنف رموز الدولة‪ .‬فهل‬
‫الحق والواجب معا‪ ،‬ويستجيب لشعار‬                  ‫فظاءات العمل‪ ،‬دون أن ُيغفل دور الإعلام‬          ‫من علم الاجتماع وصلب علوم التربية‪،‬‬              ‫لمفهوم الدولة الحديثة‪ .‬هذا لأن الاعتداء‬      ‫يجوز أن نقول مع الفيلسوف الإنجليزي‬
‫المجتمع الح�داث�ي ال�ق�ائ�م ع�ل�ى سلطة‬                                                           ‫إل�ى علم الاق�ت�ص�اد‪ ،‬دون إغ�ف�ال العالم‬                                                     ‫«هورس»‪ :‬حينما يدخل الكل في حرب مع‬
                                                             ‫في صناعة العنف وتغذيته‪.‬‬                                                                                                          ‫الكل حيث نكون أمام حالة من الوحشية‬
                      ‫القانون والعدالة؟‬          ‫يمكن أن أشير إلى خلاصة تقرير من‬                                                ‫الثقافي‪.‬‬
‫كيف يمكن التفكير والعمل من أجل‬                   ‫بإنجاز مرصد الإعلام في شمال إفريقيا‬             ‫والعنف المجتمعي ظاهرة مركبة‪ ،‬بل‬                                                                               ‫فلا أمان لأحد من أحد‪.‬‬
‫اختفاء ثقافة العنف مع كل القيم التي‬              ‫والشرق الأوسط‪ ،‬يهتم بالإعلام و حرية‬                                                                                                          ‫يؤكد تقرير أممي حول العنف لسنة‬
‫تدعمها وت�دع�و إل�ي�ه�ا؟ كيف يمكن أن‬             ‫التعبير وحقوق الإنسان بالمنطقة‪ ،‬وتلك‬                                                                                                         ‫‪ 2002‬حرفيا ‪ ،‬حاولت أن أنقل‪ ،‬أن العنف‬
‫ننظر ونؤطر لتأهيل المواطن لكي يلعب‬               ‫الخ�الص�ات تم نشرها أم�س لأك�ث�ر من‬                                                                                                          ‫المجتمعي إنما هو موروث يجدد نفسه‬
‫دوره الفاعل في استنبات قيم جديدة‬                 ‫‪ 18‬س�اع�ة ب�أح�د الم�واق�ع الإل�ك�ت�رون�ي�ة‪،‬‬                                                                                                 ‫بنفسه إذ تتعلم الأج�ي�ال أللاحقة من‬
‫للمواطنة؟ وبالفعل ف�إن أسئلة تأهيل‬               ‫ومن خلاصات التقرير أن خمس صحف‬                                                                                                                ‫عنف الأجيال السابقة‪ ،‬ويتعلم الضحايا‬
‫الثقافة في المجتمع المغربي بقدر ما تعيد‬          ‫ورقية تصدر بالعربية في المغرب تحمل‬                                                                                                           ‫من ال ُجناة‪ .‬ويضيف التقرير إنه يجب‬
‫السياسة الثقافية لطاولة النقاش العام‬             ‫خ�ط�اب�ات الح�ق�د وال�ك�راه�ي�ة م�ن خ�الل‬                                                                                                    ‫الان�ت�ب�اه إل�ى أن ال�ظ�روف الاجتماعية‬
‫المرتبط بالمؤسسات العمومية‪ ،‬بقدر ما‬              ‫الكلمات وال�ص�ور ورس�م الكاريكاتير‪،‬‬                                                                                                          ‫ال�ع�ام�ة ه��ي ال��ت��ي تح�ض�ن وتح�ت�ض�ن‬
‫تجعلنا نستحضر ال�ت�ف�اع�ل الح�اص�ل‬               ‫وأن ‪ 61‬في مئة من تلك الخطابات تهم‬                                                                                                            ‫العنف وتسمح بتناسله و استمراره‪ ،‬ولا‬
‫ب�ني ق�ي�م الم��واط��ن��ة‪ ،‬وف��ي ه��ذا ال�ب�اب‪،‬‬  ‫المجال السياسي وتستهدف مسؤولين‬                                                                                                               ‫توجد دولة ولا مدينة ولا جماعة منيعة‬
‫يم�ك�ن ال��رج��وع إل��ى ال�ت�وص�ي�ات التي‬        ‫سياسيين و أح�زاب سياسية‪ .‬والناتج‬
‫انتهى إليها تقرير المجلس الاقتصادي‬               ‫أن���ه م��ن خ�ل�ال ت�ف�اع�ل ت�ل�ك ال�ع�وام�ل‪،‬‬                                                                                                             ‫عن العنف أو ع ّمن يرتكبه‪.‬‬
‫والاجتماعي والبيئي لسنة ‪ ،2012‬وهو‬                ‫والشعور بالإحباط والتهميش والفقر‬                                                                                                             ‫ال��ع��ن��ف إذن ظ��اه��رة اج�ت�م�اع�ي�ة‬
‫التقرير الذي سعى إلى بلورة مصداقية‬               ‫والجهل تنامت مشاعر الحقد والكراهية‬                                                                                                           ‫ك�اس�ح�ة‪ ،‬ب��ل ه��و ب�ل�اء ع�الم�ي وت�ه�دي�د‬
‫فكرية و ثقافية واضحة المعالم يلتقي‬               ‫لتنشأ شخصية عدوانية ترى في أفراد‬                                                                                                             ‫متج ّلي يشكل تح�دي�ا عالميا م�ن حيث‬
‫حولها الجميع‪ ،‬على أس�اس أن تكون‬                  ‫والم�ج�ت�م�ع والم��ؤس��س��ات أع����داء تجب‬                                                                                                   ‫كونه يعصف بقيم التعايش المشترك‪،‬‬
‫محكومة بم�ذك�رات ب�ني ج�ل المتدخلين‪،‬‬                                                                                                                                                          ‫وق�ي�م ال�ت�س�ام�ح وال�ت�ض�ام�ن و السلم‬
‫لصياغة سياسة عمومية للشباب من‬                                                 ‫مقاومتهم‪.‬‬                                                                                                       ‫والأم�ن والسلامة والصحة والسكينة‪.‬‬
‫شأنها أن تي ّسر سيبل مواجهة ظاهرة‬                ‫العنف المجتمعي في نهاية المطاف‬                                                                                                               ‫وهو في نهاية المطاف يستهدف تقويض‬
‫ال�ع�ن�ف الم�ج�ت�م�ع�ي ب�ج�م�ي�ع ك�وام�ن�ه�ا‬     ‫إفراز طبيعي لتنشئة أسرية غير سوية‪،‬‬                                                                                                           ‫الح�ض�ارة و الهوية والأخ�ل�اق العامة‪.‬‬
                                                 ‫ولأوضاع اقتصادية متدهورة‪ ،‬ولعلاقات‬                                                                                                           ‫ويم�ك�ن أن تخمن الكلفة الاق�ت�ص�ادي�ة‬
                   ‫وتجلياتها‪ ...‬وشك ًرا‪.‬‬         ‫اجتماعية يكتنفها الحقد والكراهية‪،‬ثم‬                                                                                                          ‫المرتفعة والمهولة للعنف نتيجة الاعتداء‬
                                                 ‫لاع��ت��ب��ارات ث�ق�اف�ي�ة ي�ح�ك�م�ه�ا الج�ه�ل‬                                                                                               ‫ع�ل�ى ال�س�الم�ة الج�س�دي�ة ل�ألش�خ�اص‬
   5   6   7   8   9   10   11   12   13   14   15