Page 13 - مغرب التغيير PDF
P. 13

‫‪13‬‬                                                                                                           ‫خاص‬

‫العدد‪ - ٥٩ :‬من ‪ 1‬إلى ‪ ٣١‬يناير ‪٢٠١٧‬‬

‫كالجرب‬  ‫مع ٍد‬  ‫بعضها‬  ‫ورئوية‪،‬‬              ‫جلدية‬  ‫بأمراض‬  ‫إصابة‬      ‫‪ 59‬حالة‬    ‫وداء‬                                                         ‫الهشاشة والحالة‪.‬‬
                                                                      ‫السل ؛‬               ‫ويجد الأطفال في وسعية صعبة (الأطفال المفصولون عن وسطهم‬
‫‪ 7‬حالات إصابة بأمراض مزمنة كداء السكري والتهاب الكبد؛‬                                      ‫الـعـائـلـي غـيـر المـائـم والمـهـمـلـون أو الأطـفـال المـتـشـردون والمـتـسـولـون‬
                      ‫‪ 16‬حالة إصابة بأمراض عقلية ونفسية ؛‬                                  ‫فـي الـشـارع) أنفسهم داخـل مـؤسـسـة مغلقة‪ ،‬مـحـرومـن مـن حريتهم‬
                                           ‫‪ 19‬حالة إعاقة بدنية وعقلية‪.‬‬                     ‫ومتقاسمين نفس الفضاء ات مع أطفال في نزاع مع القانون‪ ،‬بعضهم‬
‫وقد لوحظ أن عددا من الأطفال (ذكورا وإناثا) يعانون من مشاكل‬                                 ‫ينتظر صدور حكم في حقه والبعض الآخر محكوم عليه‪ .‬إن خليطا‬
‫الإدمــان على المـخـدرات‪ ،‬وأن الكثير منهم يحملون نـدوبـا أحدثوها‬                           ‫مـن هـذا القبيل لا يسمح بتكفل مـائـم ويـطـرح مشكلة أمـن وحماية‬
                                                                                ‫لأنفسهم‪.‬‬
‫تـوجـد قـاعـة لـلـعـاج فـي ‪ 15‬مـركـزا‪ ،‬لـكـن ‪ 6‬مـن بـن هـذه الـقـاعـات‬                               ‫الأطفال الأكثر هشاشة‪ ،‬وخاصة الأطفال دون سن ‪ 12‬سنة‪.‬‬
‫فقط تتوفر على تجهيزات وأدوات علاجية‪ .‬ولا توجد ممرضة إلا في‬                                 ‫وتوجد تباينات كبيرة بين المراكز‪ ،‬فبعضها يشغله عدد قليل من‬                                   ‫هناك تباين بين حالت الأطـفـال في وضعية صعبة المـودعـن في‬
‫ستة مراكز‪ ،‬كما أن الطبيب المتعاقد معه لا يحضر إلى المركز لفحص‬                              ‫الأطفال بينما البعض الآخر يشكو من الاكتظاظ‪ ،‬وقد سجل الاكتظاظ‬                                ‫المراكز‪ ،‬حيث نجد الحالات التالية‪ :‬أطفال مهملون‪ ،‬أطفال في وضعية‬
                                           ‫الأطفال إلا في حالات الاستعجال‪.‬‬                 ‫أسـاسـا فـي بنيات استقبال الفتيات الـتـي ل يـتـجـاوز عـددهـا خمسة‬                           ‫الشارع‪ ،‬أطفال متسولون‪ ،‬طفلات أمهات وأطفال منحدرون من أشر‬
‫وإذا كان الأطفال المرضى ينقلون إلى أقرب مستوصف‪ ،‬فإن غياب‬
‫وسيلة نقل في بعض المـراكـز يجعل الأطـفـال الذين قد يصابون ليلا‬                                                                                           ‫مراكز‪.‬‬                                                                         ‫تعاني من اختلالات‬
               ‫بوعكة صحية لا ينقلون إلى المستوصف إلا في الغد‪.‬‬                              ‫وبسبب التوزيع الجغرافي للمراكز‪ ،‬وكذا الإيداع الذي يتم حسب‬                                                                      ‫(‪.)Familles dysfonctionnelles‬‬
‫كما أنـه لا يتم إعـام وتحسيس العاملين فـي المـراكـز بالأساليب‬                              ‫شـغـور الأمـاكـن‪ ،‬فكثيرا مـا يجد بعض الأطـفـال أنفسهم مـودعـن في‬                            ‫وفـيـمـا يـخـض إيــداع الأطـفـال فـي نـزاع مـع الـقـانـون‪ ،‬فـإن أسبابه‬
‫الوقائية وبالعلاجات الأولية الضرورية في حالات الاستعجال الطبي‪.‬‬                             ‫مراكز نائية عن أماكن سكناهم‪ ،‬وبالتالي عن عائلاتهم‪ .‬علاوة على‬                                ‫تتمثل أساسا في الاعـتـداء على الأشـخـاص أو الممتلكات أو الأمـن أو‬
‫وحـن حـلـولـهـم بـالمـراكـز‪ ،‬لا يستفيد الأطـفـال بـشـكـل تـلـقـائـي من‬                     ‫أن بعض المراكز جد نائية عن الدوائر القضائية‪ .‬وبفعل هذا البعد‪،‬‬                                                ‫النظام العام أو الآداب (أنظر الرسم البياني أسفله‪).‬‬
‫الفحص الطبي‪ ،‬ذلك أن هذا الإجراء رهين بالإرادة الحسنة للمديرين‬                              ‫فإنه يكون مـن الصعب توفير التتبع القضائي‪ ،‬والأبـحـاث العائلية‬
‫والأطــبــاء المـتـعـاقـد مـعـهـم‪ .‬وإذا كــان بـعـض المـديـريـن صــارمــن فـي‬              ‫والحفاظ على الروابط الأشرية‪ .‬كما أن بطء إصدار المقررات القضائية‬                             ‫وهناك أطفال يودعون بسبب حالة العود إلى ارتكاب جنح سبق‬
‫هـذا الأمـر‪ ،‬فهناك ‪ 30‬مـديـرون لا يـرون جـدوى فـي اسـتـدعـاء الطبيب‬                        ‫وانـعـدام المساعدة القانونية الملائمة (تعيين محامين في آخـر لحظة‬                            ‫الحكم عليهم وإيداعهم بسببها في المراكز‪ ،‬وينطبق هذا الوسع على‬
      ‫إليه بالعين المجردة‪.‬‬    ‫المأعاطـففـاىلبلما ُجيـرعـدرالنضـظورن‬  ‫ويعتقدون أن الطفل‬     ‫أثناء مثول الحدث أمام القاضي‪ ،‬وعدم إلمامهم جيدا بالوقائع وبحالة‬                             ‫‪ 43‬طفلا‪ .‬كما أن ‪ 11‬طفلا في وضعية صعبة أعيد إيداعهم من جديد‬
‫حين‬  ‫عـلـى الـفـحـص الـطـبـي‬                                         ‫وبـمـا أن أغلبية‬      ‫الطفل)‪ ،‬يؤديان إلى قضاء بعض الأطفال أكثر من ثلاثة أشهر في فرع‬
‫حلولهم بالمراكز (الطب العام‪ ،‬طب الأمراض العقلية والنفسية)‪ ،‬فإنه‬                                                                                                                                                                             ‫في أحد المراكز‪.‬‬
‫لا يـتـم الـكـشـف‪ ،‬فـي الـوقـت المـنـاسـب‪ ،‬عـن المـشـاكـل المـرتـبـطـة بالصحة‬                                                 ‫الملاحظة دون تقديمهم للمحكمة‪.‬‬
‫النفسية والإدمـان على المخدرات‪ ،‬الأمر الذي يجعل المربين يواجهون‬                            ‫وغالبا ما يشكل الإيداع والحرمان من الحرية أول إجراء قضائي‬                                   ‫من ضمن الأطفال المودعين المتراوحة أعمارهم بين ‪ 12‬و‪ 18‬سنة‪،‬‬
                                                                                           ‫يتم اللجوء إليه ضد الأطفال في وضعية صعبة‪ ،‬يليهم الأطفال في‬                                  ‫يـوجـد ‪ 173‬طفل (‪ )٪ 23‬ينتظرون صـدور الـقـرار القضائي النهائي‬
                                                                                                                                                                                       ‫و‪ 459‬طفل) ‪( ٪ 62‬صـدر حكم بإيداعهم في مركز من أجـل التهذيب)‬
                                                                                                                                               ‫نزاع مع القانون‪.‬‬                        ‫‪.‬أما الأطفال دون ‪ 12‬سنة‪ ،‬فهم إما في انتظار القرار القضائي النهائي‬
                                                                                                                                                                                       ‫أو مـودعـون بسبب غياب بـدائـل (غـيـاب الأشـر أو تفككها ‪،‬أطـفـال في‬
                                           ‫بمفردهم مشاكل تتجاوز قدراتهم‪.‬‬                                                         ‫‪ .2‬ظروف الحياة في المراكز‬
‫باستثناء مركز عبد السلام بناني بـالـدار البيضاء الـذي يتوفر‬                                                                      ‫• الإقـامـة‬                                                                                              ‫وضعية إعاقة)‪...‬‬
‫عـلـى طـبـيـب نـفـسـانـي‪ ،‬فــإن الأطــفــال المــودعــن بــالمــراكــز‪ ،‬الأخـــرى لا‬       ‫بـاسـتـثـنـاء مـركـز عـبـد الـسـام بـنـانـي فـي الــدار الـبـيـضـاء المـتـوفـر‬              ‫ومـمـا ينبغي تسجيله أن مـرحـلـة المـاحـظـة تـكـون‪ ،‬فـي كثير من‬
                                           ‫يستفيدون من خدمات في هذا المجال‪.‬‬                ‫على مراقد لستة إلى سبعة أطفال‪ ،‬فإن مراقد بقية المراكز الستة عشر‬                             ‫الأحيان‪ ،‬أطول من المدة القانونية (من شهر إلى ‪ 3‬أشهر)‪ ،‬وذلك بفعل‬
‫«كــان عـلـي أن أنـقـل فـتـاة تـشـكـو مـن نـوبـات صــرع خـطـيـرة إلـى‬                      ‫ُيـعنهضـاافستإل ـحاىلةذل ـالكف عصدمل‬  ‫تستقبل مـا بـن ‪ 20‬إلـى ‪ 40‬طـفـا‪ ،‬مما يترتب‬
‫المستشفى‪ .‬وبـدل الاحتفاظ بها هـنـاك‪ ،‬وصـف لها الطبيب مسكنات‬                                                                      ‫بـن الأطـفـال حسب الـسـن ووضـعـيـة الـهـشـاشـة‪،‬‬                                      ‫التأخر في إصدار القرارات القضائية‪.‬‬
‫قـويـة‪ .‬لقد انـعـزلـت الآن عـن الجميع‪ ،‬وهـي دائـمـا فـي حـالـة نـعـاس‪ .‬لا‬                  ‫تطبيق التوجيهات المتعلقة بتوزيع المراقد حسب السن بسبب النقص‬                                                                                    ‫• مدة الإيداع‬
     ‫أعرف ما الذي علي فعله لأن حالتها ستتدهور‪« .‬شهادة مربية‬                                ‫فـي عـدد العاملين (مـؤطـر واحـد كـل لـيـلـة)‪ .‬كما لا تتم سيانة الأشـرة‬
‫لا يستفيد الأطفال المصابون بإعاقة والأطفال المضطربون نفسيا‬                                                    ‫والأغطية وتغييرها بالقدر الذي يحافظ على نظافتها‪.‬‬                         ‫إن تـتـبـع الأطــفــال المــودعــن‪ ،‬الـــذي يـجـب أن يـقـوم بــه الـقـاسـي‪،‬‬
‫من المساعدة والتكفل الملائمين‪ ،‬كما أنهم لا ينقلون‪ ،‬عند الاقتضاء‪،‬‬                           ‫يضاف الى ذلك أن المراقد غير مجهزة بشكل ممنهج بخزانات ذات‬                                    ‫كما هـو منصوص على ذلـك فـي الـقـانـون‪ ،‬يظل عشوائيا‪ ،‬مما ينتج‬
‫إلــى مـراكـز مـخـتـصـة‪ .‬ولـيـس مـتـاحـا دائـمـا عــزل الأطــفــال المـصـابـن‬              ‫رفوف وأدراج ومتوفرة على مفاتيح يستطيع الأطفال وضع أغراضهم‬                                   ‫عنه‪ ،‬في كثير من الأحـيـان‪ ،‬إيـداعـات لمـدة طويلة غالبا ما تكون غير‬
‫للعزل‪ .‬وباستثناء مركز‬         ‫ُفـغـإرنـهف‬  ‫بـأمـراض معدية وذلـك بسبب انـعـدام‬              ‫الشخصية داخلها بإطمئنان‪ ،‬مما يضطر الأطفال المودعين في بعض‬                                   ‫مبررة‪ ،‬وذلك بسبب غياب مراجعة التدابير القضائية الأولية كما هو‬
‫لا يـتـم الالـتـزام بالجدولة‬               ‫عـبـد الـسـام بـنـانـي بـالـدار الـبـيـضـاء‪،‬‬    ‫المراكز (مركز مراكز للذكور‪ ،‬مركز الفقيه بن صالح ومركز برشيد) إلى‬
‫الزمنية الإجبارية للتلقيح‪ .‬كما يشكل غياب الدفتر الصحي عائقا‬                                                                      ‫وضع أغراضهم على الأرض‪.‬‬                                                                       ‫منصوص عليها في القانون‪.‬‬
‫أمام الاطلاع على المعلومات المتعلقة بتطور الحالة الصحية‪ ،‬البدنية‬                                                                 ‫• النظـافـة‬                                           ‫وتـحـتـضـن المــراكــز أطـفـالا ذوي احـتـيـاجـات جـد مـتـنـوعـة‪ ،‬مما‬
‫والنفسية‪ ،‬للأطفال‪ ،‬وخاصة الذين يقضون سنوات كثيرة في المراكز‪.‬‬                               ‫تـتـوفـر جـمـيـع المــراكــز عـلـى حـمـامـات (دوشــــات) جـمـاعـيـة‪ ،‬لكن‬                    ‫يـؤدي إلـى مزيج من الأطـفـال من أعمار متفاوتة ووضعيات مختلفة‬
‫وعـــاوة عـلـى ذلــك فــإن بـرامـج الـتـربـيـة الـصـحـيـة المـوجـهـة لـأطـفـال‬             ‫بعضها غير صالح للاستعمال (غياب الماء الساخن في مركز الفقيه‬                                  ‫(أطـفـال فـي وضـعـيـة صـعـبـة‪ ،‬أطـفـال فـي نـزاع مـع الـقـانـون‪ ،‬أطـفـال في‬
                                                                     ‫منعدمة تماما‪.‬‬         ‫بن صالح‪ ،‬ضـرورة القيام بإصلاحات في مركز الرباط ونـادي العمل‬                                 ‫مرحلة الملاحظة وأطفال في مرحلة إعـادة التربية)‪ .‬وإذا كان الذكور‬
‫ولتجاوز جوانب النقض هذه‪ ،‬فقد لجأت بعض المراكز إلى طلب‬                                      ‫الاجـتـمـاعـي بــفــاض‪ ،‬مـشـكـلـة انـخـفـاض درجـــة الــحــرارة خــال فـسـل‬                 ‫مفصولين عـن الـفـتـيـات ومـودعـن فـي مـراكـز خـاصـة‪ ،‬فـإنـه لـيـس ثمة‬
‫مساعدات من محسنين‪ ،‬كما عقدت شراكات ترمي إلى تحسين صحة‬                                      ‫اُليـمـرسـافمــحق‬  ‫وبـاقـي‬  ‫وتـتـبـايـن ظــروف الـولـوج إلـى «الــدوشــات»‬     ‫الـشـتـاء)‪.‬‬  ‫فصل رسمي حسب السن (باستثناء بعض المراكز) وحسب وضعية‬
‫الأطفال‪ :‬الكسف عن الأمراض‪ ،‬علاج الأسنان‪ ،‬والحصول على الأدوية‪،‬‬                                                 ‫مـثـا ل‬  ‫حـسـب المــراكــز‪ ،‬فـفـي مـركـز مـراكـش (ذكـــور)‬  ‫الـصـحـيـة‬
‫والـنـظـارات الـطـبـيـة‪ ،‬وإجـــراء الـفـحـوص الـطـبـيـة‪ ...‬إن حـق الأطـفـال‬                ‫للأطفال باستعمال «الدوشات» إلا مرة واحدة كل خمسة عشر يوما‪،‬‬
                              ‫المودعين في الصحة لا يحترم بشكل كامل‬                         ‫بل أحيانا مرة واحـدة كل شهر‪ .‬كما أن حالة المرافق الصحية سيئة‪،‬‬
                                                                                           ‫من حيث النظافة‪ ،‬وغالبا ما تكون بعيدة نسبيا‪ ،‬في كثير من المراكز‪،‬‬
                                                  ‫‪ .4‬الحماية والأمن‬                        ‫عن المـراقـد‪ ،‬مما يجعل الـولـوج إليها صعبا‪ .‬كما يضاف الـى ذلـك أن‬
‫يتعرض الأطفال لأشكال مختلفة من العنف البدني و‪/‬أو النفسي‪،‬‬                                   ‫مواد النظافة البدنية غير كافية هي الأخرى أو لا توزع على الأطفال‬
‫سواء من طرف بعض المربين (أنظر فقرة الانضباط والتأديب (أو من‬                                ‫بانتظام‪ .‬وهذا ما يفسر معاناة العديد من الأطفال من أمراض ناتجة‬
‫طـرف أطـفـال آخـريـن‪ .‬وقـد أكـد الأطـفـال الأقــل سـنـا تـعـرضـهـم للعنف‬                                                         ‫عن قلة النظافة‪ ،‬ومن القمل والجرب‪.‬‬
‫قبل أطفال أكبر منهم سنا أو أقوى‬            ‫األمو ُماعرنيسفيينن‪،‬عكلمياهمعبمرنوا‬  ‫والتعسف‬    ‫ورغــم أن وزارة الـشـبـاب والـريـاضـة تـخـصـص مـيـزانـيـة ضئيلة‬
‫أيضا عن شعورهم بالخوف والقلق‪،‬‬                                                   ‫منهم بنية‬  ‫لملابس الأطفال‪ ،‬فإن المراكز التي تتوصل بهبات من طرف محسنين‪،‬‬
                                                                     ‫خاصة أثناء الليل‪.‬‬     ‫تـتـدارك الأمـر وتـوزع ألبسة على الأطـفـال‪ .‬ويشعر الأطـفـال الـذيـن تم‬
‫ولــوحــظ كــذلــك‪ ،‬خــال الــزيــارات‪ ،‬أنــه أمــام عــدم وجــود مـربـن‬                   ‫استفسارهم حـول هـذا المـوضـوع بالنقص‪ ،‬ذلـك أن الملابس الممنوحة‬
‫متفرغين لمراقبة مجموعة من الأطفال‪ ،‬يتم تكليف أحد هؤلاء‪ ،‬أحيانا‪،‬‬                            ‫لـهـم إمــا مـسـتـعـمـلـة أو لا تـوافـق مـقـاسـاتـهـم بـل لـقـد شــرح كـثـيـر من‬
‫بمسؤولية المجموعة‪ ،‬وفي هذه الحالة‪ ،‬يمكن «للمسؤول» المدعم بهذا‬                              ‫المستفيدين من الملابس أنهم لم يغيروها منذ حلولهم بالمراكز (أكثر‬
     ‫التكليف أن يمارس العنف ضد أولئك الذين يتولى «حراستهم»‪.‬‬                                ‫مـن شـهـر بالنسبة لـلـبـعـض)‪ ،‬وذلـك فـي غـيـاب بـذلـة ثـانـيـة وإمـكـانـيـة‬
‫ويشكل اختلاط الأطـفـال وانـعـدام الحميمية في المـراقـد والنقض‬                                                                    ‫تنظيف تلك المتوفرة‪.‬‬
‫في التأطير عواملا قد تؤدي إلى العدوانية والعنف ويمكن أن تخلق‬                                                                     ‫• التغذية‬
                                                                     ‫توترات بين الأطفال‪.‬‬   ‫تبلغ ميزانية التغذية المرصودة يوميا لكل طفل ‪ 20‬درهما‪ ،‬مما‬
‫ولأســبــاب أخـاقـيـة‪ ،‬كــان مـن الـصـعـب الـتـطـرق مـع الأطــفــال إلـى‬                   ‫يجعلها غير كافية‪ ،‬كميا ونوعيا‪ ،‬لتغطية احتياجات الأطفال‪ .‬ورغم‬
‫مـوضـوع الاعـتـداء ات الجنسية‪ .‬لكن بعض المـؤطـريـن أشــاروا‪ ،‬خلال‬                          ‫أنه تم وضع برنامج للتغذية‪ ،‬فإن المراكز لا تستطيع تطبيقه بسبب‬
‫إجــراء المـقـابـات مـعـهـم‪ ،‬إلـى وجــود اعـتـداء ات جنسية بـن الأطـفـال‪،‬‬                                                        ‫غياب الإمكانيات‪.‬‬
‫خـاصـة وان بـعـض الأحـــداث المـحـكـوم عـلـيـهـم بـتـهـم اغـتـصـاب أطـفـال‬                 ‫«لا نأكل جيدا‪ ،‬فالتغذية غير كافية‪ ،‬وأغطية الأسرة وسخة‪ ،‬ولا‬
               ‫يتقاسمون نفض المراقد مع آخرين أقل منهم سنا‪.‬‬                                 ‫نستفيد من المـاء الساخن في المغاسل إلا نـادرا‪ ،‬ونشعر بالبرد ليلا‪.‬‬
‫«أشـعـر لـيـا بـالـخـوف‪ ،‬الأطـفـال الآخـــرون أشــرار وأقــوى مـنـي»‪.‬‬                                                            ‫«شهادة طفل»‬
                                                                     ‫(شهادة طفل)‬           ‫لا يتم دائما احترام المعايير الغذائية والمعايير الصحية للتغذية‪،‬‬
‫وبالإضافة إلى ذلك فلا توجد برامج للتربية الجنسية الموجهة‬                                   ‫وذلـك بسبب سـوء حـالـة بـعـض قـاعـات الأكـل والمـطـابـخ‪ ،‬وكـذا بسبب‬
‫لـأطـفـال بـهـدف الـتـحـسـيـس والــوقــايــة مــن الـسـلـوكـيـات الـجـنـسـيـة‬              ‫الخصاص في تجهيزات وأوانـي المطبخ‪ .‬علاوة على أن بعض المراكز‬
‫الـعـدوانـيـة‪ .‬كما يـطـرح أمـن الأطـفـال المـودعـن مشكلة فـي المـراكـز ذات‬                 ‫ل تـتـوفـر دائـمـا عـلـى طـبـاخ يـعـمـل فـيـهـا بـشـكـل دائــم (طـبـاخ متطوع‬
‫البنيات التحتية المتقادمة (أخـطـار وقـوع حـوادث)‪ ،‬وكـذا فـي المراكز‬                        ‫فـي مـركـزي الـفـقـيـه بـن صـالـح والـزيـات‪ ،‬ولا وجــود لـطـبـاخ فـي نـادي‬
‫الـتـي لا يـخـضـع الـدخـول إلـيـهـا إلــى مـراقـبـة صـارمـة كـمـا هـو الـحـال‬              ‫العمل الاجتماعي بفاس طيلة أربع سنوات)‪ ،‬إضافة إلى النقص في‬
‫بالنسبة لمـركـزي فـاس ومـراكـش‪ ،‬حيث تعرضت لهجومات بالسلاح‬                                  ‫عـدد عـمـال المـطـابـخ وافـتـقـارهـم لأي تـأهـيـل‪ .‬وأحـيـانـا يهيئ الأطـفـال‬
                      ‫الأبيض من لدن عصابات من خارج المؤسسة‪.‬‬                                ‫وجباتهم بأنفسهم خلال نهاية الأسبوع والأعياد‪ .‬وقد طالب الأطفال‬
‫بعد أن عرض أمامنا سكاكين من مختلف الأنـواع عثر عليها في‬                                    ‫المستجوبون بتحسين التغذية التي اعتبروها رديئة وغير كافية‪.‬‬
‫المـراقـد‪ ،‬تطرق المـربـي إلـى مشاكل الأمـن التي يواجهها هـو وزمـاؤه‪:‬‬                       ‫وإجـمـالا‪ ،‬لا تـوفـر ظـروف الـحـيـاة فـي المـراكـز الـحـقـوق الأسـاسـيـة‬
‫«لـديـنـا الكثير مـن المـشـاكـل الأمـنـيـة فـي المـركـز‪ .‬فـي إحـدى المــرات‪ ،‬كاد‬           ‫للأطفال المودعين‪ ،‬مما يشكل مسا بكرامتهم ويعوق نموهم البدني‬
‫أحدنا أن يموت‪ ،‬إذ طعنه أحد الأطفال بسكين في بطنه‪ ،‬وأنا شخصيا‬                                                                     ‫والنفساني‪.‬‬
‫تعرضت للاعتداء مرارا وتكرارا (كشف لنا عن جراح في يده ملتئمة‬
‫حديث)‪ ،‬حاولت منع شبان تتراوح أعمارهم ما بين ‪ 18‬و‪ 20‬سنة من‬                                                                                  ‫‪ .3‬صحة الأطفال‬
‫ولــوج المـركـز مـن أجـل اصـطـحـاب صـديـقـهـم مـعـهـم‪ ،‬فطعنني أحـدهـم‬                      ‫لوحظ خلال الزيارات الميدانية المنجزة‪ ،‬معاناة عدد من الأطفال‬
‫بسكين‪ .‬إن الأمـن غير متوفر للأطفال وعددنا قليل حيث لا يمكن أن‬
                                                                                                                                             ‫من مشاكل صحية‪:‬‬
   8   9   10   11   12   13   14   15   16   17   18