Page 15 - مغرب التغيير PDF
P. 15

‫‪15‬‬                                                                                                                                                                 ‫خاص‬

‫العدد‪ - ٥٩ :‬من ‪ 1‬إلى ‪ ٣١‬يناير ‪٢٠١٧‬‬

‫مقام ضباط الشرطة القضائية المكلفين بحماية الأحـداث والعاملين‬                                                                                                        ‫للعقوبات البدنية والإهـانـة والشتم‪ .‬إن حق الأطفال في اللجوء إلى‬                        ‫وقد مكن ارتفاع الميزانية هذا‪ ،‬ومعه الدعم المقدم من لدن القطاع‬
                                                                                     ‫الاجتماعيين؛‬                                                                                            ‫آليات للتظلم تضمن حمايتهم غير محترم‪.‬‬                          ‫الـجـمـعـوي ومـؤسـسـة مـحـمـد الـسـادس لإعــادة إدمــاج الـسـجـنـاء‪ ،‬من‬
‫نـقـص فـي الـتـكـويـن فـي مـجـال الـقـوانـن والمـسـاطـر فـي أوســاط‬                                                                                                                                                                                        ‫الشروع في إنجاز مشاريع من شأنها تحسين ظـروف عيش الأطفال‬
‫ضباط الشرطة‪ ،‬والقضاة‪ ،‬ووكـاء الملك والعاملين الاجتماعيين‪ ،‬بل‬                                                                                                                                                                                               ‫والتكفل بـهـم‪ ،‬ومنها على سبيل المـثـال‪ :‬تأهيل البنيات الأسـاسـيـة‪،‬‬
                                                                            ‫وحتى المحامين؛‬                                                                                                                               ‫‪ .8‬مشاركة الأطفال‬                 ‫اقـتـنـاء تـجـهـيـزات وأدوات عـمـل ومــواد خــام‪ ،‬تـوفـيـر مـابـس وأدويــة‬
‫الـنـقـص فـي المـراقـبـة الـفـعـلـيـة لمـراكـز الـشـرطـة مـن طـرف الـنـيـابـة‬                                                                                                                         ‫• مشاركة الأطفال في المراكز‬
‫العامة‪ ،‬وفق المساطر المقررة من لدن المشرع؛ نقص في الوسائل المادية‬                                                                                                   ‫إن الأطفال المودعين في مراكز يجدون أنفسهم مكلفين بعدد من‬                                                                    ‫ومستلزمات النظافة للأطفال‪...‬‬
                                                                            ‫واللوجستيكية‪.‬‬                                                                           ‫المـهـام مثل‪ :‬التنظيف والبستنة ومسؤولية المـراقـد ومراقبة الأطفال‬                      ‫ورغم هذه المجهودات‪ ،‬تبقى مظاهر النقص جلية‪ :‬تلاشي بعض‬
‫إن حق الأطفال المودعين في المشاركة غير محترم بشكل تام‪.‬‬                                                                                                              ‫الأصـغـر منهم سـنـا‪ ،‬الــخ‪ ...‬ولا يعتبر الأطـفـال المستجوبون أن هذه‬                    ‫الـبـنـيـات الـتـحـتـيـة‪ ،‬وهـشـاشـة ظــروف عـيـش الأطـفـال‪ ،‬وغـيـاب بعض‬
‫إن حـق الأطـفـال فـي الاسـتـمـاع إلـيـهـم وحـمـايـتـهـم ومـسـاعـدتـهـم‬                                                                                              ‫المهام تشكل اشراكا فعليا لهم في حياة المركز وتدبيره‪ ،‬بل يعتبرون‬                        ‫الأنشطة أو لا جدوى بعضها الآخر‪ ،‬نقص الموارد البشرية المؤهلة‪...‬‬
                                                      ‫قضائيا غير محترم بشكل تام‪.‬‬                                                                                    ‫ذلك استغلال غايته الالتفاف على نقص الموارد البشرية في المركز‪.‬‬
                                                      ‫‪ .9‬العلاقات مع الأسر‬                                                                                          ‫إن إمكانيات حصول الأطفال على معلومات حول أسباب وطرق‬                                                           ‫• تدبير المراكز‪ :‬المعايير الدولية والمراقبة‬
                                       ‫• العلاقات بين الأسر والفرق التربوية‬                                                                                         ‫الإيــداع وعـن حـقـوقـهـم مـحـدودة جــدا‪ .‬ول يـسـتـوعـب بـعـض الأطـفـال‬                ‫لا يخضع تدبير مراكز حماية الطفولة للمعايير الدولية المعتمدة‬
‫منتظمة‪.‬‬     ‫كـمـاإ ُيـن اسـلاجتـلصالضـاعـت بفيإنشـاــلرعااكماللـينوالفـدييـالنمؤفـسي استاـتخـاوذالاألــقســـررارغايرت‬                                               ‫المستجوبون دائما دواعي وجودهم في المركز وطبيعة ما ارتكبوه‪.‬‬                             ‫في مجال حماية الأطـفـال والتكفل بهم‪ .‬إذ لا يتم تطبيق مقتضيات‬
‫الـخـاصـة‬                                                                                                                                                           ‫كما أن مفهوم مشاركة الأطـفـال في اتخاذ الـقـرارات التي تهمهم‬                           ‫القانون رقم ‪ 05-14‬على هذه المراكز‪ .‬ويجب أن يتم إعمال هذه المعايير‬
‫بأطفالهم‪ .‬حيث من النادر أن يستدعى الوالدان رسميا إلى التداول‬                                                                                                        ‫سبه غائب لـدى الـفـرق البيداغوجية‪ .‬ومـن بـن مجموع المـراكـز التي‬                       ‫من لدن السلطة الوصية ويتعين ألا تشمل هذه المعايير فقط الجوانب‬
                 ‫حول ما يحدث من مشاكل‪ ،‬وخاصة حول تتبع أطفالهم‪.‬‬                                                                                                      ‫تمت زيارتها‪ ،‬هناك مركزان فقط قاما بإحداث «مجلس الطفل»‪:‬‬                                 ‫المتصلة بالبنايات والتجهيزات الخاصة باستقبال الأطـفـال وإنما‬
‫عــاوة عـلـى ذلــك فــإن أغـلـبـيـة أســر الأطـفـال المـودعـن تـوجـد في‬                                                                                             ‫مركز عبد السلام بناني أحـدث « المجلس المواطن للطفل» الذي‬                               ‫أيضا الجوانب الخمسة التي تنص عليها المادة ‪ 3‬من اتفاقية حقوق‬
‫وسعية صعبة) الهشاشة الاقتصادية‪ ،‬عائلات تعاني من الاختلال‪،‬‬                                                                                                           ‫يساهم في تدبير المركز واستقبال فتيات جديدات؛‬                                           ‫الطفل وهـي‪ :‬معدل ونوعية التأطير‪ ،‬نوعية البرامج وإمكانية تقدم‬
‫عـائـات أحـاديـة المـعـيـل‪(...‬و‪/‬أو مقيمة بعيدا عـن المـراكـز‪ ،‬مما يجعل‬                                                                                              ‫مركز بن سليمان الذي عين ممثلين للأطفال يجتمعون مع المديرة‬                              ‫الطفل بشكاية في حالة تعرضه للاعتداء أو سـوء المعاملة‪ .‬إن تتبع‬
‫إقـامـة عـاقـات مـع الـفـرق الـتـربـويـة أمــرا صـعـب المـنـال‪ .‬كـمـا ل يسمح‬                                                                                        ‫مرة كل أسبوع أو كلما دعت الضرورة إلى ذلك‪ ،‬لطرح مجمل المشاكل‬                            ‫أوضـاع الأطـفـال المـودعـن فـي المـراكـز لا يتم بشكل منتظم كما ينص‬

                                                                                                                                                                                                                                                                                             ‫على ذلك قانون المسطرة الجنائية‪.‬‬

‫النقص في المـوارد البشرية واللوجيستيكية للفرق التربوية بالقيام‬                                                                                                      ‫التي يواجهها الأطـفـال‪ ،‬غير أن الأطـفـال المستجوبين يحتجون على‬                         ‫من جهة أخـرى‪ ،‬لا توجد آليات للإشراف على المراكز ومراقبتها‬
                                                      ‫بزيارات إلى الأسر‪.‬‬                                                                                            ‫كـون ممثليهم قـد تـم تعيينهم مـن لـدن المـديـرة بـدل اخـتـيـارهـم وفـق‬                 ‫مـن طـرف السلطة الـوصـيـة‪ ،‬تـرمـي إلـى تقييم ظـروف عـيـش الأطـفـال‬
‫كـل ذلـك يـسـاهـم فـي ضـعـف الإشــراك الـفـعـلـي لـلـوالـديـن فـي حياة‬                                                                                              ‫معايير معروفة ومقبولة من طرف مجموع الأطفال‪.‬‬                                            ‫ونوعية التأطير والتكفل التي يحظون بها ويكون بمقدورها القيام‬
‫الأطـفـال وفـي الـقـرارات المـتـخـذة ضـدهـم‪45 .‬ويـجـهـل الآبــاء والأمـهـات‬                                                                                         ‫«لا يتوفر أغلبنا على إمكانية الاطـاع على ملفاتهم‪ .‬وليس لنا‬
‫المستجوبون واقع معيش أطفالهم‪ ،‬كما يفتقدون إلى المعرفة الجيدة‬                                                                                                        ‫الـحـق فـي تـقـديـم شـكـايـة‪ .‬لـيـس لـديـنـا مـجـلـس لـأطـفـال‪ .‬ومـن يتقدم‬                                                  ‫بالتدابير التصحيحية اللازمة‪.‬‬
‫بـالـقـوانـن والمـسـاطـر الـقـضـائـيـة‪ .‬وتـعـتـبـر بـعـض الأســر أن المـؤسـسـة‬                                                                                      ‫بـشـكـوى يصبح مـنـبـوذا داخـل المـركـز‪ ،‬وقـد يـتـعـرض لـسـوء المعاملة‪.‬‬                 ‫لـقـد أعــدت وزارة الـشـبـاب والـريـاضـة دلـيـا لـلـمـسـاطـر يـتـنـاول‪:‬‬
‫تـحـمـي الـطـفـل مـن الـجـنـوح والانـحـراف الـلـذيـن يـهـددانـه فـي الأحـيـاء‬                                                                                       ‫ولــذا‪ ،‬فـإنـنـا نـتـفـادى تـقـديـم شـكـاوى ونـكـتـفـي بـالانـزواء فـي انـتـظـار‬       ‫التدابير والمساطر التأديبية الممكن تطبيقها بمراكز حماية الطفولة‪،‬‬
                                                      ‫الشعبية حيث تقطن‪.‬‬                                                                                             ‫إلا بشكل مـتـأخـر بتقديمنا أمـام‬  ‫النــ ُيـخـوبـمر‪،‬‬  ‫إطـاق سـراحـنـا‪ .‬كـمـا أنـنـا لا‬  ‫الادعـاء ات بتعرض القاصرين للاعتداء أو العنف من لـدن الموظفين‪،‬‬
‫أو ُطيفقادإللماهاوأ ُنينقأتمهـاانـدماوالكمن أحمسكـنمرةطأ‪.‬رخيـفرقضىاواتفتعإتاللبأىرمذنهلـاكذلهتعايلدمـمتراقويكـدزجهوبمدمأأثاحيبيةابنرانسـابامجـلأجو لنصل‪،‬فدلاأعدنم‪،‬‬  ‫وذلـك دون أن يتم إشـعـار أسرنا‬                       ‫الـقـاضـي‪ ،‬وأحـيـانـا فـي نفس‬     ‫تـدبـيـر الـحـالات الاسـتـعـجـالـيـة وتـدابـيـر الـسـامـة‪ ،‬كـيـفـيـات الـتـكـلـف‬
                                                                                                                                                                    ‫بالأمر‪ .‬لكن الأوضاع تصبح أكثر صعوبة بالنسبة للأطفال الذين لا‬                           ‫بالقاصرين‪ .‬لقد تم إصـدار هذا الدليل مؤخرا ولكنه لم يكن قد وزع‬
                                                                                                                                                                                                                         ‫أهل لهم‪« .‬شهادة طفل‬
‫النفسي والاجـتـمـاعـي مـوجـه لـأسـر فـي وضعية صعبة‪ ،‬يـهـدف إلى‬                                                                                                                                                                                                                           ‫بعد على مديري المراكز إبان الزيارات‪.‬‬
                                           ‫تدعيمها وإعادة ربط الصلات الأسرية‪.‬‬                                                                                                                 ‫• مشاركة الأطفال في المسار القضائي‬                           ‫لا يخضع تدبير مراكز حماية الطفولة للمعايير الدولية المعتمدة‬
                                                ‫• العلاقات بين الأسر والأطفال‬                                                                                       ‫تبين بوضوح خلال الزيارات الميدانية والمقابلات‪ ،‬أن حق الأطفال‬                           ‫فـي مـجـال ظـروف الاسـتـقـبـال والـحـمـايـة والـسـامـة ونـوعـيـة التأطير‬
‫تـؤكـد المـؤسـسـات‪ ،‬عـمـومـا‪ ،‬أنـهـا تـشـجـع الاتــصــال بـن الأطـفـال‬                                                                                              ‫في الإخبار والاستماع لهم خلال المسار القضائي لا يتم احترامه الا‬                        ‫والتكلف بالأطفال المودعين‪ .‬ومن جهة أخـرى‪ ،‬لا تخضع هذه المراكز‬
‫وأسرهم‪ ،‬وأنه باستطاعة الأطفال الحصول على رخص قصد زيارة‬                                                                                                              ‫نادرا وأن حماية الأطفال ومصلحتهم الفضلى نادرا ما يؤخذان بعين‬
                                                                                                                                                                    ‫الاعتبار‪ ،‬وذلـك بالرغم من أن المقتضيات القانونية الوطنية تضمن‬                                                       ‫لمراقبة منتظمة من قبل الإدارة الوصية‪.‬‬
                                                                                                                                                                    ‫هذه اإلنحاقلأوطقفابلشُيكلحتكاجمزلو‪:‬ن داخل مخافر الشرطة في ظل ظروف كثيرا‬
                 ‫أسرهم خلال العطل وقضاء أعياد الأضحى والفطر معها‪.‬‬                                                                                                                                                                                                                      ‫‪ .7‬الانضباط وآليات التظلم‬
‫أمـا الأطـفـال بــدون أســر‪ ،‬أو الـذيـن يـعـجـزون عـن زيــارة أسـرهـم‪،‬‬                                                                                                             ‫ما تكون غير جيدة في انتظار إحالتهم على القضاء؛‬                          ‫أما بخصوص الانضباط‪ ،‬فإن عددا كبيرا من الأطفال المستجوبين‬
‫بـسـبـب عـدم تـوفـر الإمـكـانـيـات أو الـبـعـد الـجـغـرافـي‪ ،‬فـإنـهـم يمكثون‬                                                                                        ‫لا يـتـم اعــام الأطـفـال مـن طـرف الـقـاضـي بـمـسـطـرة الإيـــداع ولا‬                 ‫يؤكدون أن العنف البدني يشكل الوسيلة «البيداغوجية» المعتمدة في‬
‫في مراكز حماية الطفولة‪ ،‬ويبادر بعض المحسنين والجمعيات إلى‬                                                                                                                                                                                                  ‫تأديبهم‪ .‬وتأخذ هذه العقوبات البدنية عدة أشكال‪ :‬الجلد بواسطة‬
                                                       ‫هؤلاء الأطفال‪.‬‬       ‫ـام ُيع‬  ‫قضاء الأعياد‬                                                                      ‫بحقوقهم؛ لا يتم بشكل ممنهج إشعار والدي الأطفال أو كافليهم؛‬                                                      ‫أنابيب مطاطية‪ ،‬الضرب بالعصي‪ ،‬الصفع‪...‬‬
‫أنـهـم‬  ‫ـك‬  ‫ذلـ‬  ‫مـشـاكـلـهـم‪،‬‬  ‫ـي‬  ‫ف‬  ‫ـن‬  ‫ـدي‬  ‫ـوال‬  ‫ـشـرك الأطــفــال ال‬           ‫ونـــادرا م‬                                                                    ‫لا تعطى الأولوية في التقديم أمـام قاضي الأحـداث للطفل الذي‬                             ‫كـمـا صـرح الأطـفـال أيـضـا بـوجـود وسـائـل أخــرى لـلـتـأديـب‪ ،‬من‬
‫يعتقدون أن للوالدين ما يكفي من الانشغالات‪ ،‬وأنـه لا فائدة ترجى‬                                                                                                      ‫قضى ليلة كاملة في مقرات الشرطة حيث يضطر بعض الأطفال إلى‬                                ‫ضمنها الحرمان من بعض الأنشطة (الترفيه والخرجات والرياضة)‪،‬‬
                 ‫من إشراكهما في مواضيع لن يستطيعا فهمها‪.‬‬                                                                                                            ‫الانتظار فترة طويلة من النهار في ردهـات المحكمة قبل المثول أمام‬                        ‫والشتم والإهـانـة‪ .‬ويتعرض الأطـفـال‪ ،‬أحيانا‪ ،‬لعقاب جماعي حيث‬
‫ويشكو الأطـفـال مـن سـدة مـحـدوديـة تواصلهم مـع أسـرهـم‪ ،‬ومن‬                                                                                                                                                                                               ‫يقدم‬   ‫أحـد أفـرادهـا‪ .‬ولا‬  ‫ُلتـلعأـاطقـفابلالأميجتمفوسعيةربلأكسمبلبهاهبذهس ابلبعقمـواباارتتـ‪،‬كـمبـمها‬
        ‫النقص في الفضاء ات المخصصة للقاء الأسر حين زياراتها لهم‪.‬‬                                                                                                                                                                ‫القاضي؛‬                    ‫الأمر‬  ‫يجعلهم يعتبرون‬
‫إن اشراك الأسر وتقوية الروابط الأسرية يظلان غير كافيين‪.‬‬                                                                                                             ‫لا يتم بشكل ممنهج إجراء تقييم طبي ونفسي للأطفال‪ ،‬خاصة‬                                  ‫غير عادل‪ .‬وينظر بعض العاملين المؤطرين‪ ،‬إلى الأطفال باعتبارهم‬
‫إن حق الأطفال في الاتصال بأسرهم ليس محترما بشكل تام‪.‬‬                                                                                                                                                                                                       ‫مـجـرمـن‪ ،‬عـديـمـي الـتـربـيـة ومـثـيـري الـشـغـب لـن يـنـجـحـوا أبــدا في‬
                                                                                                                                                                              ‫الذي يعانون منهم من اضطرابات سلوكية و‪/‬أو المدمنين؛‬                                                       ‫حياتهم‪.‬‬

                                      ‫‪ .01‬حالت الفرار من المراكز‬                                                                                                    ‫يتم تقديم المساعدة القضائية في آخر لحظة‪ ،‬وأحيانا في ردهة‬                               ‫وقــد شــرح بـعـض المـؤطـريـن‪ ،‬أثـنـاء المـقـابـات مـعـهـم‪ ،‬أن الـعـنـف‬
‫أكد أغلبية الأطفال المستجوبين أنهم لا يطيقون الحياة في المركز‬                                                                                                       ‫الانتظار قبيل المثول أمام القاضي؛ كثيرا ما لا يؤخذ رأي الطفل بعين‬                      ‫هـو الـوسـيـلـة الـوحـيـدة لــ «تـأديـب» الأطـفـال‪ ،‬وأن الـعـقـوبـات الـتـي لا‬
‫وأنهم سيحاولون الفرار‪ ،‬أو سبق لهم القيام بذلك واعتقلوا من طرف‬                                                                                                                                                                                              ‫توظف العنف غير صالحة لهذا «الصنف من الأطفال»‪ .‬والواقع‪ ،‬أنه‬
                                                                                                                                                                                      ‫الاعتبار؛ يظل اللجوء إلى مسطرة الصلح ضعيفا؛‬                          ‫باستثناء بعض المؤطرين من ذوي الكفاء ات البيداغوجية) كفاء ات تم‬
              ‫الشرطة وقدموا إلى المحكمة وأعيد إيداعهم في المركز‪.‬‬                                                                                                    ‫لا تساعد المدة الطويلة التي يستغرقها إنجاز الأبحاث العائلية‬                            ‫الوقوف عليها خلال الزيارات (الذين يعتبرهم الأطفال المستجوبون‬
‫وحـسـب تـصـريـح مـسـاعـد تـربـوي تـم إجــراء اسـتـجـواب مـعـه‪ ،‬فـإن‬                                                                                                 ‫على اتخاذ مقررات سريعة من طرف القاضي بخصوص طرق التكفل‬                                  ‫قـدوة‪ ،‬فـإن الـعـاقـات بـن الأطـفـال والمـربـن موسومة بالعنف البدني‬
‫عمليات الفرار تتزايد خلال العطل وفي فصل الصيف‪ .‬وعادة ما يفر‬                                                                                                                                                                                                ‫والمعنوي‪ ،‬الـذي يعكس إرادة المربين في ضبط الأطـفـال و»تأديبهم»‬
‫الأطفال المدمنون من المركز قصد الحصول على المخدرات أو الكحول‪.‬‬                                                                                                                                              ‫المتناسبة مع وضعية الطفل؛‬                                                   ‫(أنظر الشهادة أسفله‪).‬‬
‫وقد ارتفع عدد محاولات وعمليات الفرار خلال السنتين الأخيرتين‪:‬‬                                                                                                        ‫إن اللجوء إلى الإيداع في المراكز يحظى بالتفضيل إلى حد كبير‬                             ‫«‪ ..‬السيد (س) يشتمنا بكلمات لن تستسيغوا سماعها‪ .‬وأحيانا‬
‫‪ 187‬محاولة فـرار و‪ 266‬عملية فـرار سنة ‪2011‬؛ وفـي سنة ‪ 2012‬بلغ‬                                                                                                       ‫عوض تسليم الطفل للأسرة أو إلى فضاء مفتوح تحت نظام الحرية‬                               ‫يرتكب ضد بعض الأطفال معاملات لا إنسانية ويعنفنا ويصفعنا‪.‬‬
‫عـدد مـحـاولات الـفـرار ‪ 208‬محاولة وعـدد عمليات الـفـرار ‪ 342‬عملية‬                                                                                                  ‫المـحـروسـة‪ ،‬وغـالـبـا مـا يـتـم ذلـك دون الأخـذ بـعـن الاعـتـبـار المصلحة‬             ‫ولا يكف عن مخاطبتنا بالقول‪« :‬أنتم هنا لتتربوا وإذا لم تخضعوا‬
                                                                                                                                                                                                                                                           ‫فسأعرف كيف أفـرض عليكم ذلـك»‪ .‬ونعتقد أنـه يعاني هو الآخـر من‬
                                               ‫(أنظر الجدول أسفله)‬                                                                                                                                                       ‫الفضلى للطفل؛‬
                                                                                                                                                                    ‫إن تتبع الأطـفـال‪ ،‬الـذي هـو مـن اختصاص الـقـاضـي‪ ،‬كما ينص‬
                                                                                                                                                                    ‫عـلـى ذلـك الـقـانـون‪ ،‬يـتـمـيـز بـالـعـشـوائـيـة‪ .‬وهــذا مـا يــؤدي غـالـبـا إلـى‬     ‫مشاكل خارج المركز‪ ،‬ولذلك فهو عنيف معنا ولا أحد يحبه‪ .‬المؤطرون‬
                                                                                                                                                                     ‫ايداعات طويلة المدة بسبب عدم مراجعة التدابير القضائية الأولية‪.‬‬                        ‫الآخـرون مختلفون عنه تماما‪ .‬إنهم ودودون ويساعدوننا على حل‬

                                                                                                                                                                    ‫«قــام دركـيـون بـحـمـلـة مـبـاغـتـة عـلـى الـقـريـة‪ ،‬قـيـدونـي بـالأصـفـاد‬                                        ‫مشاكلنا‪ ،‬ونحن نحبهم كثيرا‪« .‬شهادة طفل‬
                                                                                                                                                                    ‫واقتادوني أمام الجيران وأصدقائي‪ .‬في المخفر‪ ،‬شرحت لهم الوضع‬
                                                                                                                                                                    ‫لكن لا أحد أراد الإنصات إلي‪ .‬أشبعوني صفعا وشتما وقدموني أمام‬                           ‫إن الـعـاقـة بـن الأطـفـال والمـؤطـريـن لـيـسـت منظمة ولا خاضعة‬
                                                                                                                                                                                                                                                           ‫لضوابط بواسطة مدونة للسلوك‪ ،‬وهي تختلف من شخص إلى آخر‪.‬‬
                                       ‫‪ .11‬الحياة بعد المؤسسة‬                                                                                                                                                                   ‫القاضي‪.‬‬                    ‫إنـهـا سلطوية تـارة وأبـويـة تـارة أخـرى‪ ،‬وهـي‪ ،‬فـي الحالتين مـعـا‪ ،‬لا‬
‫من الصعب معرفة مآل الأطفال بعد مغادرتهم للمراكز نظرا لعدم‬                                                                                                           ‫أودعني القاضي في المركز منذ ثلاثة أشهر‪ ،‬وإلى يومنا هذا وأنا‬                                                        ‫تسمح بإقامة علاقة تفاعلية بناء ة‪.‬‬
                                                                                                                                                                     ‫أنتظر حكمه‪ .‬أتمنى‪ ،‬على الأقل‪ ،‬أن يأخذ وضعيتي بعين الاعتبار»‪.‬‬                          ‫فيما يـخـص ولـوج الأطـفـال ضـحـايـا الـعـنـف أو سـوء المـعـامـلـة أو‬
                                                ‫فعالية نظام التتبع‪.‬‬                                                                                                 ‫«أنـا لـم أرتـكـب أيـة مخالفة‪ .‬كنت أشتغل حيث أتـوفـر على عربة‬                          ‫الانتهاكات أو الاستغلال‪ ،‬إلى آليات التظلم فلا وجدود لأية إجراء ات‬
‫مـبـدئـيـا‪ ،‬تـضـم المـراكـز‪ ،‬فـرع «مـا قـبـل المـغـادرة» الـذي يـهـدف إلـى‬                                                                                          ‫صغيرة وأتـاجـر فـي الأقـراص المدمجة لأسـاعـد والـدتـي الـتـي لا تقدر‬                               ‫مسطرية يعرفها الأطفال جيدا وتضمن لهم حماية مؤكدة‪.‬‬
‫تطوير قدرات استقلالية الطفل لتيسير إدماجه في الوسط الاجتماعي‬                                                                                                        ‫على العمل‪ .‬ذات يوم‪ ،‬وصلت سيارة القوات المساعدة وكسر رجالها‬                             ‫فالشكايات القليلة الـتـي يقدمها الأطـفـال تتم ذلـك بطريقة غير‬
‫والاقتصادي والعائلي‪ ،‬ولمساعدته على إنجاز مشروعه الشخصي‪.‬‬                                                                                                                                                                                                    ‫رسـمـيـة ول تـتـم معالجتها بـشـكـل مـائـم‪ ،‬حـيـث كـشـف بـعـض قـدمـاء‬
‫إلا أن هـذا الـفـرع لا يقوم بـأداء مهمته فعليا بسبب انـعـدام الوسائل‬                                                                                                                                                     ‫جميع الأقراص‬                      ‫النزلاء الذين تم استجوابهم لأن الطفل الذي يتقدم بشكاية إلى الإدارة‬
                                                                                                                                                                    ‫وصفعوني‪ .‬احتججت وحاولت أن أشـرح لهم وضعيتي‪ ،‬لكنهم‬                                      ‫يعتبر‪ ،‬كيفما كانت دواعي شكايته‪ ،‬عنصرا مشوشا يحرض الآخرين‬
                                                   ‫البشرية والمادية‪.‬‬                                                                                                ‫رفضوا الاستماع إلي‪ .‬وها أنا محبوس وأمي لا تعلم عن الأمر شيئا‪.‬‬                                                      ‫على التمرد وإثارة الفوضى‪.‬‬
‫كما أن نظام الحرية المحروسة‪ ،‬المفترض فيه أن يضمن‪ ،‬من بين‬                                                                                                            ‫أحاول يوميا مراجعة الموضوع مع المدير والمؤطرين لكي يطلبوا من‬                           ‫« لست مرتاحا هنا‪ ،‬أفكر صباح مساء في الـفـرار‪ .‬المربي «ك» لا‬
‫مـهـام أخــرى‪ ،‬تـتـبـع الأطـفـال فـي الـوسـط الـطـبـيـعـي‪ ،‬تـعـوزه الفعالية‬                                                                                         ‫القاضي الإفـراج عني‪ ،‬لكن دون جـدوى‪ .‬أجهل مـا علي فعله‪ ،‬ليست‬                            ‫يكف عن شتمنا وضربنا‪ .‬لا أستطيع تحمل الأطفال المودعين هنا منذ‬
‫المـرجـوة بـسـبـب الـنـقـص فـي المــوارد الـبـشـريـة والمـاديـة‪ .‬ونـظـرا لـعـدم‬                                                                                     ‫لـدي الإمـكـانـيـات لتنصيب مـحـام ولـيـس هـنـاك أحـد يمكنه الحضور‬                      ‫أتقدم‬  ‫هنا‬  ‫طويلة‪ ،‬إنهم يعنفوننا ويسبوننا‪ .‬لا يوجد شخص‬                   ‫ُإملـيد ٍهد‬
‫فعالية برنامجي «ما قبل المغادرة» و»التتبع في الوسط الطبيعي»‪،‬‬                                                                                                        ‫لإنقاذي باستثناء أمي التي تعاني وتنتظرني في البيت «‪ .‬شهادات‬                                               ‫بالشكوى ويستطيع مساعدتي‪« .‬شهادة طفل‬
‫فـإن الأطـفـال يـجـدون أنفسهم غير مهيئين بما فيه الكفاية لمواجهة‬
                                                                                                                                                                                                                                   ‫أطفال‬
     ‫العالم الخارجي‪ ،‬وهو ما من شأنه أن يساعد على حالت العود‪.‬‬
‫يشكو تتبع الأطفال‪ ،‬في الوسط الطبيعي‪ ،‬خلال مرحلة ما بعد‬                                                                                                                          ‫إن هذه الاختلالات ناجمة عن عدة عوامل مرتبطة بـ‪:‬‬                            ‫ونظرا لغياب آلية مؤسساتية للتظلم تضمن الاستماع للأطفال‬
‫مغادرة المراكز‪ ،‬من عدم الفعالية‪ .‬وهو ما ‪47‬يمض كثيرا بحق الطفل‬                                                                                                       ‫عدم إلمـام الفاعلين المتدخلين في مجال الطفولة بالقوانين‪ ،‬وكذا‬                          ‫وحمايتهم‪ ،‬فـإن المـاذ الـوحـيـد أمـامـهـم هـو أصدقاؤهم(صديقاتهم)‬
                                                                                                                                                                                                                                                           ‫لمشاركتهم معاناتهم‪ .‬إن عددا كبيرا من الأطفال المودعين هم ضحايا‬
                                       ‫في إعادة اندماجه اجتماعيا‪.‬‬                                                                                                                                                    ‫الأطفال وعائلاتهم؛‬
                                                                                                                                                                    ‫نقص فـي المـوارد البشرية المـؤهـلـة‪ ،‬كقساة الأحــداث‪ ،‬والقائمين‬
   10   11   12   13   14   15   16   17   18   19   20