Page 14 - مغرب التغيير PDF
P. 14

‫‪14‬‬                                                                                                                                                                                                                                              ‫ملف‬

    ‫العدد‪ - 49 :‬من ‪ 1‬إلى ‪ 29‬فبراير ‪2016‬‬

                                                                                                                                                             ‫أبرز عناصر مداخلات الجلسة الرابعة‬

                                                                   ‫انعقدت ه�ذه الجلسة‪ ،‬الرابعة والأخ�ي�رة‪ ،‬برئاسة ذ‪ /‬ماوريزيو أوليفيرو من جامعة بيروجيا الإيطالية‪ ،‬وانصبت‬
                                                                                                ‫مداخلاتها على المحور الرابع‪ ،‬المخصص للقانون العام‪ ،‬وكانت العروض فيها على النحو التالي‪	:‬‬

                                                                  ‫ذ‪ /‬أحمد البوز من جامعة محمد الخامس‬

                                                        ‫«الفقه ودوره في اجتهادات القضاء الدستوري المغربي»‬

‫بل وحتى تتبع ما يكتبه وما ينشره وما‬                                                                                                            ‫الان�ت�ق�ال م�ن ال�غ�رف�ة ال�دس�ت�وري�ة إل�ى‬                                                                                                                                                                                                                                               ‫سعيد ج�� ًدا ب�أن أك��ون ب�ني ثلة من‬
                                                       ‫يحيد عنه‪.‬‬                                                                               ‫المجلس ال�دس�ت�وري‪ ،‬لا ن�ك�اد نج�د أو‬                                                                                                                                                                                                                                                      ‫المشاركين في هذا اللقاء العلمي‪ ،‬الذي‬
‫‪2‬ـ ه���ن���اك ن���زع���ة ل�����دى ال��ق��اض��ي‬                                                                                                 ‫نعثر ولو على إحالة واحدة مبا ِشرة على‬                                                                                                                                                                                                                                                      ‫يضم مجموعة من القانونيين والفقهاء‬
‫ال��دس��ت��وري الم��غ��رب��ي‪ ،‬ع��م��و ًم��ا‪ ،‬نحو‬                                                                                               ‫اجتهاد الفقه في هذا المجال‪ .‬وقد تكون‬                                                                                                                                                                                                                                                       ‫المنتمين إلى التجربة المغربية‪ ،‬وأي ًصا‪،‬‬
‫تفضيل الاعتماد على فقهه الخاص‪ ،‬في‬                                                                                                              ‫مثل ه�ذه الإح�الات موجودة في تقارير‬                                                                                                                                                                                                                                                                          ‫التجربة الإيطالية العريقة‪.‬‬
‫تبرير قراراته وأحكامه والدفاع عنها‪.‬‬                                                                                                            ‫القضاة المقررين‪ ،‬فنحن نعرف أنه أثناء‬                                                                                                                                                                                                                                                       ‫ما سأقدمه في هذه المداخلة‪ ،‬التي‬
‫وأنا لا أعتقد بأن الأمر يتعلق بأنانية‬                                                                                                          ‫لاات نخاعذر كفلذلق�كرالرأن ُيعم نَّاي ُينق�اَش ٍرضهميقرالر‪،‬قرلاكراننات‬                                                                                                                                                                                                                     ‫عنون ُتها بـ «الفقه ودوره في اجتهادات‬
‫خ�اص�ة ل�ل�ق�ان�ون ال�دس�ت�وري الم�غ�رب�ي‪،‬‬                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                ‫القضاء ال�دس�ت�وري المغربي» لا يتعلق‬
‫ولكننا يمكن أن نتحدث عن تقليد سائد‬                                                                                                             ‫ف�ق�ط‪ ،‬بينما الأع�م�ال التحضيرية‪ ،‬أو‬                                                                                                                                                                                                                                                       ‫بتحليل اجتهادات القضاء الدستوري‪،‬‬
                                                       ‫في هذا المجال‪.‬‬                                                                          ‫األر�ت�ضق�ياةريل�هرذاهل�اتل�قيرا ُي�ر�اف��تَت�‪َ �،‬رفلاض ُتأتنا�حه�اللعشمكلومت‪،‬‬                                                                                                                                                                                                             ‫المافق ُهي اسلممؤىسبفساقتهيالقكماضا ُيءسالّمدىسأتيورًضاي‪،،‬‬  ‫أي‬
‫‪3‬ـ م�ح�دودي�ة‪ ،‬حتى لا أق��ول غياب‬                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                     ‫أو‬
‫الح�������وار ب�ي�ن ال��ق��ض��اء ال��دس��ت��وري‬                                                                                                ‫بل إن اسم القاضي المقرر هو نفسه عادة‬                                                                                                                                                                                                                                                       ‫ب�ق�در م�ا يتعلق ببعض الأف��ك��ار التي‬
‫من‬  ‫وخاللاجلابمععة‪،‬ضحأتسىاتوذلتوهاك‪،‬انتظت ّلالحجاامضعرةة‪،‬‬                                                                                      ‫ما لا تتم الإشارة إليه مثل ما هو موجود‬                                                                                                                                                                                                                                                     ‫لها علاقة بم�دى التفاعل والتأثير بين‬
‫في‬                                                                                                                                             ‫في بعض التجارب المقارنة‪ ,‬بل وحتى‬                                                                                                                                                                                                                                                           ‫الفقه واجتهادات القضاء الدستوري‪،‬‬
‫تكوين وفي تركيبة القضاء الدستوري‬                                                                                                               ‫عند المقارنة بتجربة الغرفة الدستورية‬                                                                                                                                                                                                                                                       ‫وع��ل��ى وج����ه ال��ت��ح��دي��د‪ ،‬اج��ت��ه��ادات‬
‫الم�غ�رب�ي منذ ولادت��ه الأول��ى ف�ي بداية‬                                                                                                                                                          ‫السابقة‪.‬‬                                                                                                                                                                                                                              ‫المجلس ال�دس�ت�وري‪ .‬والفقه هنا يعني‬
‫الستينات م�ن ال�ق�رن الم�اض�ي‪ .‬وربم�ا‪،‬‬                                                                                                         ‫وع�ل�ى سبيل المقارنة‬                  ‫فقط‪،‬وفبإالمنناالاس ّطبلةا‪،‬ع‬                                                                                                                                                                                                                          ‫مجموع الأبحاث والدراسات والتعاليق‬
‫وهنا أج�ازف بهذه المسألة‪ ،‬قد يعكس‬                                                                                                              ‫على الموقع الإلكتروني‬                                                                                                                                                                                                                                                                      ‫والآراء والنظريات التي ينتجها رجال‬
‫نو ًعا من ح�دود الثقة‪ ،‬وربم�ا في‬                        ‫الأم�ر‬                                                                                 ‫للمجلس الدستوري الفرنسي‪ ،‬يسمح لنا‬                                                                                                                                                                                                                                                          ‫القانون‪ ،‬من أساتذة الجامعة‪ ،‬والمحامين‬
‫الجامعي‪ ،‬وهنا لا أنكر فضاء‬                              ‫المن َتج‬                                                                               ‫بالوقوف على ملف متكامل حول القرار‬                                                                                                                                                                                                                                                          ‫وال�ق�ض�اة‪ ،‬وغ�ي�ره�م م�ن ال�ب�اح�ث�ني في‬
‫ال�بدعس ُ�تض�وارلليقاءوابيت‪،‬ن‬  ‫الح��وار ب�ني القاضي‬                                                                                            ‫الصادر عن المجلس المذكور‪ .‬فهناك بلاغ‬                                                                                                                                                                                                                                                                                     ‫الحقل القانوني‪.‬‬
                               ‫الجامعة‪ ،‬الذي ُيوفره‬                                                                                            ‫ص�ح�ف�ي ص���ادر ع��ن الم�ج�ل�س ف��ي ش�أن‬                                                                                                                                                                                                                                                   ‫ل��ك��ن‪ ،‬ق�ب�ل أن أت��ع��رض ل�ل�ت�ج�رب�ة‬
‫وخاصة اللقاءات المنتظمة التي تشرف‬                                                                                                              ‫القرار‪ ،‬وهناك ملف خاص بالإحالات على‬                                                                                                                                                                                                                                                        ‫المغربية‪ ،‬يبدو من المفيد أن أطرح بعض‬
‫على تنظيمها الجمعية المغربية للقانون‬                                                                                                           ‫نفس‬   ‫االلماوجتضهاودعا‪.‬تو اهلنفاقكهياةل‪،‬قراالرتيكاتمنلاًا‪،‬ولثمت‬                                                                                                                                                                                                                            ‫الملاحظات العامة‪ ،‬التي تتعلق بالفقه‬
                                                       ‫الدستوري‪.‬‬                                                                               ‫هناك‬                                                                                                                                                                                                                                                                                           ‫ودوره في اجتهاد القضاء بشكل عام‪.‬‬
‫امول�ميثف�رحلووإهض�ْ�نرضذهك�م�ااعرللن�ايِلق�ها�قلًب���اقاق�‪،‬اءاانلوأضت�ننًييي�ا اوحل�ُا�ي ْلدُِجزض���ُسم ُ�رُهبت�وااصللر�اتيمص�ح ًتمفف�اَ‪،‬ظيت‬  ‫خ�ان�ة خ�اص�ة بالتعليقات والتفاعلات‬                                                                                                                                                                                                                                                        ‫الم�الح�ظ�ة الأول���ى‪ :‬أن��ه ب�ال�رغ�م من‬
                                                                                                                                               ‫العامة ح�ول ال�ق�رار‪ .‬لكن ه�ذا الغياب‬                                                                                                                                                                                                                                                      ‫ارجستمهًيااداوتمبفاردش ًيرةا‬  ‫لوييمثسلممصحد ًراض‬  ‫أن الفقه‬
                                                                                                                                               ‫المبا ِشر للإحالة المبا ِشرة على اجتهادات‬                                                                                                                                                                                                                                                                                                    ‫للقانون‪،‬‬
                                                                                                                                               ‫ال�ف�ق�ه ف��ي ق�����رارات وأح��ك��ام ال�ق�ض�اء‬                                                                                                                                                                                                                                             ‫وغ�ي�ر رس�م�ي�ة‪ ،‬أي أن�ه لا ينطوي على‬
‫وي�ض�ع�ه ف��ي خ��ان��ة م��ا ي�س�م�ي�ه بيير‬                                                                                                     ‫أن هذا الفقه‬  ‫يعني‬  ‫لاالديسحتوضرريمالمطلغ ًقراب‪،‬ي‪،‬وللاا‬                                                                                                                                                                                                                                    ‫قوة إلزامية‪ ،‬فإنه في عدد من الحالات‪،‬‬
         ‫بورديو بـ «المتفرجين الملتزمين»‪.‬‬                                                                                                      ‫بأن المجلس‬    ‫يعني‬                                                                                                                                                                                                                                                                         ‫يشكل أرضية لقرارات وأحكام قضائية‬
‫‪4‬ـ غ�ي�اب ب�ع�ض ق�ن�وات ال�ت�واص�ل‬                                                                                                             ‫الدستوري يعزل نفسه بكيفية تامة عن‬                                               ‫إلى أن هذا‬            ‫ابولكفثجياينرهبذااهكاتلثإمياًرطماا‪،‬ر‪،‬ماأولوذدظل ّألكنمأأهشَشميلي ًدار‬                  ‫تعاليق في مجلات قانونية‪ ،‬إلى اتخاذ‬                                                            ‫س�واء بكيفية مباشرة أو غير مباشرة‪.‬‬
                                                                                                                                                                                                                               ‫بولالامني ِّظحميظنى‪،‬‬                                                                                         ‫مواقف في منابر إعلامية‪ ،‬إل�ى إص�دار‬
‫بين الفقه‪ ،‬وخاصة فقه الجامعة‪ ،‬وبين‬                                                                                                             ‫محيطه الفقهي‪ ،‬إن شئتم‪ ،‬بل إن الفقه‬                                                                                                                                                           ‫كتب‪ ،‬إلى مداخلات في ندوات‪ ،‬كالندوة‬                                                            ‫وبالتالي‪ ،‬فإن الفقه يساهم في تفسير‬
‫ال�ق�ض�اء ال�دس�ت�وري‪ ،‬لأن��ه ي�ج�ب أن لا‬                                                                                                      ‫وإ ْن بكيفية‬  ‫يغيحرضمرباف ِشيرةهذهوغاليارج ُتمهعاَلدَناة‪،‬ت‬                                                                                                                                                                                                                                 ‫ال�ق�وان�ني ال�دس�ت�وري�ة وت�وض�ي�ح م�ا قد‬
‫ننسى أنه في بعض التجارب المقارنة‪،‬‬                                                                                                              ‫ولذلك فهذا‬                                                                      ‫وب�الان�ت�ب�اه إل���ى ه���ذا الج��ان��ب‪ ،‬وإل��ى‬                                                              ‫ال��ت��ي ن�ح�ن ب��ص��دده��ا‪ ،‬إل���ى الم�ش�ارك�ة‬                                               ‫يكتنفها م��ن غ��م��وض‪ ،‬والإس��ه��ام في‬
                                                                                                                                                                                                                               ‫إدراج جانب الفقه والقضاء الدستوري‬                                                                            ‫المباشرة في مسطرة التداول في قرارات‬
‫وخاصة بعض التجارب التي نسميها‬                                                                                                                    ‫مظاهر وتجليات‪.‬‬                      ‫يتخذ عدة‬       ‫الح أضولوًا‪:‬ر‬              ‫ضمن محاور هذه الندوة‪ .‬فتنا ًول هذا‬                                                                           ‫وأحكام بالنسبة لفقهاء القانون‪ ،‬الذين‬                                                          ‫ت�وج�ي�ه وت�ط�وي�ر ص�ي�اغ�ة ال�ن�ص�وص‬
‫بالديمقراطيات الحديثة أو الجديدة‪،‬‬                                                                                                              ‫ت��رك��ي��ب��ة الم�ج�ل�س‬              ‫ط �ب �ي �ع �ة‬                                                                                                                                                                                                                                                                       ‫القانونية وتطبيقها‪.‬‬
‫م�ث�ل م�ول�داف�ي�ا‪ ،‬وب��ي�ل�اروس��ي��ا‪ ،‬ال�ت�ي‬                                                                                                 ‫الدستوري نفسه‪ ،‬لأنه يجب أن لا ننسى‬                                              ‫الموضوع يكاد يقتصر على بعض كتب‬                                                                               ‫ه��م أع��ض��اء ف��ي المح��اك��م والم�ج�ال�س‬                                                   ‫أن‬  ‫مثل ًا‬  ‫ننكر‬  ‫أن‬          ‫ول�ذل�ك‪ ،‬ف�ال يمكن‬
                                                                                                                                                                                                                               ‫المدخل لدراسة القانون‪ ،‬والنظرية العامة‬                                                                                                  ‫الدستورية‪.‬‬
‫أح�دث�ت ق�ن�وات خ�اص�ة ب�ه�ذا الم�ج�ال‪،‬‬                                                                                                        ‫بأن المجلس الدستوري مك َّون من أساتذة‬                                           ‫للقانون ال�دس�ت�وري‪ ،‬وح�ت�ى على هذا‬                                                                          ‫الملاحظة الرابعة‪ :‬أن أهمية الفقه‬                                                              ‫فكرة مراقبة دستورية القوانين هي في‬
‫تتمثل فيما تسميه بالمجالس العلمية‬                                                                                                              ‫ج�ام�ع�ي�ني‪ ،‬وم��ح��ام�ي�ن‪ ،‬وق��ض��اة‪ .‬ففي‬                                                                                                                                                                                                                                                 ‫حد ذاتها منتوج فقهي خالص من خلال‬
‫التابعة للقضاء الدستوري بها‪ ،‬وهي‬                                                                                                               ‫المجلس الحالي هناك خمسة أساتذة من‬                                               ‫المستوى‪ ،‬لا يبدو أن الفقه يحظى بنصيب‬                                                                         ‫الم�وج�زة‪ ،‬بينما‬           ‫تتقظلهرأوأكثت�رض�ف ُع�ي ُافلدففياتمار‬                              ‫اج�ت�ه�ادات المح�ك�م�ة العليا ب�ال�ولاي�ات‬
                                                                                                                                                                                                                               ‫يتم التركيز عليه‬      ‫فما‬  ‫أعوافد ًرة‪،‬مونعاللاىهاتلأماقمل‪.‬‬                                                   ‫يالتسميىُت بصاالغدفاكتمرا‬  ‫المفصلة‪ ،‬أي تلك الدفاتر‬
‫تتكون تح�دي� ًدا م�ن أس�ات�ذة الجامعة‪،‬‬                                                                                                         ‫الجامعة‪ ،‬وبالتحديد من كلية الحقوق‪،‬‬                                              ‫التجربة المغربية‪،‬‬     ‫في‬                                                                                                                                                                                   ‫المتحدة الأمريكية‪ ،‬في قضية «ماربوري‬
‫اوولتمد�وسسفت�تقرو ًّرراح�ي��ب‪.‬يوان ًراالفم�قث�هم�ا ًرلاجاومه�عا ًيم�اواولدقائ�ضًما�اء‬                                                         ‫وأرب�ع�ة محامين‪ ،‬وقاضيان‪ ،‬ثم أستاذ‬                                                                                                                                                                                                                                                                                       ‫وماديسون» الشهيرة‪.‬‬
                                                                                                                                               ‫بالتعليم ال�ث�ان�وي ولكنه ح�اص�ل على‬                                            ‫ه�و فقه القضاء ال�دس�ت�وري نفسه‪ ،‬أي‬                                                                                    ‫لو أنها قوانين أو تشريعات‪.‬‬                                                          ‫ك�م�ا لا يم�ك�ن أن ننكر أن ال�ق�ان�ون‬
                                                                                                                                                                                                                               ‫ما نس ّميه بالفقه المؤسساتي أو الفقه‬                                                                         ‫الملاحظة الخامسة والأخيرة‪ :‬تتعلق‬
                                                                                                                                                             ‫الدكتوراه في القانون‪.‬‬                                             ‫الداخلي‪ .‬وهذا الأمر قد يكون يعكس أحد‬                                                                         ‫أساس ًيا‬  ‫بفع�كنيدومنإااعل�لا تفجطُ�قاهءديايلصالحبم�ل�حصواملدهُر ًاملااملنراودسسومب ُرية ُهة‬  ‫اليأدنيونار‪،‬بفوكبرفةكرةحقفوصقلاالألف ُّ�سرَلاطد‬  ‫ال�دس�ت�وري‬
‫الوالادأخ�كس�ت�تاوولنر َفيم اطلوملأ ًقغاحريباف ًني‪،‬يا‬  ‫‪5‬ـ تقدير القضاء‬                                                                         ‫ف��وج��ود رج����ال ال��ق��ان��ون ه���ؤلاء‪،‬‬                                                                                                                                                   ‫المعروفة‬                                                                                                                                       ‫إلى فلاسفة‬
                                                       ‫على ما يبدو‪ ،‬حتى‬                                                                        ‫بالتأكيد‪،‬يجعل حضور الفقه قائ ًما في‬                                             ‫أهم الإشكالات الرئيسية‪ ،‬التي يطرحها‬                                                                          ‫للقضايا‬                                                                                       ‫إلى المفكر والفقه الفرنسي مونطيسكيو‪،‬‬
                                                       ‫أحكامي‪ ،‬أن ت�ن� ُّوع‬                                                                                                                                                    ‫م�وض�وع ال�ف�ق�ه‪ ،‬وال�ق�ض�اء ال�دس�ت�وري‬
                                                                                                                                               ‫اج�ت�ه�ادات المجلس ال�دس�ت�وري‪ .‬وربم�ا‬                                          ‫على الأقل‪ ،‬في التجربة المغربية‪ ،‬ألا وهو‬                                                                              ‫والنزاعات والخلافات المطروحة‪.‬‬                                                         ‫وبتراتبية القوانين وسمو الدستور إلى‬
‫تناقض آراء واجتهادات الفقهاء‪ ،‬وربما‬                                                                                                            ‫أن هذا الحضور قد يتعزز بالمقتضيات‬                                                                                                                                                                                                                                                                      ‫الفقيه النمساوي هانس كلنسن‪.‬‬
‫تسييسها‪ ،‬يمكن أن ُيش ِّكل عقبة أم�ام‬                                                                                                           ‫الجديدة لدستور ‪ ،2011‬ال�ذي ع�زز من‬                                              ‫ح��دود تأثير الفقه ودوره ف�ي اجتهاد‬                                                                          ‫الخ�ل�اص���ة م���ن ه����ذه الم�ل�اح��ظ��ات‬                                                    ‫كما لا يمكن أن ننكر ال�دور الفعال‬
                                                                                                                                                                                                                               ‫المجلس الدستوري‪ ،‬الذي سيتحول قري ًبا‬                                                                         ‫العامة‪ ،‬هي أن الفقه بالنسبة للقضاء‬
‫القضاء الدستوري‪،‬‬                                       ‫اويج�تؤهّثا�دراتس�ل�وًب�قاراع�رلا�تى‬                                                    ‫طبيعة التكوين القانوني المحض‪ ،‬لقضاة‬                                                                   ‫إلى محكمة دستورية‪.‬‬                                                                     ‫الدستوري‪ ،‬ليس فقط ض�رور ًي�ا‪ ،‬وإنما‬                                                           ‫ال��ذي لا ي��زال يضطلع ب�ه‪ ،‬إل�ى ال�ي�وم‪،‬‬
‫ق��رارات��ه وأح�ك�ام�ه‪.‬‬                                                                                                                                                              ‫المحكمة الدستورية‪.‬‬                                                                                                                                                                                                                                   ‫عدد من رواد الفقه الدستوري في إغناء‬
‫فهناك على ما يبدو نوع من الاحتراز من‬                                                                                                           ‫ثان ًيا‪ :‬أن الفقه يحضر في اجتهادات‬                                              ‫فرغم أن طبيعة الدستور المغربي‪،‬‬                                                                               ‫مطلو ًبا بقوة‪ ،‬كما عبر عن ذلك العميد‬                                                          ‫اجتهادات وأحكام القضاء الدستوري‬
                                                                                                                                                                                                                               ‫كدستور مف ّصل‪ ،‬ومفتوح‪ ،‬وبه إحالات‬                                                                            ‫وأس�ت�اذ ال�ق�ان�ون ال�ع�ام ج��ورج فيديل‬
‫جانب القضاء الدستوري تج�اه الفقه‪،‬‬                                                                                                              ‫المجلس ال�دس�ت�وري م�ن خ�الل استناد‬                                             ‫كثيرة على ال�ق�وان�ني التنظيمية‪ ،‬فإن‬                                                                         ‫‪ .Georges VEDEL‬هناك ن�زوع نحو‬                                                                 ‫في عدد من البلدان والتجارب المقارنة‪.‬‬
‫وتجاه آراء وكتابات الباحثين في المجال‬                                                                                                          ‫قضاة ه�ذا الأخير على بعض المراجع‬                                                                                                                                                                                                                                                           ‫الم�الح�ظ�ة ال�ث�ان�ي�ة‪ :‬أن الفقه يمكن‬
         ‫لاهذأاطاليمل‪،‬ستووأي�ى‪ً .‬ض�ا‪،‬‬                  ‫القانوني على‬                                                                            ‫وال�ن�ظ�ري�ات ال�ف�ق�ه�ي�ة‪ ،‬وإ ْن ك��ان ذل�ك‬                                    ‫اه�ت�م�ام ال�ق�ض�اء ال�دس�ت�وري والمجلس‬                                                                      ‫دس�ت�رة أهمية الفقه‪ ،‬وه�ن�ا أستحضر‬                                                            ‫أن يعطي للقاضي ع�م�و ًم�ا‪ ،‬وللقاضي‬
                                                       ‫‪6‬ـ وحتى‬                                                                                                                                                                 ‫ايمل����حصد�عدس�و��ب ًدت�ا�ا�‪،‬لوأرحودييلبنثمق���ْلعونغاضي���َرتوجامعهعارل��عواف��مقف��‪.‬هوموي�لبس�ذلتق�قكر‪،‬ى‬  ‫بالذات‪ ،‬التجربة الكولومبية‪ ،‬حيث ينص‬
‫لا‬  ‫حتى‬                                                                                                                                        ‫يقتصر أسا ًسا على ما يمكن تسميته‬                                                                                                                                                             ‫الدستور الكولومبي في مادته ‪ ،230‬على‬                                                           ‫ال���دس���ت���وري ع��ل��ى وج���ه الخ��ص��وص‪،‬‬
‫ألوم فقط القضاء الدستوري‪ ،‬ولا ٍأرجع‬                                                                                                            ‫الاكل�لاُّس� َلس�يطك‪،‬ي»‪،‬وترباتحبييثة‬   ‫ب�ـ «الفقه ال�دول�ي‬                                                                                                                                                                                                                                 ‫خيارات متعددة‪ ،‬من أجل تفسير القاعدة‬
‫إليه السبب في هذا الضعف في الحوار‬                                                                                                                                                    ‫ت�ب�دو نظرية فصل‬                                                                                                                                                                  ‫ما يلي‪:‬‬                                                            ‫الدستورية‪ ،‬في نفس الوقت الذي يمكن‬
                                                                                                                                                                                                                               ‫ل��دى ال�ق�ض�اء ال�دس�ت�وري الم�غ�رب�ي في‬                                                                    ‫«يخضع القضاة حصر ًيا لسيادة‬
‫لبوميف�نرهيب ُوذضبْليننفماجسلههجاو ًمدعالعةى‪،‬كباأليق ًقروالضلاأفءنر االلضدفقسهوتنوجفرودسي‪،‬هه‬                                                   ‫القوانين‪ ،‬ومعها مونطيسكيو وكلسن‬                                                 ‫اعتماد الفقه كمصدر لأحكامه وقراراته‬                                                                          ‫القانون عند اتخاذ قراراتهم» ويضيف‪:‬‬                                                            ‫تشكيل‬       ‫و ُيسهم في‬        ‫ي ُص�ش ّن�كالع‬  ‫فيه للفقه أن‬
                                                                                                                                               ‫ودي فيرجي وغيرهم م�ن رواد الفكر‬                                                                                                                                                                                                                                                            ‫القواعد‬     ‫وم�ح�رري‬                          ‫وتكوين رأي‬
                                                                                                                                               ‫ال�ق�ان�ون�ي‪ ،‬ح�اض�ري�ن ب�ق�وة ف�ي أحكام‬                                        ‫واج��ت��ه��ادات��ه‪ ،‬ب�ح�ي�ث ي��رك��ز ال�ق�ض�اء‬                                                               ‫«إن ال�ع�دال�ة والفقه (وأس�ط�ر هنا على‬                                                                                      ‫القانونية‪ ،‬أي البرلمان‪.‬‬
                                                                                                                                                                                                                               ‫ال�دس�ت�وري أس�ا ًس�ا على اجتهاده هو‪،‬‬                                                                        ‫كلمة «الفقه») والمبادئ العامة للقانون‬
‫وعلى التعريف بنفسه‪ ،‬وعلى أن يضمن‬                                                                                                               ‫واجتهادات القضاء الدستوري المغربي‪.‬‬                                              ‫أو على اجتهاده الخ��اص‪ ،‬وف�ي بعض‬                                                                             ‫والعقيدة هي عبارة عن معايير مسا ِعدة‬                                                          ‫كذلك‪ ،‬فإن الفقه له دور أساسي من‬
‫قب��ا�لد ًرشاكألك�اب�ل�رذمي�ني الجم�ععل�راف�لةقاومض�ين‬  ‫لم�ن�ت�وج�ه‬                                                                            ‫النهاية‪،‬‬  ‫ه�و‪:‬و«الكيسفؤايلماكل�نذ تيف ُيسيط َررحه�فذاي‬                                                                                                                                                                                                                                     ‫ناحية الفهم الجيد لتداعيات القرارات‬
                                                        ‫الانتشار‪،‬‬                                                                              ‫الحضور‬                                                                          ‫الأحيان على اجتهادات فقهية‪ ،‬ولكنها‬                                                                                     ‫في الإجراءات القضائية»‪.‬‬                                                             ‫التي يتخذها القاضي وتفادي ما يمكن‬
‫اقلودةستووغرزايرة ُملوَز ًمجاودوةم وضجطا ًرذابيلةلانهتذبااهالإفلقىه‬                                                                                                                                                            ‫تمتح م�ن الفقه ال�دول�ي أكثر م�ن الفقه‬                                                                       ‫فنحن إذ ْن‪ ،‬إزاء تج�رب�ة دستورية‬
                                                                                                                                               ‫المحتشم‪ ،‬إن شئتم‪ ،‬للفقه في اجتهادات‬                                             ‫ال�داخ�ل�ي أو ال�ف�ق�ه ال�وط�ن�ي‪ ،‬وتنتبه‬                                                                     ‫فريدة تمنح للفقه مكانة دستورية في‬                                                             ‫أن يكون لها من مخاطر ومن تداعيات‬
                                                                                                                                               ‫ال��ق��ض��اء ال���دس���ت���وري ف���ي ال�ت�ج�رب�ة‬                                                                                                                                                                                                                                           ‫قد تشوش على تلك القرارات وربما قد‬
                                                        ‫القانوني‪.‬‬                                                                                                                    ‫المغربية؟»‪.‬‬                               ‫إل�ى اجتهادات المحاكم الدستورية في‬                                                                           ‫اج�ت�ه�ادات ال�ق�ض�اء ع�م�و ًم�ا‪ ،‬والقضاء‬                                                         ‫تؤدي إلى ردود فعل غير محمودة‪.‬‬
                                                                                                                                                                                                                                                          ‫التجارب المقارنة‪.‬‬                                                                 ‫الدستوري على وجه الخصوص‪.‬‬
‫أش��ك��رك��ن وأش���ك���رك���م ف���ي ن�ه�اي�ة‬                                                                                                   ‫ف�ي ت�ق�دي�ري‪ ،‬أن الأم��ر يعكس ما‬                                               ‫ول���ذل���ك‪ ،‬ف��ب��اس��ت��ق��راء ك���ل أح��ك��ام‬                                                             ‫وعلى ضوء هذه الملاحظات‪ ،‬يمكن‬                                                                  ‫الم�الح�ظ�ة ال�ث�ال�ث�ة‪ :‬أن الح��وار بين‬
‫كم�ند ُاتخ�قل�دت�ايستوأغعر�قت�ُتذرولقل ًتاسيدطوايل�ل ًرائ�في�يسهإذنه‬                                                                                                                                ‫يلي‪:‬‬                                                                                                                                                                                                                                  ‫االلشفدكقلهسًاتووواارليحقة� ًداض‪،‬عامءبولاًمل�اي‪،‬دت لس�خاتذ�يوعتردخيةذأأوشطكراايل ًلقم‪،‬احامأكمون‬
                                                                                                                                               ‫‪1‬ـ ليس هناك ما يلزم القاضي في‬                                                   ‫وق�رارات المجلس الدستوري‪ ،‬الصادرة‬                                                                            ‫ل��ي أن أت��س��اءل ح���ول دور ال�ف�ق�ه في‬
                                                                                                                                                                                                                               ‫في المغرب منذ سنة ‪ ،1992‬أي تاريخ‬                                                                             ‫اجتهادات القانون الدستوري المغربي؟‬
                                                       ‫المداخلة وشك ًرا‪.‬‬                                                                       ‫القضاء الدستوري بالاعتماد على الفقه‪،‬‬
   9   10   11   12   13   14   15   16   17   18   19