Page 16 - مغرب التغيير PDF
P. 16

‫‪16‬‬                                                                                                              ‫خاص‬

‫العدد‪ - ٥٩ :‬من ‪ 1‬إلى ‪ ٣١‬يناير ‪٢٠١٧‬‬

                   ‫‪ .2‬توصيات موجهة لوزارة العدل والحريات‬                                                           ‫وقد برز هذا الأمر جليا في جميع مراحل مسار عملية الإيداع‪:‬‬                                                               ‫التحليل السببي للإيداع‬
‫عـدم الـلـجـوء لـإيـداع فـي المـؤسـسـات والـحـرمـان مـن الـحـريـة إلا‬                                            ‫غالبا ما تشكل عملية الإيـداع أول تدبير يتم اللجوء إليه‪ ،‬مما‬                      ‫إذا كـان هناك تعدد في الأسـبـاب الكامنة وراء إيـداع الأطـفـال في‬
                                                                                                                                                                                                  ‫مـؤسـسـات‪ ،‬فـإنـه مـن الأهمية بمكان الإلمـام بها جـيـدا مـن أجـل تنفيذ‬
                                                        ‫كملاذ أخير؛‬                                                                     ‫يؤدي إلى العديد من الإيداعات غير المناسبة؛‬
‫تفضيل عملية التكفل بالأطفال في وضعية صعبة في الوسط‬                                                               ‫لا تضمن طرق مشاركة الأطفال في المسار القضائي حق الطفل‬                                                                      ‫التدابير الوقائية الملائمة‪.‬‬
                                                                                                                                                                                                                            ‫‪ .1‬الحرمان من المحيط الأسري الواقي‬
                                  ‫الطبيعي على الإيداع في مؤسسة؛‬                                                         ‫في الاستماع إليه وفي التوفر على مساعدة قانونية مناسبة؛‬                    ‫يعتبر وجود محيط أسري واق ضروريا لضمان حماية الأطفال‬
‫إعـمـال الـوسـائـل المــاديــة والمــــوارد الـبـشـريـة الـضـروريـة لـتـأمـن‬                                     ‫لا يـوفـر المـحـيـط المـؤسـسـاتـي الــشــروط الــازمــة لأمــن الأطـفـال‬         ‫وتفتحهم ونموهم المتناسق‪ .‬والحال أن أغلبية الأطفال في وضعية‬
‫التطبيق الفعلي للقوانين والإجراء ات القضائية لضمان حق الأطفال‬                                                                                                                                        ‫صعبة محرومة من هذا المحيط‪ ،‬ويعود ذلك إلى الأسباب التالية‪:‬‬
‫فـي الاسـتـمـاع إلـيـهـم وإخــبــارهــم‪ ،‬والـحـق فـي المـسـاعـدة الـقـانـونـيـة‬                                                                 ‫وحمايتهم ونموهم البدني والنفسي؛‬                   ‫غياب الأسر‪ :‬وفاة‪ ،‬إهمال‪ ،‬انفصال‪ ،‬طلاق‪ ،‬وجود أحد الوالدين‬
                                                                                                                           ‫يشكل العنف وسيلة التأديب المعتادة في المؤسسات؛‬
           ‫المناسبة‪ ،‬والحق في الحماية وفي تكفل ملائم ذي جودة؛‬                                                    ‫يستند التكفل بالأطفال على الحراسة والمراقبة بهدف السيطرة‬                                                                                  ‫في السجن؛‬
             ‫ضمان تتبع وتقييم ممنهج لمدى تطبيق القوانين‪.‬‬                                                              ‫على الطفل والتحكم فيه ويتم ذلك على حساب حمايته ونموه؛‬                       ‫اخـتـال الأســر‪ :‬مـعـانـاة الـوالـديـن مـن اضـطـرابـات نفسية أو من‬
                                                                                                                 ‫تـتـمـيـز المـراجـعـة الــدوريــة لأوضــاع الأطـفـال المـودعـن مـن طـرف‬
‫‪ .3‬تـوصـيـات مـوجـهـة لــوزارة الـشـبـاب والـريـاضـة فـي مـا يتعلق‬                                                                                                                                 ‫سلوكيات إدمانية؛ الوالدان عنيفان و‪/‬أو يسيئان معاملة أطفالهم؛‬
                                                                                  ‫ببنيات استقبال الأطفال‬                       ‫القضاة بالعشوائية‪ ،‬مما يؤدي إلى إيداع طويل المدة؛‬                  ‫هشاشة الأشر‪ :‬فقر‪ ،‬بطالة‪ ،‬مرض أو إعاقة‪ ،‬أسر قروية أو تعيش‬
‫مراجعة شاملة للإطار القانوني والإداري لمراكز حماية الطفولة‬                                                       ‫غياب تتبع الطفل بعد مغادرته للمؤسسة مما لا يسمح بإعادة‬
‫بشكل يضمن المصلحة الفضلى للطفل‪ ،‬وتمكين موظفي هذه المراكز‬                                                                                                                                                                                           ‫في مناطق معزولة؛‬
‫من القيام بعملهم في أحسن الظروف؛‬                                                                                                           ‫تأهيله وإدماجه اجتماعيا بشكل مستدام؛‬                   ‫ولذا‪ ،‬يجد الأطفال أنفسهم متروكين لمسيرهم يتحملون مسؤولية‬
‫وضـع معايير منظمة لبنيات الاستقبال مطابقة لتلك المعمول‬                                                           ‫إن آلـيــات الـتـظـلـم لـيـسـت مـتـاحـة لـأطـفـال ضـحـايـا الـعـنـف أو‬           ‫أنفسهم بمفردهم‪ ،‬أو يتعرضون للاعتداء وسوء المعاملة والاستغلال‪،‬‬
                                    ‫بها فيما يتعلق بحقوق الطفل؛‬                                                                                                                                    ‫أو يتشردون في الشوارع‪ ،‬أو يسقطون في هاوية الإدمان والجنوح؛‬
‫تـحـديـد ووضــع آلـيـات وصـيـغ لـلـمـراقـبـة والإشــــراف عـلـى هـذه‬                                                                                          ‫التعسف أو الاستغلال‪.‬‬                ‫يــودع الأطـفـال المـحـرومـون مـن مـحـيـط أســري فـي المـراكـز بسبب‬
‫تـوالطـنابمـقـوهـواكمـذاع اكلملـعاـلاميـعايـيريارلمـاُلعـتتـيمـدتة‪،‬ساخهـام فصـية‬  ‫المـؤسـسـات‪ ،‬بـهـدف تـقـيـيـم‬  ‫وبـهـدف مـاء مـة إيـداع الأطـفـال مـع قـواعـد اتفاقية حـقـوق الطفل‬               ‫غـيـاب سـيـاسـة أسـريـة (دعـم نـفـسـي‪-‬اجـتـمـاعـي واقـتـصـادي‪ ،‬مساعدة‬
                                                                                  ‫الكرامة‪ ،‬المشاركة‪ ،‬الحماية‬     ‫ومقتضياتها‪ ،‬فإن المجلس الوطني لحقوق الإنسان يقدم التوصيات‬                        ‫على الأبوة) وغياب تدابير بديلة لإيداع الأطفال في المراكز (صعوبة‬
                                    ‫ضمان المصلحة الفضلى للطفل؛‬
‫وضــع نـظـام مـعـلـومـات مـركـزي مــوثــوق‪ ،‬مـن أجــل تـتـبـع تـطـور‬                                                                                                          ‫التالية‪:‬‬               ‫الحصول على الكفالة‪ ،‬وغياب مقتضيات مقننة لأسر الاستقبال‪).‬‬
‫أوضاع وأعداد الأطفال المودعين في المركز‪.‬‬                                                                                                           ‫‪ .1‬توصيات موجهة للحكومة‬
                                                                                                                                          ‫‪ .1.1‬على مستوى السياسات العمومية‬                                                                ‫‪ .2‬الإدمان على المخدرات‬
                ‫‪ .4‬توصية خاصة بآلية للتظلم ملائمة للأطفال‬                                                        ‫• وضـع سـيـاسـة وطـنـيـة مـنـدمـجـة لـحـمـايـة الأطـفـال تـرتـكـز على‬            ‫يعرف سن الأطفال المدمنين على المخدرات انخفاضا متواترا‪ ،‬كما‬
‫وأخيرا‪ ،‬وبهدف حماية الأطفال ضد جميع أشكال العنف وسوء‬                                                             ‫تنفيذ المبادئ العامة لاتفاقية حقوق الطفل ومقتضياتها‪ .‬ولابـد أن‬                   ‫أن التزود بمختلف أنواعها أصبح ميسرا نسبيا‪ .‬ويشكل النقض في‬
‫المعاملة والتعسف والاسـتـغـال‪ ،‬فـإنـه مـن الـازم وضـع وإعـمـال آلية‬                                                                                                                               ‫البرامج الخاصة بهذه الفئة عائقا أمـام الوقاية المستدامة والتكفل‬
‫مـسـتـقـلـة لـلـتـظـلـم لـفـائـدة الأطـفـال‪ ،‬سـهـلـة الـولـوج‪ ،‬ومـيـسـرة لجميع‬                                                                                  ‫تشمل هذه السياسة‪:‬‬
‫الأطــفــال بـــدون أي تـمـيـيـز‪ ،‬ضـامـنـة لـحـمـايـة الأطــفــال ومـصـلـحـتـهـم‬                                                                          ‫عدالة ملائمة للأطفال‪،‬‬                                                   ‫سهل الولوج من لدن هؤلاء الأطفال‪.‬‬
                                                                                                                 ‫برامج للتكفل السامل وللتتبع سهلة الولوج من لدن الأطفال في‬                        ‫يـعـامـل الأطـفـال المـتـعـاطـون لـلـمـخـدرات كـمـا لـو أنـهـم جـانـحـون‬
                                                           ‫الفضلى؛‬                                               ‫تماس مـع الـقـانـون‪ ،‬سـواء كـانـوا ضحايا أو شـهـودا أو مرتكبي فعل‬                ‫ويــودعــون فـي مـؤسـسـات غـيـر مـؤهـلـة لـلـتـكـفـل بـهـم‪ .‬وتـبـقـى بـرامـج‬
                                                                                                                 ‫جرمي‪ ،‬أو في وضعية صعبة‪ ،‬برامج للدعم الأشري وللمساعدة على‬
                              ‫‪ .5‬توصيات ذات طابع استعجالي‬                                                        ‫الأبـوة‪ ،‬الـوقـايـة‪ ،‬التدابير البديلة للحرمان مـن الحرية ولـإيـداع في‬                           ‫الوقاية والتكفل الموجهة للأطفال المدمنين غير كافية‪.‬‬
‫واعتبارا للوضعية المقلقة لعدد كبير من الأطفال المودعين‪ ،‬وفي‬                                                      ‫المـؤسـسـات‪ .‬كما يتعين أن يتم تمكين هـذه السياسات العمومية من‬
‫انتظار تنفيذ التوصيات المذكورة أعلاه‪ ،‬فإن المجلس الوطني لحقوق‬                                                    ‫الموارد البشرية والمادية اللازمة‪ ،‬وإخضاعها لآليات التتبع والتقييم‬                                                              ‫‪ .3‬جنوح الأحداث‬
‫الإنسان يوصي الجهات المسؤولة التابعة لوزارتي العدل والحريات‬                                                                                                                                       ‫إن جـنـوح الأحــداث نـاتـج عـن مجموعة مـن الـعـوامـل‪ :‬الهشاشة‪،‬‬
‫والـشـبـاب والـريـاضـة بــالإســراع بــإجــراء تـقـيـيـم لـلـوضـعـيـة الـحـالـيـة‬                                                                                          ‫والمساء لة‪.‬‬            ‫التمدن الفوضوي‪ ،‬عدم الولوج إلى الخدمات الاجتماعية الأساسية‪،‬‬
                                                                                                                 ‫الـتـعـيـن الــواضــح لـلـهـيـئـة المــنــاط بـهـا تـنـسـيـق إعــمــال وتـتـبـع‬  ‫العنف‪ ،‬الإقـصـاء‪ ،‬الإدمـان‪ ،‬الفشل الـدراسـي أو الهدر المـدرسـي‪ ،‬غياب‬
                            ‫للأطفال المودعين في مؤسسات من أجل‪:‬‬                                                                                                                                    ‫الأسر أو اختلالها‪ ،‬رفقة السوء‪ ،‬نقض في فضاء ات الاستماع الموجهة‬
‫المبادرة بمراجعة التدابير المتخذة بناء على أمر قضائي كيف ما‬                                                                              ‫السياسة الوطنية المندمجة لحماية الأطفال‪.‬‬                 ‫لـأطـفـال والـسـبـاب وقـسـور فـي الـبـرامـج الـتـربـويـة المـنـاسـبـة‪ .‬يخشى‬
‫كان نوعها وذلك من أجل تمكين الأطفال من الاستفادة من الضمانات‬                                                     ‫تـوضـيـح أدوار ومـسـؤولـيـات أهـم الــوزارات والـقـطـاعـات المعنية‬               ‫الـلـجـوء إلـى إجــراء الـحـرمـان مـن الـحـريـة بـالأسـبـقـيـة حـتـى بالنسبة‬
‫التي ينض عليها القانون؛ تقييم الوضع الصحي للأطفال وتمكينهم‬                                                       ‫ولاسـيـمـا وزارة الـعـدل والـحـريـات‪ ،‬وزارة الـشـبـاب والـريـاضـة‪ ،‬وزارة‬         ‫للأطفال الذين ارتكبوا جنحا بسيطة‪ ،‬بسبب عدم وجود تدابير بديلة‬
                                                                                                                 ‫التضامن والأسـرة والمـرأة والتنمية الاجتماعية ومؤسسة التعاون‬
                                               ‫من العلاجات اللازمة؛‬                                                                                                                                                                                       ‫لهذا الإجراء‪.‬‬
‫القيام‪ ،‬في أسرع وقت‪ ،‬بالأبحاث العائلية قصد تقييم الأوضاع‬                                                                                                                     ‫الوطني‪.‬‬
‫والروابط العائلية‪ ،‬بهدف تمكين القضاة من اعادة النظر في التدابير‬                                                  ‫تنظيم مناظرة وطنية حـول مراكز حماية الطفولة تشارك فيها‬                                              ‫خلاصات وتوصيات‬
‫المتخذة في حق الأطفال‪ ،‬وإعادة إدماجهم في أسرهم كلما أمكن ذلك‪،‬‬                                                    ‫جميع الأطــراف المـنـخـرطـة فـي مـجـال حـمـايـة حـقـوق الـطـفـل‪ ،‬مـن أجـل‬
                                                                                                                                                                                                  ‫مكنت الـزيـارات المـيـدانـيـة لمـراكـز حماية الـطـفـولـة‪ ،‬الـتـي قـام بها‬
                               ‫وبما يراعي المصلحة الفضلى للطفل‪.‬‬                                                                             ‫وضع سياسة عمومية شاملة ومندمجة‪.‬‬                       ‫المجلس الوطني لحقوق الإنسان‪ ،‬من الوصول إلى ملاحظات مفادها‬
                                                                                                                                      ‫‪ .1.2‬على مستوى التكوين وتقوية القدرات‬                       ‫أن إيـداع الأطفال في هذه المراكز غير ملائم لقواعد ومعايير اتفاقية‬
                                                                                                                 ‫وضع استراتيجية للتكوين (الأساسي والمستمر) لفائدة العاملين‬
                                                                                                                 ‫المتدخلين لدى الأطفال في تماس مع القانون‪ :‬ضباط الشرطة والدرك‪،‬‬                                                                           ‫حقوق الطفل‪.‬‬
                                                                                                                 ‫القضاة‪ ،‬والنيابة العامة وقضاة التحقيق والطاقم التربوي ومديرو‬
                                                                                                                 ‫المراكز والمساعدات الاجتماعيات‪ /‬الباحثات الاجتماعيات والمحامون؛‬
   11   12   13   14   15   16   17   18   19   20